(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)بسم الله والحمد لله الذي ألَّف بين قلوب المؤمنين وبعث فيهم الرسول الأمين، ثم الصلاة والسلام على محمدٍ البشير وعلى آله وصحابته والتابعين، أما بعد،،قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» هذا أمرٌ منه تعالى إلى عباده المؤمنين بأن يتمسكوا بالدين الحنيف وأن يَتَّبِعوا الطريق القويم، طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وألا يتفرقوا فيخسروا الدنيا والآخرة، وحذّرهم فقال: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» فأمرهم إذا حصل بينهم الخلاف أن يرجعوا إلى الشرع وألا يتنازعوا ولا يتفرقوا، وأمرهم بالصبر وعدم الخروج على ولي الأمر ومفارقة الجماعة، وقد قال عُبادَةُ بن الصامت - رضي الله عنه -: «دعانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السَّمعِ والطَّاعةِ، في مَنشطِنا ومَكرهِنا، وعُسرِنا ويُسرِنا وأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وأن لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه، إلا أن تَروا كُفرًا بَواحًا، عندكم من اللهِ فيه برهانٌ». رواه البخاري.وقد نَبَّهَنَا اللهُ تعالى إلى أهمية نعمة الأمن، والتي سَتُفْقَدُ إذا نَازعُوا الحاكمَ وخَرجُوا عليه، فقال سبحانه: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ» فبدأ سبحانه بالإنذار بسلب نعمة الأمن قبل غيرها من النعم لبيان أهميتها، وكذلك أخبرنا سبحانه عن دعاءِ إبراهيمَ الخليل - عليه السلام - عندما أَسْكَنَ زوجتَهُ وابنَهُ بوادٍ غير ذي زرع، فقال - عز وجل -: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَ?ذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ» فبدأ الخليل بطلب نعمة الأمن لأنها أساس التنمية والبناء.اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين واحفظ ولاة أمورنا أجمعين إنّك سبحانك الحفيظ وأنت على كل شيء قدير، وهذه أبيات نظمتها تناسب الموضوع، أسوقها هنا تذكيراً لي ولغيري لعل الله أن ينفع بها، فأقول وبالله استعين:سبحان من يجمع قلوب الجماعهوليا بغى التّفريق فيهم بـلاهـمتخـالفوا والكلّ أبدى القطاعهكلٍّ يقول الحقّ ما هو معاهمتفرّقوا من عقب سمعٍ وطاعهوامسوا غنيمة صيد لَلِّي بغاهميا الله عفوك والرّضى والقناعهواحفظ شمل ربعي وسدّد خُطاهمواصرف بفضلك كلّ خوف ومجاعهعنهم وخلّ الأمن شامل حِماهمواحفظ وليّ الأمر واعضد ذراعهبالعدل والرحمه يِزَيِّن سِماهميا الله ما لي في البشر استطاعهأرجوك عاونِّي وصحِّح خَطاهمواجعلني آرَثْ من نبيّك بضاعهأَسْلَمْ من العالم وعندي دواهمهمّي لديني ذاكرٍ كلّ ساعهيا ويل راعٍ ضيّع الِّي رعاهميالله ما غيرك سِمَا بارتفاعهيسمع عبيده لا رجوه اب دعاهمأرجوك أحفظني وربعي وداعهأنت الحفيظ وعالمٍ ما خفاهميا الله وارحمنا بيوم الشّفاعهوامواتنا معنا وطيّب ثراهم