أشبعت وسائل التواصل الاجتماعي كلمة «قرطوع» جدلاَ على امتداد أسبوع، وكلمة «قرطوع» لمن لا يعرف معناها، إن كان هناك من لا يعرف معناها حتى الآن، هي لفظة كويتية قديمة تعني باللهجة الفصحى «قطعة» وبالمصري «حتة» وباللبناني «شأفة» أو باللهجة المتداولة حالياً «نتفة» وفعلها «تنتيف» وهذا ماحصل.****رب «نتفة» كلمة أدت إلى «تنتيف» قائلها، ولنا في «قرطوع» عبرة إن بحثنا عن أسباب تداولها وتفاعلها بين الناس لبطل العجب:لماذا تقرطع القرطوع؟أولاً: توقيت الحديث في قضية شعبية في عز ذروتها وعلى عكس التيار، فالتوقيت كثيراً ما يكون أهم من التعليق.ثانيا: الاستفزاز بالاتهام والهجوم الذي يستجدي الهجوم المضاد دفاعاً، فعندما تصف الكويتي بأنه «ما يستحي» لا يستحي منك، وسيؤكد كلامك بطريقة «أنا الغريق فما خوفي من البلل».ثالثاً: صفة القائل وهويته ومنصبه وانتماءاته ومن يمثل وعندما اكتشف الناس أن لا صفة رسمية تبرر له ما اعتبروه قرطعة ردوا بمثلها أو بأفضل منها.رابعاً: «السوشيال ميديا» وما أدراك ما «السوشيال ميديا» فهي الأرشيف الشخصي لتوثيق المواقف الشخصية لشخص لا تعرفه شخصياً، وكي يكون «التنتيف» على أصوله لابد أن يبدأ بالـ«تنبيش» وأسهل ما تجد في أرشيف كل مواطن كويتي التناقض والتنقل والتلون من البرتقالي إلى الأزرق وعندها يبدأ الهجوم المزدوج من اللونين.... «وليه يا بنفسج»؟****الدرس المستفاد أنه يمكن للصوت العالي أن ينقلب همساً ويصبح القط أسداً، ويمكن للمجتمع القائم على التناقضات أن يحتوي تناقض أبنائه، ويقبلهم بوضعهم الجديد مهما تقلبوا وتشقلبوا، لكنه لا ينسى شيئاً بل يتناسى موقتاً حتى ينسى المنسي نفسه، ينتفض له المجتمع ويقول له إن «كنت ناسي أقرطعك»، ولكن هذا المجتمع ينسى نفسه عندما يصوب أخطاءه بنفسه فلو حاربك و«قرطعك» ثم أثبت له صوابك ونجاحك في أي مجال كان لبارك لك وشجعك ونسب كل نجاحك له ولتشجيعه «قرطوع» «قرطوع».reemalmee@