بعدما رسم المقترح النيابي «الشعبوي» بالتعطيل 3 أيام أسبوعيا البسمة على وجوه العاملين في القطاع الحكومي، بدت ردود أفعال المسؤولين متفاوتة إزاءه بين استحسان الأخذ به طول العام ليخفف حدة الزحام المروري والأحمال الكهربائية، وتشكيك آخرين في جدوى تأثيره الذي لن يظهر حال تطبيقه خلال شهري يوليو وأغسطس فقط.«الراي» عمدت إلى مسؤولين في مؤسسات الدولة المختلفة، مستهدفة تبيان الصورة الكلية لآثار الأخذ بالمقترح تعليميا ومروريا وصحيا واستهلاكا للكهرباء، فلمست استحسانا من المرور والكهرباء لهذا المقترح في حين لاقى معارضة صحية صريحة وتلميحا بإيجابية تأثيره على النواحي التعليمية.وعلى الصعيد التعليمي، أوضح وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى أن «المقترح النيابي بتمديد العطلة الأسبوعية إلى ثلاثة أيام لن يكون له تأثير على وزارة التربية والجامعة حيث إن الفترة المعنية هي شهرا يوليو وأغسطس وفي هذه الفترة تكون المدارس والجامعات في عطلة رسمية ولهذا لن يكون له تأثير يذكر». وقال العيسى «لا أظن أن تطبيق المقترح في فترة الصيف سيكون مقياسا لنجاحه أو مقياسا لدراسة تعميمه خصوصا على وزارة التربية والجامعة».ومروريا، رأى وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء عبدالله المهنا ان «تطبيق المقترح خلال أشهر الزحام وبدء الدراسة من الممكن أن يكون له أثر في تخفيف الزحام على الاقل خلال اليوم المضاف للإجازة أما خلال شهري الصيف يوليو واغسطس فلن يكون له ذلك التأثير نفسه».وبين ان «المقترح لن تكون له انعكاسات ايجابية على الحركة المرورية بالطرق لأن هذين الشهرين يشهدان انسيابية بالطرق بسبب تقلص مستخدميها بسبب عطلة المدارس وسفر عدد كبير من الوافدين والمواطنين».وشدد المهنا على أن «غالبية الناس نظرا لدرجة الحرارة الكبيرة تؤجل اعمالها إلى الفترة المسائية حتى تخف درجة الحرارة ولذلك لا أظن أن هذا المقترح سيسهم بصورة مباشرة في تخفيف الزحام التي نشكو منها طوال العام».وعلى صعيد الاستهلاك الكهربائي، قال وكيل وزارة الكهرباء والماء محمد بوشهري «إن هذا المقترح يجب أن يدرس من جميع الجوانب لمعرفة كلفته التي ستتحملها الدولة في حال تطبيقه، ولكن دون أدنى شك سيؤدي تعطيل يوم إضافي إلى جانب يومي الجمعة والسبت إلى تخفيف الحمل الكهربائي». وأوضح بوشهري ان «أيام العطل عادة تشهد انخفاضا في معدل الأحمال الكهربائية مقارنة بأيام الدوام الرسمية، حيث يلاحظ ان معدل الأحمال في أيام الدوام عادة يتجاوز حاجز الـ13 ألف ميغاواط إلا أنه في أيام العطل لم يتخط حتى الآن هذا الحاجز ألف ميغاواط».ورأى بوشهري أنه «من الأفضل لوزارة الكهرباء والماء تقديم التوقيت لمدة ساعة أو ساعتين لخفض معدل الأحمال الكهربائية، خصوصا في وقت الذروة الذي يبدأ عادة من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى الرابعة عصرا».ودعا بو شهري الجهات التي ستقيّم المقترح من حيث انعكاساته الايجابية والسلبية، الى أن تأخذ في الاعتبار أنه في حال اعتمد يوم الخميس عطلة، فإن الكويت ستنقطع عن العالم الغربي لمدة أربعة أيام في الأسبوع، هي الخميس والجمعة والسبت، والأحد الذي يعتبر عطلة رسمية في تلك الدول.وصحيا، أكد استشاري الطب المهني والبيئي ومدير ادارة الصحة المهنية الدكتور أحمد الشطي أن «المعايير الصحية الدولية تشير الى انه عند ارتفاع درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية يتم تسريح العمال أو الطلبة أو الموظفين من العمل أو الدراسة مع الأخذ بعين الاعتبار قياسات الرطوبة و سرعة الرياح ايضا». ولفت الشطى الى أن «ثقافة التأقلم مع حرارة الجو متوافرة في الكويت حيث إن كل الأماكن الداخلية مكيفة»، معارضا «هذا المقترح دون مُبرِر مقنع ومبني على الدليل والا دخل الموضوع برمته في ظل التجريب على حساب هدر الجهد وعدم استشعار قيمه الوقت».وذكر أن «حسم هذا الاقتراح لا يمكن دون أن تكون هناك قاعدة بيانات يتوافر بها عدد من أصيبوا بإنهاك حراري، ومن اصيبوا بضربة شمس وعدد الوفيات بسبب ضربات الشمس أو ارتفاع درجات الحرارة».ورأى الشطي أن «الجهود تظل ناقصة دون مراعاة عدد من الاحترازات الوقائية بنشر ارشادات لحماية الاطفال وكبار السن والمرأه الحامل والمرضى بشكل خاص، مع اهمية تفعيل قوانين منع العمال من العمل في البيئة الخارجية تحت اشعة الشمس خصوصا في الفترات الممتدة من 11 صباحا حتى 4 عصرا، لتقليل التعرض لأشعة الشمس في إطار توجيهات منهجية مثلما هي الحال عند وجود موجات غبار أو هطول أمطار غزيرة».وتمنى على وزارة الصحة «التعميم على مراكزها الصحية خصوصا في ظل هذه الموجة لدرجات الحرارة المرتفعة، لتسجيل الحالات المرضية لاضطرابات التعرض للشمس مثل الإنهاك الحراري أو ضربات الشمس، لحصرها كما ونوعا، وتوزيع تعميم لمراكز الرعاية الصحية الاولية والعامة يوضح الأعراض والأمراض وكيفية التعامل معها وضوابط تحويل المريض الى المستشفيات التخصصية أو العامة».ودعا إلى «مزيد من التوعية واليقظة والاجراءات الاحترازية مثلما هي الحال عند وجود وباء، بدلا من الحديث عن إنشاء مراكز متخصصة للتعامل مع ضحايا الحرارة الشديدة دون الإعلان عن أي حالة مسجلة».
محليات
«الصحة» تعارض و«التربية» تشكك في جدواه
استحسان من «المرور» و«الكهرباء» لمقترح التعطيل 3 أيام أسبوعياً
02:50 ص