أنا لا أعتبر نفسي شاعراً، وإن كنت أكتب شعراً، ولكن «نسمي» في بحر الشعر قصير، وقصائدي لا تتعدى الأبيات الثمانية، ولم يسبق لي أن نشرت شيئاً أو أطلعت عليه شعراء، فما أكتبه تسلية لنفسي ومزحاً مع الأحبة والأصدقاء، ولكنني أحب الشعر وأصادق الشعراء، ولست من الغاوين، ولي من مُلاك القوافي وأصحاب البيوت الشعرية العديد من الأصدقاء، وأقربهم إلى قلبي ثلاثة، هم: شريدة المعوشرجي، مبارك بو ظهير، صالح الحربي.والثلاثة يخصونني بأولوية الاطلاع على جديد إبداعاتهم، كمعجب لفنهم لا كناقد لهم. فالثلاثة غاصة مهرة في بحور الشعر، وجنيهم من الحصابي والدانات.ويوم الأحد الماضي، كتب شريدة المعوشرجي أبياتاً رائعة نشرتها في مقالي السابق، وكان للثنائي أبو ظهير والحربي رد على هذه الأبيات.فردَّ مبارك بو ظهير قائلاً:العمر يمضي والحياة استزادةللآخرة في يوم ينشف به الريقمن مدرستها ناخذ الاستفادةومن يفعل المعروف يبشر بتوفيقأحدٍ حياته بين صبر وجلادةوأحدٍ تفتح له جميع المغاليقوبه ناس تبقى راسبة للإعادةوبه ناس تصعد للجبال الشواهيقفتجاوب صالح الحربي مع الاثنين فقال:نمشي بهالدنيا بعزم وإرادةوالصبر مفتاح الدروب المغاليقنريد وربك ماشي في مرادهبيدينه أسباب الرضا والتوافيقوما تكسبه لابد تدفع سدادهويا الله بعفوك يوم ينشف به الريقفكانت تلك الأبيات نوعاً من الحوار الشعري، ذكّرنا بزاوية كان الأخ شريدة المعوشرجي ينشرها في أكثر من جريدة قبل أن يتولى كرسي الوزارة، ونتمنى على أبي عبد الله - وقد فك الله أسره من السياسة والديبلوماسية - أن يعود إلى كرسي الشعر ويعيد زاوية حوار القوافي ليمتعنا ويحرك ما ركد من بحور الشعر.
مقالات
ولي رأي
أنا والشعر والشعراء
12:57 م