في مركز هونا في حي الحمرا ببيروت يستعد أناس لدورة علاج جماعي مختلفة عن غيرها. فجميع الموجودين مستعدون للقيام ببعض الأعمال الفنية والتلوين في إطار العلاج عن طريق الفن. إنه نوع من العلاج يهدف إلى تحسين وتعزيز الحالة الجسمية والنفسية والاجتماعية من خلال عمل إبداعي. ويقول المعالجون هنا إن هناك زيادة في عدد اللبنانيين الذين يسعون للحصول على هذا النوع من العلاج في بيروت. وتقود الفنانة التشكيلية اللبنانية نادين قنواتي ورش العمل الأسبوعية مع ما يتراوح بين أربعة وستة مشاركين يتلقون العلاج. وقالت إن الجلسات تنال شعبية بسبب تدفق اللاجئين السوريين على لبنان وسعي المنظمات غير الحكومية للبحث عن وسائل مبتكرة لمساعدتهم على التعامل مع الصدمة التي تعرضوا لها. ومع ثماني سنوات من الخبرة كمدرس توضح قنواتي كيفية عمل هذه الجلسات. وتقول «منعمل نوع من الحوار.. بنرسم.. بنقرا رسمات بعض.. ودوري أنا كمعالجة أترجمها.. هو إذا بدك القراءة معاً لهذا موضوع.. هو تحفيز الآخر على الرسم».ومن بين المشاركين الفنانة التشكيلية مارال مانيسليان. وقد أتاحت لها ورشات العمل احساسا باكتشاف النفس والوعي بالذات. وتقول «بشتغل باللون ومابعرف بالنهاية لوين بدي أوصل ف ما كنت أعرف شو عمبعمل يعني بعد ما خلص بدي أقرا اللوحة بعد ما جيت وعملت علاج بالفن اكتشفت عن حالي عن القصص يلي عم بعملهابلشت أقرا بالرموز أكتر.. طريقة التلوين شفافية التلوين يلي بستعملها مكنت بعرف له عم بستعملها لشو.. وهون ليش حاطها هيك له عم برسم وجه أو رموز فبلشت أقرا نفسيتي أو خيالي وشخصيتي يمكن». وتشمل الدورات أيضا تقنيات التنفس بما يسمح لهم بإغلاق عيونهم وتثبيت حالتهم الذهنية. ولبنان موطن لجالية كبيرة من اللاجئين حيث يشكل اللاجئون السوريون واحدا من كل خمسة من سكان الدولة الصغيرة المساحة. وشكل وجودهم ضغطا كبيرا على الخدمات الصحية. وربما يعاني ما يصل إلى خمس اللاجئين من اضطرابات في الصحة العقلية لكن الفجوات في خدمات الصحة النفسية والنقص الكبير في عدد العاملين في مجال الصحة العقلية في لبنان يعني عدم تلبيةاحتياجات الكثير من اللاجئين.