تمكنت السلطات التركية من اقتفاء أثر آلاف الأشخاص الذين تتهمهم بالمشاركة في شبكة سرية لها صلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي بفك تشفير الخصائص الأمنية الضعيفة لتطبيق تراسل غير معروف تقريبا على الهواتف الذكية. وقال خبراء أمنيون فحصوا التطبيق المعروف باسم (بايلوك) إنه من عمل مطوري برمجيات هواة فيما يبدو وترك معلومات مهمة عن مستخدميه دون تشفير. وقال مسؤول تركي كبير إن المخابرات التركية فكت شفرة التطبيق في وقت سابق هذا العام وتمكنت من تعقب عشرات الآلاف من أعضاء حركة دينية تنحي الحكومة باللائمة عليها في محاولة الانقلاب الفاشلةالشهر الماضي. وتوقف أعضاء الحركة عن استخدام التطبيق قبل عدة أشهر بعد معرفتهم بفك شفرته لكنه سهل مع ذلك القيام بعملية تطهير شملت عشرات الألوف من المعلمين وأفراد الشرطة والجنود ومسؤولي القضاء في أعقاب الانقلاب. وقال مسؤول تركي كبير «بيانات بايلوك مكنتنا من رصد شبكتهم -أو جزء كبير منها على الأقل». وأضاف «ما أستطيع أن أقوله هو أن عددا كبيرا من الناس جرى تحديدهم عبر بايلوك تورطوا بشكل مباشر في محاولة الانقلاب». وأضاف المسؤول التركي أن أتباع غولن ربما هم الذين أنشأوا بايلوك كي يتسنى لهم التواصل. بيد أن خبراء استشارتهم رويترز لم يتمكنوا من التحقق من ذلك. وقال تيم سترازير مدير أبحاث الهاتف المحمول في شركة سينتينيل وان الأميركية الإسرائيلية للأمن لرويترز «بايلوك تطبيق تراسل غير آمن ولا يستخدم على نطاق واسع اليوم... أي شخص أراد استخدام آليةالهندسة العكسية (هي آلية تعنى باكتشاف المبادئ التقنية لآلة أو نظام من خلال تحليل بنيته ووظيفته وطريقة عمله) بإمكانه فعل ذلك في دقائق». ويقول ماثيو جرين وهو متخصص في التشفير وأستاذ مساعد لعلوم الكمبيوتر في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة وقام بفحص شفرة التطبيق إن شبكة بايلوك تولد مفتاحاأمنيا خاصا لكل جهاز بهدف الإبقاء على المستخدمين غير معروفين. لكنه أضاف أن هذه المفاتيح ترسل إلى خادم مركزي مع كلمات المرور الخاصة بالمستخدمين في نص عادي غير مشفر وهو ما يعني أن أي شخص يخترق الخادم يستطيع فك تشفير حركة الرسالة. وتابع في رسالة بالبريد الإلكتروني «أستطيع القول إنه تطبيق هواة (في الأغلب الأعم)».