الحمد لله أني استطعت تحريك المياه الراكدة بطرحي موضوعاً من أشد المواضيع أهمية، ألا وهو عن حقيقة الإخفاق الذي تعانيه الكويت، وهل هو حقيقي أو وهمي؟!صيف الكويت هذا العام يمثل حقيقة مثال البلد المهجور الخاوي على عروشه، فسبحان الله، لقد تهيأت جميع الظروف لطرد المواطنين والمقيمين من البلد بسبب الحرارة غير المسبوقة التي تخطت 54 درجة مئوية، وكأنما هو اتفاق بينهما وبين مكاتب السفر على «تطفيش» الناس من الكويت!أضف إلى ذلك انتهاء المناسبات السعيدة التي تعمل على بقاء الناس في البلد مثل شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد، وتعطيل الجامعة والتطبيقي عطلة طويلة تمتد إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك!في ظل هذا الهدوء غير المسبوق في الكويت وخلو الشوارع من السيارات، فإن الجميع يشعرون بالفرح ويتمنون أن تطول فترة الإجازة لكي يستمتعوا بعطلتهم كما يستمتع المسافرون في الخارج، ولكن هذا الهدوء قد عطل تفاعل الناس مع ما تكتبه الصحافة، ربما بسبب عدم الرغبة في إثارة مواضيع حساسة تقطع عليهم متعتهم بالهدوء والاستقرار!أعود إلى ما ذكرته عن طرحي لقضية الإخفاق في جميع مناحي الحياة وفشل التخطيط، واكتساح الفساد لكل شيء في البلد كما يصور البعض من خلال مواقع التواصل الإعلامي، فقد تحديت تلك الأطروحات وبينت بأن الكويت بخير، وأن وجود الفساد فيها لا يصل إلى الدرجة التي يصورها البعض، بل إن جوانب الخير فيها كثيرة وسرعان ما ستكتسح الفساد بإذن الله.بالطبع فإن ردود أفعال القراء كانت متفاوتة، وغالباً ما كانت متشائمة، فمنهم من اعتبرني بعيداً عن الواقع وأحلم في أفكاري، والبعض اعتبرني أدافع عن الحكومة من دون وعي!قارئة تحدت تبرير إنفاق الكويت 42 مليار دولار على دول العالم، وقالت إن ذلك يعني إنفاق 40 ألفاً لكل مواطن على دول العالم وهذا بمثابة تفليس للميزانية، ومع أنني أشكك بهذا الرقم الذي ذكرته إحدى الصحف الكويتية، واعتقد أنه مبالغ به كثيراً، لكن ما أردت قوله هو إن دول العالم جميعها تخصص جزءاً من دخلها القومي من أجل دعم الدول الصديقة ومساعدتها لكن من دون مبالغة!الأخوة الأفاضل في ديوانية الجمعة تفاعلوا كثيراً مع طرحي وأيدوني بأن أستمر في الكتابة بروح التفاؤل، فالتفاؤل مطلوب لا سيما أوقات الأزمات، والأخ الفاضل أبو عبدالله ضرب مثلاً بسيدنا إبراهيم عليه السلام عندما زار ابنه إسماعيل عليه السلام في مكة، ووجد زوجته تكثر الشكوى من أوضاعهم الصعبة، فأمر إبراهيم ابنه بتغيير عتبة داره، أي بتطليق زوجته، ثم عندما زار ابنه مرة أخرى وجد زوجته الجديدة راضية عن أوضاعهم، على الرغم من عدم تغييرها عن السابق، فأمره بالإبقاء على عتبة داره، أي البقاء مع زوجته والمحافظة عليها، أي إن التفاؤل هو الأساس في أوقات الشدة.أبو سعد قال لي إن السبب وراء ذلك التشاؤم الكويتي هو مجلسنا الذي لا يمثلنا وإنما يمثل نفسه، والذي يتسابق بالسب والشتم ويلهب الساحة السياسية بدلا من التعاون مع الحكومة لإنجاز المشاريع!المهم هو أن ما طرحته هو وجهة نظر لا أدعي أنها الحق، ولكن يجب ألا نبالغ في ردات فعلنا إلى درجة اليأس من واقعنا، وأرجو ألا يتهمني البعض بأني قد صرت حكومياً وأدافع عن الحكومة، فهذه التهم المعلبة جاهزة عند البعض، يصفعون بها كل من يخالفهم، والبطولة عندهم هي أنه لا يزال لسانهم رطباً بشتم الناس والتنفير منهم.* من يتابع نشوء الحركات اليسارية في العالم يجد أنها بدأت بالحديث عن مثالب الحكومات والتحريض عليهم إلى أن وصلت إلى الثورة عليهم وتدمير الأخضر واليابس باسم الحرية والعدالة.* يقول الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدة بعنوان «ابتسم»:قال: «السماء كئيبة» وتجهماقلت: ابتسم يكفي التجهم في السماقال: الصبا ولّى، فقلت له: ابتسملن يرجع الأسف الصبا المتصرماقال: الليالي جرعتني علقما، قلت:ابتسم ولئن جرعت العلقمافلعل غيرك إن رآك مرنماطرح الكآبة جانباً وترنما