عزيزي مشجع المنتخب الألماني، هاردلك.لا شك في أن الوصول إلى الأمتار الأخيرة من بطولة «يورو 2016» والخسارة أمام المنتخب المضيف ليس بالأمر السيئ. فعوامل عديدة تحكم هنا، لا تبدأ بالأرض والجمهور، ولا تنتهي بالرهبة والخوف من خسارة كل شيء.كل من شاهد اللقاء بين المنتخبين الفرنسي والألماني، لاحظ بكل تأكيد أن «الديوك» عرفت من أين تؤكل الكتف. أعطت الألمان كالعادة القدرة على الاستحواذ ولعب الكرات السريعة، واعتمدت هي (أي الديوك) على الكرات المرتدة التي كانت بمثابة سيف قطع أدبار «المانشافت» مع نهاية الشوط الأول.افرح ولا تحزن فالخسارة في أحيان كثيرة مطلوبة من أجل العودة إلى أرض الواقع، وعدم الاعتماد على الأسماء الرنانة، وقبل الاحتفاء بالفوز قبيل المباريات.افرح فالخسارة التي قد تكون في صالح منتخبك، وقد تكون فاتحة للتغيير الحتمي الذي يحتاجه «المانشافت» في الفترة المقبلة، الذي وإن كان الأفضل على مستوى العالم اليوم، إلا أن نقاط كثيرة ستكون مثار جدال في الأيام المقبلة، خصوصاً على مستوى خيارات الجهاز الفني بقيادة يواكيم لوف.لا تحزن، فكرة القدم خسارة قبل الفوز، ومن لا يعرف كيف يتقبل الخسارة لن يعرف لذة الاحتفال بالانتصارات. عليك تقبل الواقع والاعتراف بأن كرة القدم تعطي من يعطها على أرض الملعب فقط لا غير.افخر بمنتخب المانيا، فالكثيرون يحبّذون لو يملكون نصف الأسماء التي يضمها فريقك، والكثيرون يعترفون أن «المانشافت» قادر على اللعب بتشكيلتين رئيسيتين حتى مع الغيابات الطارئة على تشكيلته.اعترف أنك لم تكن راضياً كلياً عن أداء منتخبك منذ الدور الأول، مع انتصارين بـ «طلوع الروح» على أوكرانيا وأيرلندا الشمالية، وتعادل بحجم الخسارة أمام بولندا.شيء ما كان ينقص منتخبك ليكون في أفضل صورة في العرس الذي انتظرته 4 أعوام.اعترف أن المباراة أمام المنتخب الإيطالي كانت بمثابة سيف ذي حدين، وأن معاناة الالمان خلالها زادت من معاناة نجوم الفريق جسدياً ونفسياً خلال المباراة أمام «الديوك».حان الوقت لباستيان شفاينشتايغر ليتنحى ويترك الساحة لغيره، فقد أدى ما عليه، وختامها كان خطأ ساذجا أطاح بالألمان في مباراة كان الطرف الأفضل فيها.اعترف بأن زمن لوف قد انتهى، وأنه آن الآوان للبحث عن مدرب آخر يحافظ على الإنجازات.اعترف أن طريقته التكتيكية واضحة منذ العام 2010 ولم تتغير إلا في ما ندر من مناسبات.اعترف أن توماس مولر لم يكن يستحق أن يكون أساسياً في المباريات كافة، وأن سوء الطالع الذي لازمه خلال البطولة ضرب هجمات المانيا وأطاح بالعديد من الكرات السهلة خارج الخشبات الثلاث.افخر بنجومك المكتشفين خلال البطولة، بدءاً من هكتور، مروراً بدراكسلر، وليس انتهاء بهوميلز الذي أكد أنه صمام الأمان في الدفاع، وافخر أن حارسك نوير أثبت مكانته حقاً بين أفضل الحراس على مستوى العالم، ولا تنسى النجم الصاعد إيمري كان.انهض وعد إلى أرض الواقع، ولا تعش في كوكب غير الذي يعيش فيه الجميع، وكن مستعداً لتقبل الخسارة قبل انتظار الانتصارات من الآن وصاعداً.