أطلت درجة الحرارة التي قاربت الـ55 درجة برأسها على الكويت، ما وضع العمال بين شقي رحى، مطالب الحياة الصعبة وظروف العمل غير العادية، نتيجة تواجدهم في مواقع مكشوفة لإنجاز أعمالهم الشاقة، لاسيما أن درجة الحرارة وصلت في بعض الايام إلى 54 درجة لتحل ثانية من حيث أعلى الدرجات في العالم بعد وادي الموت في كاليفورنيا (56.8).«الراي» رصدت بالصور مواجع العمال الذين يقضون معظم ساعات عملهم تحت أشعة الشمس، فقال محمد فهمي العامل في إحدى شركات المقاولات «إن الشركة التي نعمل لديها ملتزمة بالقوانين حيث تبدأ ساعات العمل من الساعة الخامسة فجرا حتى الحادية عشرة ظهرا تفاديا لحرارة الجو وتطبيقا لقانون وزارة الشؤون»، مضيفا أن «ظروف الطقس صعبة للغاية وحرارة الجو صعبة لا سيما في أوقات الرطوبة».من جانبه، بيّن العامل طارق محمد أن «ساعات العمل تنتهي مع بداية ارتفاع درجة الحرارة في حدود الساعة الحادية عشرة ظهرا ونتوجه للسكن في منطقة الفروانية والجميع ملتزم بالقوانين واللوائح التي تنظم ساعات العمل، والامور تسير بالشكل المطلوب ولم نواجه أي مشاكل حتى الآن».وفي موقع آخر، قال السائق الهندي موني الذي يتولى نقل العمال من مقر عملهم للسكن «رغم حرارة الطقس فإن العمل ضروري لتوفير متطلبات الحياة من إيجار السكن ومصاريف الاولاد والاهل وهذا الامر يتطلب العمل حتى ولو في ظروف صعبة»، مشيرا إلى ان «العمل صعب في أشهر الصيف ومع هذا نحاول أن نتكيف مع الظروف الصعبة لمجابهة ظروف الحياة».كما أوضح العامل خالد أحمد أن «الشركة التي نعمل لديها تسعى لتوفير وتهيئة أجواء عمل مناسبة رغم حرارة الجو وملتزمة بالقوانين ونحن بدورنا تكيفنا مع حرارة الجو سعيا منا لإنجاز المهام الموكلة لنا، لاسيما أن غالبية العمل في مواقع داخلية وهذا الامر يخفف علينا وطأة حرارة الجو».وشكا العامل نديم أجمل من «الظروف الصعبة في العمل تحت أشعة الشمس الحارة»، مبينا أن «العمل يكون في الأوقات المسموح بها ونسعى للانتهاء منه في وقت بدء ذروة الحرارة لنتوجه بعدها للسكن للراحة».ووصف العامل ياسر عبدالباسط العمل في الصيف بأنه «صعب للغاية والحمد لله نعمل من أجل لقمة العيش»، لافتا إلى أن «وقت العمل يستمر حتى الساعة الحادية عشرة ظهرا ويتخلل هذا الوقت ساعة للراحة بعدها نتوجه إلى السكن».من جانبه قال العامل أشرف محمود ان «حرارة الجو لا تطاق والعمل متعب للغاية، ما يدفعنا لشرب مزيد من الماء والبحث عن مواقع الظل للهرب من حرارة الطقس»، لافتا إلى أن «الشركة التي نعمل بها ملتزمة بقوانين وزارة الشؤون حيث يبدأ العمل الساعة الخامسة صباحا وينتهي الساعة الحادية عشرة ظهرا».وأكد أن «حرارة الصيف في الكويت غير طبيعية ومرتفعة جدا ونسعى بشتى الوسائل للتخفيف على أنفسنا من حرارة الجو الكبيرة».وعلى صعيد المتابعة الحقوقية لتلك القضية، كشف رئيس جمعية حقوق الانسان محمد الحميدي أن «الجمعية ستنفذ خلال ايام حملة واسعة لتوعية العمال في المشاريع الإنشائية في شأن الحرارة الشديدة في أوقات ترتفع فيها درجات الحرارة إلى أعلى من خمسين درجة مئوية في الظل».وأضاف الحميدي أن «بعض الشركات تخالف قانون العمل والأنظمة المرعية في الكويت مما يوجب على وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والجهات المختصة التدخل للتأكيد من مراعاة تطبيق القانون وحماية العاملين من الانتهاكات التي قد تؤدي إلى الاضرار بأحوالهم الصحية».ودعا أصحاب الشركات إلى «احترام الحقوق الطبيعية للعاملين لديهم وعدم تعريضهم لأشعة الشمس في مواقع مكشوفة»، معربا عن امله «أن تقوم الإدارات المختصة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على وضع حد لهذه الممارسات والتأكد من تطبيق قوانين وأنظمة العمل في البلاد بما يحمي العاملين من عواقب العمل في ظروف مناخية غير ملائمة».
محليات
حملة توعوية للشركات المخالفة لقرار عدم تشغيلهم في «عزّ الحرّ»
عمال الكويت أقوى من ... «أم 55»!
06:02 م