ما أجمل العودة إلى الزمن الجميل!هذا ما فعله الفنانان المحبوبان داود حسين وانتصار الشراح، اللذان كانت لهما صولات وجولات فوق خشبة المسرح وعلى شاشة التلفزيون في عقدي الثمانينات والتسعينات، قبل أن يتباعدا فنياً سنوات طوال، ليحين وقت اللقاء حالياً بعودة جديدة، إذ يجمع بينهما المخرج والمنتج محمد الحملي في مسرحيته «سكة سفر»، ليرسما خطوات فنية جديدة تشبه خطوات الأمس البعيد، لكن أُضيف إليها الكثير من خبرة السنين ومهارة التجارب الإبداعية المتعددة!فعلى مسرح دار المهن الطبية في منطقة الجابرية قدم فريق عمل «سكة سفر» عرضهم المسرحي، وهو جمع بين حزمة من المواضيع الاجتماعية، تجسدت على خشبة المسرح في إطار كوميدي تخللته مجموعة من اللوحات و«النغزات»، ولكن بعيداً عن التجريح أو الانتقاد اللاذع... الحياة عبارة عن «سكة سفر»، وكل يوم الإنسان في حال جديدة وشأن مغاير، و«سكة سفر» اسم لأغنية الفنان نبيل شعيل التي قدمها في عصر الثمانينات، وجاء الاسم مناسباً لأحداث العمل. داود حسين وانتصار الشراح عادا للقاء مجدداً من خلال العمل... وجسدا دور زوجين يقعان في عدد من المواقف... ولاحظ الجميع أن الكيمياء بينهما كانت منسجمة مثلما كانت دائماً في بداياتهما فترة الثمانينات، وكان لافتاً أن كلاً منهما يفهم الآخر «حتى من خلال العيون»!أما عن سلسلة الأحداث التي يواجهانها خلال رحلة سفر، فتبدأ من المطار ثم تنتقل إلى متن الطائرة، ثم تجبر الظروف الركاب على الهبوط الاضطراري، بسبب «الكابتن» الذي جسد شخصيته الفنان الشاب عبدالله الخضر... في صورة كوميدية ممتزجة بما هو معروف عنه من أداء عفوي... كما أن المسرحية تعتبر بدايةً موفقة للفنان خالد البناو، وكذلك مشعل الفرحان وبدر الرشدان.اعتمد مخرج العمل محمد الحملي على القصة والأفكار، وبدا وضحاً أنه كان حريصاً على أن تصل أحداثها إلى المشاهد بكل سلاسة ومتعة... وحتى الديكور والأجواء العامة والسينوغرافيا، أعادوا المشاهدين إلى الزمن الجميل والأعمال المسرحية الكويتية القديمة، وهو ما انعكس من خلال الاكسسوارات المسرحية والموسيقى.يُذكر أن المسرحية من تأليف مريم القلاف وإخراج محمد الحملي، ويتقاسم تجسيد الشخصيات - حسب الظهور - داود حسين وانتصار الشراح وعبدالله الخضر وأمل عباس ومحمد الحملي وعصام الكاظمي وبدر الطيار وناصر البلوشي وخالد البناو وبدر الرشدان، ومجموعة أخرى من المشاركين.