تتويج منتخب فرنسا لكرة القدم بـ «يورو 2016» كان سيشكل، ربما، بداية لـ «حقبة» يسيطر فيها «الديوك» على مقدرات اللعبة في العالم.حقبة تشبه تلك الفترة التي لعبت فيها فرنسا الأدوار الأولى بين 1998 و2000 أو إسبانيا بين 2008 و2012، بيد أن الخسارة أمام كريستيانو رونالدو وزملائه بدّدت تلك التصورات، لكنها في المقابل لم تؤشر الى بداية «حقبة برتغالية».احراز البرتغال لكأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخها أبقى الوضع على ما هو عليه:إسبانيا تبحث عن بناء منتخب قادر على العودة الى لعب الأدوار الأولى.إنكلترا تبحث عن مدرب يخلف روي هودجسون بعد «كارثة» الخروج من ثمن نهائي «يورو 2016» والتي تضاف الى نكسات تكررت منذ مونديال 1966.البرازيل ضاعت منذ الخسارة امام المانيا 1-7 في نصف نهائي كأس العالم وهي تحتاج على الاقل الى 10 سنوات لتشكيل منتخب يستحق أفراده ارتداء القميص الاصفر.الأرجنتين تعيش ضياعاً تاماً منذ 1993 تاريخ تتويجها بلقب كبير للمرة الأخيرة وهي بلا شك ستفقد الكثير من هيبتها بعد اعلان ليونيل ميسي اعتزاله دوليا.هولندا تمر بفترة من انعدام التوازن افضت الى إقصائها من تصفيات «يورو 2016».إيطاليا لا يمكنها الاعتماد فقط على «ردة الفعل» و«الروحية» في ظل الشح الكبير في المواهب.فرنسا كانت مؤهلة لتدشين حقبة تشبه البداية التي خطّها زين الدين زيدان وزملاؤه في مونديال 1998، بيد أنها لم تفلح. صحيح انها تملك تشكيلة رائعة غير أن «التتويج» وحده يبقى بمثابة البصمة التي تعكس «بداية الحقبة»، وهو ما لم يحصل.البرتغال، وصحيح أنها توجّت بيد أن هذا الانتصار التاريخي لم يجرِ العمل له. المدرب فرناندو سانتوس جمع اللاعبين حول رونالدو فانتزع اللقب من دون بريق بعد ثلاثة تعادلات في الدور الاول وانتصارين صعبين على كل من كرواتيا وبولندا وسهل نوعاً ما على ويلز وأداء اسطوري في النهائي.تتويج البرتغال لا يؤسس لشيء. هو إنجاز آني بالنسبة الى البلد الأوروبي «المنسي».وبناءً على كل ما تقدم، وفي ضوء ما قدمته المنتخبات في «يورور 2016» وفي «كوبا أميركا» الأخيرة، يتبيّن بأن المنتخب الألماني بطل العالم ما زال الافضل وإن كانت ظروف الإصابات والغيابات وسوء الطالع حالت دون ولوجه النقطة الاعلى من منصة التتويج في «ستاد دو فرانس» مساء أول من أمس، يليه منتخب تشيلي بطل كوبا أميركا في النسختين الاخيرتين.الحقبة الألمانية ما زالت قائمة، وليس ثمة من يشك بأن اللقب الأوروبي كان يجب أن ينتهي الى أحضان المدرب يواكيم لوف ورجاله.وبالنسبة الى رونالدو، فقد حقق المعادلة الصعبة التي عجز عنها ميسي: التتويج مع المنتخب كما فعل مع النادي.صحيح أن رونالدو وميسي قادران دائماً على الفوز مع ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، بيد أن أهمية انجاز البرتغالي تتمثل في قدرته على الفوز بلقب كبير مع منتخب بلاده الذي لا يشتمل على أسماء بحجم تلك التي يزخر بها منتخب الارجنتين.لا غبار على سجل رونالدو بعد اليوم، بينما سيبقى ميسي يتيماً بلا لقب كبير مع «التانغو».رونالدو حقق الثنائية التاريخية إذ توج في الموسم نفسه بلقبي دوري الابطال وكأس أوروبا، فيما عجز ميسي عن تحقيق ولو حتى «كوبا أميركا» في ظل التراجع الخطير في مستوى البرازيل.لو تابعت تسديدة الفرنسي اندريه - بيار جينياك طريقها الى المرمى البرتغالي ولم تصطدم بالقائم في الوقت المحتسب بدل ضائع من الوقت الاصلي، لكان هناك كلام آخر.ولكن أليست هذه كرة القدم؟SOUSPORTS@