حذر المتحدثون في ندوة «الوحدة الوطنية في ذكرى الغزو» مساء امس الاول، من أن خطاب الطائفية من أكثر المحاور الرخوة التي يحاول أعداء الكويت التأثير من خلاله على تماسك النسيج المجتمعي، لافتين إلى أن البلاد وإن تعرضت لاهتزازات بين الحين والآخر، إلا أن وعي القيادة لطالما كان لها بالمرصاد.وعقدت الندوة على مسرح الدكتورة سعاد الصباح في العديلية، في رابطة الأدباء، بالتعاون مع جمعية الضباط المتقاعدين، وتحدث أولاً اللواء فيصل الجزاف، عن دور وزارة الداخلية خلال الفترة الغاشمة، مشيرا الى «دور كبير للاخوة ضباط الوزارة المتواجدين في المملكة العربية السعودية او غيرها من الدول المجاورة التي تواجدوا فيها».وأضاف «كنت متواجداً مع الشيخ سالم الصباح خارج الكويت اثناء الغزو، وحاولنا الدخول الى الكويت، ولكن لم نستطع ومن ثم انتقل الشيخ سالم واجتمع بالضباط المتواجدين في قصر الدمام، وأوكلت مهام الى بعض القادة وبدأت مرحلة العمل، ومن ثم انتقلنا الى مقر الحكومة في الطائف».وقال «كنّا ننسق مع الإخوة السعوديين في استقبال أهلينا الذي خرجوا الى السعودية، ومحاولة تثبيت هوياتهم ومعرفة أماكنهم، ونتابع مع الإخوة في الكويت عبر مراكز اتصال متعددة»، مشيرا الى انه «بحمدالله تعالى بعد التحرير بدأنا التواصل ومعرفة حال ابنائنا العسكريين وغير العسكريين الذين تم اسرهم».وأضاف «استعنا بعدد من الجهات والشخصيات في محاولة للضغط على النظام العراقي لاستجلاب أسرانا»، لافتا الى ان «من ضمن الشخصيات التي استعنا بها الملاكم محمدعلي كلاي للضغط على العراق، وتم بالفعل التبادل بيننا وبينهم بعد توقف سنوات، وهذا ما يؤكد على أهمية هذه الشخصيات حتى ولو لم تكن جهات».وقال «استطعنا ان نأتي بصورة أحد أسرانا ودفعنا فيها مبلغاً كبيراً، وكانت هناك توجيهات من سمو الشيخ جابر رحمه الله بدفع اي مبالغ من أجل استعادة اي أسير كويتي في العراق».من جانبه، قال العقيد ركن متقاعد الدكتور فهد الشليمي «نشكر كل الشعوب والدول التي وقفت مع الحق الكويتي ضد الكيان والغزو العراقي الغاشم، ومع حقيقة اننا خسرنا الحرب في 2-8 الا اننا كسبنا الحرب في النهاية، وكان يوم 3-8 يوم الوحدة الوطنية، ويوم 5-8 العالم كله مع دولة الكويت، ونحن ربحنا الحرب والظالم خسر».وقال انه «في 2-8 أسقطت نظرية الأمن الجماعي، ولم تستطع جامعة الدول العربية إيجاد حل بعد غزو الكويت، ما يدل دلالة واضحة على هشاشة الوضع العربي ذاك الوقت»، لافتا الى ان «هناك دروساً مستفادة بعد مضي 26 عاما، لعل ابرزها ان يتم ضرب الوحدة الوطنية عبر خطاب الكراهية والطائفية، والتي يدندن عليه بين فترة واُخرى وهذا الامر خطير جدا».وأضاف ان «من يحاول ان يؤثر على الكويت تجده يتجه الى المحاور الرخوة في البلاد، ومنها خطاب الطائفية، والأمن الخليجي وغيرها كذلك من المحاور والبعض يساهم فيه بقصد او من غير قصد»، لافتا الى ان «الكويت تتعرض لمثل تلك الاهتزازات بين وقت الى آخر، الا ان القيادة واعية بخطر هذا الامر».ولفت الى أن «محاربة تلك الأمور بتشديد العقوبات ضد مثيري خطاب الكراهية، والعمل على توحيد القوانين الخليجية بعضها مع بعض في منع خطاب الكراهية»، موضحا «يجب علينا تطوير خطاب الاعلام الكويتي (ليكون) متواصلاً ومتواكباً مع الأحداث والتطورات».من جانبه، قال العقيد ركن متقاعد والأسير السابق ومؤلف كتاب «يوميات أسير كويتي في السجون و المعتقلات العراقية» ناصر سالمين «تم اسري يوم 3-8 وعدت الى ارض الوطن بعد التحرير»، مشيراً الى ان «أهل الكويت سطروا اروع الأمثال في التفاني بحب هذه الارض الغالية».
محليات
في ندوة رابطة الأدباء عن «الوحدة الوطنية في ذكرى الغزو»
خطاب الطائفية أخطر المحاور الرخوة للتأثير على وحدة الكويت
المتحدثون في الندوة (تصوير أسعد عبدالله)
06:59 م