ديرة بالخير زاخرة وبالعطاء زاهرة تحضن أبناءها وهم يحبونها ويبذلون كل ما في وسعهم من اجل استقرارها، وذلك بالجد والاخلاص والعطاء.هكذا هي منذ الازل وكذا سمات ابنائها يتعاونون في ما بينهم، وهم في مهد الله والليل أرخى سدوله وقبيل ان تبرز الغزالة من خدرها كانوا يستيقظون على صوت الآذان فتفرح قلوبهم ليلبوا نداء الله إلا في ذلك الخميس الاسود استيقظوا على اصوات الرصاص وأزيز الطائرات ودوي المدافع.الخبر؟جار اهوج هجم على جيرانه في الثاني من اغسطس العام 1990 فأراق دماء الشيوخ وأزهق أرواح لنساء وأطفال رضع ومنع الهواء حتى على المواليد الذين هم في حضانات الولادة.عدوان غاشم وفلول لا تعرف للانسانية معنى ولا للضمير سبيلاً ولا للحق طريقاً ولا للانسانية مضموناً.عدوان عراقي آثم وجيش صدامي أهوج أتت جحافله كي تقضي على هذا البلد.خسئوا واندحرواكويت الخير شامخة بأهلها وما تتضمنه من معان سامية شرب اهلها من مائها وتغذوا من تربتها فحافظوا على هذه التربة وعملوا أعمالاً كثيرة خلال فترة العدوان وعاون بعضهم بعضاً.روت هذه التربة دماء الشهداء من ابنائها، بعضهم استشهد ببنادق العدو وآخرون بالتعذيب والبعض بالنحر على اعتاب منازلهم امام اعين آبائهم وامهاتهم.تباً لهاتيك القلوب القاسية التي لم تمل لهداية واتبعت العمى.شعب ابي صبر على الويلات وناضل من اجل تربة الوطن واستقبل كل صنوف الاذى بقلوب مطمئنة بالله.حقق الباري أملهم وجاء يوم النصر بفضل الله الكريم وتكاتف الاشقاء والاصدقاء حتى اصبحت الكويت شامخة منتصرة تحمل معاني كثيرة للخير والنماء والازدهار.وهم ابناؤها في مجال العمل وشمروا سواعد الجد، ولكن لا نجعل ذكرى الغزو الغاشم لنسرد صفحة مشرقة فقط انما لتكون هذه الذكرى يوماً نعاهد فيه الله على ان نحمي هذا الوطن بقلوبنا ونجعل مصلحته فوق كل المصالح وننبذ الذات من اجل المجتمع ونعمل على ان نصنع هذا الوطن في القلوب وامام الاعين ونضرب بيد من حديد، الذين يفكرون بالعبث باستقراره وينشرون الفساد والفحشاء في ربوعه وينكرون ذاتهم دون مصلحة الوطن، وان تفتح الآفاق لعجلة النمو ويعطى لشباب الوطن فرص مختلفة كي يبدعوا في المساهمة من اجل رفعة هذا الوطن، لأن هذه الديرة تضم قدرات كثيرة يجب ان تنمى ومهارات مختلفة يجب ان تشجع واستعدادات باهرة لا بد وان تلقى فرصها حتى تتشابك القدرات والاستعدادات والميول والمواهب في بناء صرح هذا الوطن ويتعلم كل خامل من النشيط المبدع اذا فتحت الآفاق امام هؤلاء المبدعين.ولننصهر جميعاً في بوتقة هذا الوطن ونضرب بالتخلف والتشرذم والتفرق والافكار البالية عرض الجدار ونحتضن أمنا الكويت ونعمل من أجلها.وصدق العم الاديب علي يوسف المتروك حيث قال في رائعته:كويت الوفاءترابك العسجد والعنبروفي معانيك الدنى تسفركويت يا رمز الوفا قطرةلا يعتريها الزيف والمنكريا درة الأوطان لا تجزعيمن غادر في غيه يصدرفأنت كالأم لأولادهالو عق منهم واحد تغفريا وطنا يرمز نحو العلالأنك الأرحب والاقدريا وطنا ما ضاق عن همنافكل ما دونك يستصغروتبذل الخير بلا منّةوتقبل العذر لمن قصّر