في تجربتي الوظيفية الأولى تعلّمت الكثير... تعلّمت أن النجاح الذي تصنعه الآن هو خليط من الضيق والألم والمحاولات الكثيرة والإحباطات التي تخنقك. قد لا تعبّر هذه الكلمات عن النجاح وقد لا تُبشّر به، لكن كل هذا التعقيد والألم سيُثمر يوماً بلا شك ما دمنا نملك الوعي به وبضرورة استثماره.تعلّمت أيضاً، أنك لا تنتظر النجاح فيأتيك بطبق من ذهب، وأن من ينتظر النجاح لن يراه أبداً. بل يراه من يذهب إليه ويسعى باتجاهه. قد يُخطئ الطريق، قد يُضيّع وقتاً وفرصاً في السعي في الطريق الخطأ، لكن لا شيء مهدورا أو ضائعا في التجارب الإنسانية وفي بناء الإنسان لذاته واستثماره لها.علّمتني تجربتي أيضاً، أن لا حياء في العلم، وأن طلب العلم لا يقف عند حد، ومن يتوقف عن الطلب يتوقف عنه النمو ويتأخر مهما كان غنياً بالتجارب، فالتجربة وحدها لا تكفي والعلم وحده لا يُغني.لك أن تتخيّل صعوبة التجربة الأولى، الحياة الجديدة والنمط الجديد، الخروج عن كل ما اعتدت عليه والدخول في مجتمع لا تألفه، لك أن تتخيل الوحشة والخوف، ولك أن تتخيّل كم لمثل هذه التجارب من تأثير على فكرك وشخصيتك ونظام حياتك.السعي لا يوقفه انعدام الحيلة، والعلم ليس حكراً على الجامعات، والنجاح يُصنع الآن ليُرى بعد تراكم العلم والتجربة، وأهم ما تصنعه الآن هو ذاتك، تلك خلاصة تجربتي في الأشهر الأولى من وظيفتي الأولى.@anwar1992m