أغنية حزينة سجلها أحدهم على فيديو تقول:هوّن علينا يا الله... يا كريم يا اللهبس ملينا سياسة بس ملينا تعاسةكافي صرنا في انتكاسة وين يودي هالطريق؟!البلد مهجور كأنه... كل من مستغني عنهلا تخلونا وطنا ضايق ما له صديق!!لا مدارس لا مباني... لا مسارح لا موانئ... لا ثقافة لا قالي... حال ما أقدر أوصفه اندثرنا وارتضينا... حالنا غصبن علينا... شمتوا العذال فينا ضيعوا فينا الوصال والمطار اللي انت خابر... مستحيل اليوم صاير استحي لي يانا زاير بالمطار أستقبله شاللي فينا محنا قاصر، حتى نقبل هالمناظر.والرياضة الحالة عفسة... كل من لاهي بنفسه... والنتائج ما هي قصة... المهم الكرسي!وين الكويت القديمة اللي شمعتها عظيمة؟!ويستعرض الشريط صوراً لعناوين الصحف الكويتية التي تلقي الضوء على جوانب الفساد في الكويت:- دولة الرفاه لن تستمر - المحاسبة مفقودة!- الكويت صرفت 42 مليار دولار على دول العالم!- خطة التنمية في الكويت فشلت!!- جيب المواطن سيُمس!- زيادة رواتب النواب إلى 4700 دينار!- المحاسبة: تجاوزات مليونية في «الصحة»!- مناقصة مليارية تباع بـ 150 مليون دينار!- الحكومة تقر قانون الإعلام الإلكتروني دون مناقشة!- 88 في المئة من الأسر الكويتية يشملها الترشيد!- 12.9 مليار دينار عجز الموازنة المقبلة!- 7 عائلات استولت على 95 في المئة من مناقصات الكويت!الحمد لله... الدنيا بخير!لا شك أن هذه الاغنية الحزينة تفجر في قلوبنا ينابيع من الحزن والأسى على واقع بلادنا الذي وصل إلى ما وصل إليه، وتجعلنا نعيش حفلة من اللطم والبكاء على الكويت التي لا تمهل العقلاء فرصة للتفكير إن كان هذا اللطم واقعياً أم إن ريشة الفنان قد لعبت به ليتحول إلى «مناحة» على واقعنا ويأس من مستقبلنا»!لست أقلل من حجم الفساد الذي يضرب أطنابه في بلادي، ولكن الوضع ليس ميؤوساً منه كما يصور الشريط، ولسنا حقاً في بلد مهجور، بل إن مئات الآلاف من المواطنين قد هربوا من الحر وسافروا إلى جميع أقطار العالم للسياحة، وسيرجعون إلى ديرتهم قريباً مشبعين بالذكريات الجميلة!اما مطارنا فهو صامد ولله الحمد وبانتظار المطار الجديد بإذن الله!بالنسبة لخطة التنمية فقد ركبت على السكة، وبدأت تؤتي ثمارها وها نحن نرى عشرات المشاريع الأساسية يتم إنجازها قريباً بإذن الله لتعوضنا عن المعاناة الطويلة التي كابدناها!العجز في الميزانية قد أعلن عنه وزير المالية وهو 6 مليارات لهذا العام، وهو أمر طبيعي في ظل الهبوط الكبير في أسعار النفط، ونحن متأكدون بأن لدينا من الاحتياطيات ما يكفي لتغطية العجز، ولدينا استثمارات كثيرة، لكن حكومتنا لا تريد الكشف عنها - يمكن خوفاً من العين!أما الزيادات على الوقود والكهرباء فهذا يحقق الترشيد المطلوب ولا يسد العجز، ومن يقارنون ذلك بالصرف على المساعدات الخارجية لا يقدرون بأن كثيراً من تلك المساعدات هي عبارة عن قروض من صندوق التنمية الكويتي، وأنه يوفرها من ميزانيته وأرباحه لا من جيوبنا، كما أنه لا يمكن لأي دولة أن تتخلى عن واجبها في المساعدات الخارجية لأن ذلك يمثل لها بعداً سياسياً وأمنياً!يجب ألا ننسى أن حكومتنا قد قامت بزيادة الرواتب والمكافآت لجميع المواطنين بدرجة غير مسبوقة قبل عشر سنوات وأغرقت عطاياها على الجميع على الرغم من حجم التبذير «وفسفسة» الأموال، وأصبحت رواتب كثير من الموظفين الكويتيين لا تقل عن ألف دينار، ونحن بالطبع لا نقر تلك الفوضى والفساد، لكن يجب ألا نُبالغ في بيان حجم حاجتنا وعجزنا، فالدنيا بخير ولن نموت من الجوع كما هو حاصل في اليمن وسورية بإذن الله.بل إن صدقات أهل الكويت قد وصلت إلى أقصى بقاع الأرض، وخيرنا سابق والكل يتحدث عنه!عسى الله تعالى أن يديم علينا النعمة ولا يغير علينا!
مقالات
نسمات
«حال ما أقدر أوصفه»!
05:09 ص