هو صيف آخر بطقسٍ حار يفرّ الناس منه نحو البحر أو الجبل، لتضجّ المسابح بروادها وتكتظ المصايف بقاصديها من لبنانيين وأجانب.ما خرج عن مألوف اللبنانيين في هذا الإطار هو مصطلح جديد، بالنسبة إليهم، دخل معجم «حالة الطقس» ويتحدث عن درجة «حرارة محسوسة»، بعد أن كانت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني قد توقعت بداية الأسبوع الجاري أن يكون الطقس رطباً على الساحل مع حرارة محسوسة تقارب 45 درجة مئوية.وقد «أحس» اللبنانيون في هذا الصدد، إلى جانب ما وُصف بـ«الطقس الخليجي الحارّ»، بحال من الذعر والهلع وسط دعوات إلى اتخاذ عدة إجراءات احترازية تلافياً لأي ضرر مباشر أو غير مباشر جرّاء ارتفاع درجات الحرارة.في المقابل قلّل خبراء وباحثون من شأن ما قيل في هذا الجانب وأكدوا لـ«الراي» أن هذا الصيف عادي.الباحث في مصلحة الأبحاث الزراعية في البقاع ورئيس الأرصاد الجوية والريّ فيها إيهاب جمعة اعتبر أن «ما حُكي عن 45 درجة مئوية للحرارة المحسوسة في بيروت غير دقيق، أما في البقاع فيمكن الحديث عن هذه الدرجة لأن مستوى الحرارة والرطوبة مختلفان، وقد بلغت درجة الحراراة الفعلية في البقاع 40 درجة».لكن جمعة أوضح أن «حال الطقس التي نعيشها طبيعية جداً في هذا الوقت من السنة وما من شيء خارج عن المألوف في هذا الإطار»، لافتاً إلى أن «المسألة عادية وعابرة، ولا يجدر كلما ارتفعتْ الحرارة أو انخفضت الحديث عن تغيّر مناخي، فعند الحديث عن تغيّر مناخي لا بد من دراسة طويلة الأمد».ومن جانبه رأى رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي مارك وهيبي أن «ليس هناك ما هو استثنائي في درجة الحرارة في لبنان، فنحن شهدنا سابقاً درجات مماثلة لا بل أعلى منها حيث بلغت درجة الحرارة الـ 39 درجة ونصف الدرجة وبقيت على هذا النحو لمدة أسبوع، في حين أننا ما زلنا في هذا الصيف وحتى اليوم بعيدين جداً عن هذه الأرقام، حيث لا تتخطى الحرارة على الساحل الـ 33 درجة مئوية».وكشف وهيبي أن «الحوض الشرقي للمتوسط يتأثر حالياً بمنخفض جوي مصدره الخليج العربي مصحوبا بكتل هوائية حارة مما يؤدي إلى طقس صيفي رطب على المناطق الساحلية وحار نسبياً في المناطق الجبلية والداخلية، وهذا المنخفض يرافقنا تقريباً كل الصيف، فلا داعي للهلع، نحن في نهار صيفي حار بصورة اعتيادية».وعن الفارق بين درجة الحرارة الفعلية وتلك المرتبطة بتأثير الرطوبة بيّن أن «مسألة هذا الفارق صحيحة، فهناك ما يُعرف بالحرارة المحسوسة التي تعني ما يشعر به الإنسان بغض النظر عن ميزان الحرارة نفسه»، شارحاً أنه «في درجة رطوبة مرتفعة، لا يتمكن العرق من التبخر من جسم الإنسان، بل يظل على البشرة فيشعر الناس بالحرّ أكثر».ورداً على انتشار تحذيرات وإجراءات وقائية مما وُصف بـ «موجة الحر الاستثنائية»، أوضح أن «ما قيل عن إخلاء السيارات من المواد الغازية والعطورات والولاعات، يصح في كل أيام الصيف، فكما نعرف إن كل الغازات السائلة المضغوطة هي عرضة للتمدد والإنفجار إذا كانت موضوعة في عبوة في سيارة مركونة في الشمس وارتفعت درجة حرارتها جراء ذلك»، مشيراً في الوقت عيْنه إلى أن «البعض يذهب بالتحذيرات إلى خارج حدود المنطق».