لا شيء أخطر على الشعوب والبلدان من خطر انتشار المخدرات بين الناس فيها. فهي دمار لصحتهم واستنزاف لميزانياتهم وقيد للأفكار لا فكاك منه، ومرض لا شفاء له. وأصبحت المخدرات والإرهاب، أسلحة دمار شامل يحاربنا بها أعداؤنا، ولا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن اكتشاف خلية إرهابية، أو القبض على عصابة مخدرات.ومنذ أيام قليلة، تم إفشال عملية إدخال 10 ملايين حبة مخدرة، قدرت قيمتها بنحو 80 مليون دولار، دخلت الكويت تحت اسم شركة مقاولات كبرى... كمية كبيرة يفوق خطرها ما عثر عليه من أسلحة ومتفجرات وجدت مع «خلية العبدلي»، أو «خلية داعش». وعصابات المخدرات والخلايا الإرهابية هذه، إضعاف للشباب الكويتي، وتهديد لأمننا الوطني، وأعتقد أن مصدر الخطرين، واحد.إن الكمية المضبوطة وسعر تكلفتها، الأكبر في التاريخ الكويتي... ولا يمكن أن تكون من تمويل تجار أو موزعين صغار أو مدمنين، بل وراءها رؤوس كبيرة بتمويل هائل، وعلى وزارتي الداخلية والعدل فضح هؤلاء ونشر أسمائهم وصورهم - كما طالبت جريدة «الراي» - على وسائل الإعلام كافة، أسوة بصور وأسماء الإرهابيين في الخلايا المضبوطة. فالجريمة بحق الكويت وشعبها واحدة، وإن اختلفت الأسلحة.أما الأبرياء من هؤلاء، وهؤلاء سينصفهم القضاء الكويتي المشهود له بالنزاهة، وأما التستر والتكتم على هؤلاء فلم يعد مقبولاً، والتشهير نوع من العقاب والردع، بل إنه أصبح مطلباً شعبياً ملحاً. وأؤيد مقترحات النائب الفاضل الدكتور عبدالرحمن الجيران، بأن يُعدم تجار المخدرات علناً وبأسرع وقت من صدور الأحكام النهائية عليهم، فبقاؤهم في السجون لا يوقف نشاطهم أو يمنع أذاهم عن الناس. كما أتمنى أن تعامل السلطات المدمنين تعاملها مع المصابين في المرض، وأن يعزلوا في مصحات طبية خاصة لشفائهم، أما سجنهم فسيحولهم من ضحايا إلى مدمنين يعملون تحت خدمة الرؤوس الكبيرة من تجار المخدرات... وأن يبعد كل من تثبت عليه تهمة التعاطي من الوافدين إلى بلاده، فهي أولى به وبعلاجه.وأختم بالشكر والفخر لرجال مكافحة المخدرات والإدارة العامة للجمارك على حرصهم ووعيهم، لما فيه حماية الوطن من هؤلاء المجرمين، وعدم خضوعهم للترغيب والترهيب من مافيا المخدرات التي أصبح لها نفوذ هائل في أوساط عديدة.