«فيفي عبده تنعى أحمد زويل»... كان هذا هو الخبر، والخبر عموماً واحد، لكن تحليل الناس له متنوع ومتعدد ومتلون، من أبيض إلى أسود فرمادي، بين «يا خبر أسود هوه زويل مات»، باعتبار فقدانه خسارة للوطن العربي، وبين «يا خبر أبيض هية فيفي عبده مالها ومال زويل؟»، وباعتبار أن زويل عالم فلا مانع أن يرثيه أي أحد، أما الرمادي فـ «يا خبر مش فايت» يوجد هناك أناس مازالت تسأل: من هو زويل الذي تنعاه فيفي عبده؟****ليست مصيبتنا في هؤلاء الناس الذين لا يعرفون زويل، وهو، رغم أن المعروف لا يُعرف، عالم مصري وصل للعالمية فحصل على جائزة نوبل في الكيمياء، ولكن المصيبة في الناس الذين عرفوا زويل من فيفي عبده، وهي بالمناسبة لمن لا يعرفها إن كان هناك من لا يعرفها راقصة وفنانة وصلت للعالمية أيضاً، ومثلت شعبها في محافل دولية من «كان» للبرازيل.****فالناس نوعان: عالم وعالمة، وفي كل نوع هناك من يطمح للعالمية، وهناك من تطمح له العالمية.والناس نوعان: نوع حضوره طاغٍ وغيابه باهت، ونوع حضوره باهت وغيابه طاغٍ.والناس نوعان: نوع ملء السمع والأبصار بسبب ومن دون سبب، ونوع لا تراه ولا تسمعه لكنك تسمع عنه وترى عمله كأنك تراه.والناس نوعان: نوع يفاخر بعلمه ونوع يفاخر بجهله.والناس نوعان: نوع له قيمة، ونوع له ثمن.وبين النوعين تنوع يسود فيه الناس «النص نص»، الذين يريدون كل شيء فيخسرون كل شيء.****ليست المشكلة في غلبة نوع على نوع أو تصدره المرحلة لكن المشكلة كل المشكلة في الناس «النص نص» الذين لا يريدون الوقوف في النص، «فتنط في كل نص نص يوم»، فهي تريد القيمة التي جلبها لمحفوظ الأدب وفي الوقت نفسه تريد الثمن الذي جاء به غيره من قلة الأدب.****مما سبق نستنتج أن هناك فرقاً بين الذين رقصوا على المسرح والذين رقصوا على السلم «فلا اللي تحت شافوهم ولا اللي فوق عبروهم»، ورغم أن لكل ملعبه، ولكل جمهوره، ولكل أهميته، في مجاله وتخصصه، ولكن لا أحد يريد أن يلزم حدوده ولا أحد يريد أن يركز في مهامه.reemalmee@
مقالات
رواق
فيفي عبده... وأحمد زويل
ريم الميع
11:14 ص