إثر ما أكده وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى من عزم الوزارة غلق مكتب الملحق الثقافي في كندا «لقلة عدد الدارسين هناك»، ثارت ثائرة الطلبة الدارسين هناك واصفين مثل هذا القرار في حال اتخاذه بأنه «عشوائي وغير مدروس»، ويمثل إضرارا بكل من الدارسين في كندا ونظرائهم في أميركا.وأكد طلبة دارسون في كندا لـ«الراي» أن هذا القرار «سيكون له تأثير سلبي على الطلبة وسيعرقل العديد من الإجراءات في مسيرتهم الدراسية»، مشيرين إلى أن «المكتب الثقافي له دور مهم في خدمة الطلبة وقد أحدث فرقاً كبيراً عبر تحقيقه العديد من الإنجازات التي استهدفت تيسير العديد من الأمور لهم».ولفت الطلبة إلى أنه «كان من المفترض أن يتم استشارة الطلبة في هذا القرار قبل اتخاذه»، مؤكدين أنه «سيرجعنا إلى الوراء كثيراً خصوصاً أن هناك زيادة في أعداد الطلبة تحتاج إلى مكتب ثقافي مستقل يقوم على خدمتها، وفكرة نقل مهام المكتب إلى مكتب واشنطن ستزيد الطين بلة خصوصاً أن مكتب واشنطن يعاني أيضاً من أعداد الطلبة الكبيرة التي يتعامل معها».«الراي» التقت عددا من الدارسين في كندا للحديث عن جوانب هذا القرار وتداعياته، فكان ما يلي:قال سالم الدوسري «إن قرار إغلاق المكتب الثقافي غير مدروس بشكل سليم»، مشيرا إلى أن «مقارنة فترة ما قبل المكتب الثقافي في كندا بما بعد إنشائه لوجدنا أن المكتب أحدث فرقاً كبيراً في عدد الإنجازات الأكاديمية وزيادة العناية بالطلبة».وبين أنه «على مدار الفترة السابقة ازدادت تعاقدات وزارة التعليم العالي مع الجامعات الكندية، فقد تم توفير 10 مقاعد إضافية للطب البشري في جامعة دالهاوزي وفتح تخصصات الهندسة بشتى مجالاتها، كما ساهم المكتب في إقرار أكثر من 40 تخصصاً ضمن بعثات التميز في أفضل الجامعات الكندية والمصنفة كأفضل الجامعات في العالم، مثل جامعة تورنتو وجامعة بريتيش كولومبيا، كما تعاقد أيضاً مع طيران الاتحاد لتوفير خصومات للدارسين وأخيراً أيضاً وفّر 5 مقاعد لطلبة طب الأسنان في جامعة ميغيل والمصنفة كأفضل جامعة كندية ومن أفضل الجامعات على مستوى العالم»، مردفا «والكل يعلم كمية الضغط الملقى على المكتب الثقافي في واشنطن دي سي مع أفواج الطلبة الدراسين في أميركا».من جهته، أكد أحمد الزيد أن «إغلاق الملحق الثقافي قرار عشوائي جداً ولا يحسب للطلبة أي حساب»، كاشفا أن «اتحاد الطلبة اتفق مع التعليم العالي والملحق الثقافي على أن يسعى لجعل كندا مقراً لابتعاث رئيسي مثل أميركا وبريطانيا، عبر تسهيل أمور الطلبة وتسويق الدراسة في كندا، والتعليم العالي قام بدوره في توفير المقاعد، والملحق الثقافي كان له دور جداً أساسي في التفاوض مع الجامعات ورفع الظلم عن الطلبة اذا وقع عليهم».وزاد «قبل تأسيس المكتب الثقافي كان هناك بعض الظلم من الجامعات التي لا تلتزم باتفاقيات التعليم العالي بخصوص مقاعد طبية محجوزة للطلبة، وبفضل الله بعد افتتاح الملحق الثقافي ارتفع المستوى الاكاديمي للطلبة وبذلك ازدادت ارقام الطلبة المبتعثين».واستغرب الزيد «التوجه لغلق المكتب الثقافي بعد توفير كل هذه المقاعد وزيادة الطلبة المبتعثين في كندا»، مبيناً أن «المسؤولين في الوزارة إن كان زعمهم أن إغلاقه هو لترشيد النفقات فهذه نفقه لا يمكن التنازل عنها على حساب طلبتنا المميزين في كندا في شتى المجالات خاصة طلبة الطب وطب الاسنان».من جهتها، أوضحت مي العتيبي أن «المكتب الثقافي يخدم الطلبة في العديد من الأمور المهمة لتيسير حياتهم الدراسية في الغربة، فمن الناحية المالية هو المسؤول عن صرف مخصصات الطلبة المبتعثين وإدارة شؤونهم المالية، ومن الناحية الأكاديمية يشرف على أوضاع الطلبة ويسهل الحصول على قبول في الجامعات أو المعاهد الكندية».ولفتت إلى أن «المكتب الثقافي الحالي برئاسة الدكتور فهد الناصر أنجز الكثير بل وساهم في زيادة عدد الطلبة المبتعثين في كندا من خلال حجز وزيادة عدد المقاعد في أهم جامعات كندا، جامعة McGill على سبيل المثال»، مؤكدة أن «مثل هذا القرار وفي هذا الوقت بحجة السيطرة على الميزانية وكأن كندا منطقة أو ولاية من ولايات أميركا و ليست دولة ابتعاث، ظلم كبير لطلبة كندا».بدوره، أكد أحمد الأحمد أن «المكتب الثقافي المرجع لأي طالب في حال حدوث أي مشكلة سواء في ما يخص الدراسة والتواصل مع الجامعات أو حتى في ما يخص التأمين الصحي»، مبيناً أنه «قبل إنشاء المكتب الثقافي في 2012 كنا نتبع مكتب واشنطن الذي لم يكن مؤهلا للتعامل مع نظام كندا المختلف تماماً عن أميركا، وكنا عند التواصل معهم بخصوص مستحقاتنا من التأمين الصحي، يتهربون من المساعدة بحجة ان قوانين كندا مختلفة، فنحن مررنا بهذه التجربة ولسنا مستعدين لخوضها مرة أخرى».وتابع «أن الجامعات الكندية كانت لا تتقيد باتفاقيات التعليم العالي لعدم وجود رقابة كافية من مكتب واشنطن وكانوا يقبلون عدداً قليلاً جداً من الطلبة الكويتيين في كل سنة قبل إنشاء المكتب الثقافي»، مشيراً إلى أن «المكتب الثقافي في كندا حفظ لنا حقوقنا كطلبة في تحصيل القبول في تخصصات الطب البشري وطب الأسنان».من جهته، قال الرئيس السابق لاتحاد الطلبة فرع كندا جبري الجبري «في السابق عندما كان طلبة كندا تحت إشراف مكتب واشنطن كنا نعاني من تجاهل المكتب التام للطلبة، لدرجة أن معظم الطلبة لم يكونوا يعلمون أنهم تحت إشراف المكتب الثقافي في واشنطن لأن طلبة كندا كانوا يتعاملون مع شركة كندية للتنسيق مع الطلبة وصرف المخصصات الشهرية لهم ولم تكن تعطي الاهتمام المطلوب للطلبة الكويتيين، وبعد إنشاء المكتب الثقافي لطلبة كندا تعامل الطلبة مع جهة كويتية تشرف عليهم وتستمع لمشاكلهم وتسعى لحلها»، مبيناً أن «قرار عودة طلبة كندا تحت إشراف مكتب واشنطن هو خطوة للوراء».وبين أن «مكتب كندا كوّن العديد من العلاقات مع الجامعات الكندية ووقع معها اتفاقيات تنص على قبول الطلبة الكويتيين، فوجوده لطلبة كندا أمر مهم لكون معظم الطلبة يدرسون الطب البشري وطب الاسنان وقبولهم في الجامعات يعتمد على الاتفاقيات التي وقعها مع الجامعات لكون تخصصات الطب نادرة وتتطلب اتفاقيات لحجز مقاعد للطلبة».وأردف «تمكن المكتب من توقيع اتفاقيات مع الجامعات الكندية تنص على زيادة عدد مقاعد الطب للطلبة الكويتيين من 10 مقاعد في العام إلى 35»، مبيناً أن «قرار عودة الطلبة لمكتب واشنطن يتطلب إعادة تكوين العلاقات مع تلك الجامعات وعقد اتفاقيات جديدة (كون الاتفاقيات طرفها الأول هو المكتب الثقافي في كندا الذي سيتم إغلاقه) وقد يتسبب ذلك بالضرر لطلبة الكويت في كندا وتحديداً طلبة الطب».وأكد الجبري أن «مكتب واشنطن تحت ضغط كبير وذلك لكونه مسؤولاً عن عدد كبير من الطلبة الدارسين في الولايات المتحدة، وإضافة طلبة كندا لمسؤوليته سيتسبب بالضرر لطلبة كندا وكذلك لطلبة الولايات المتحدة».وتساءل الجبري «إذا تمت إضافة طلبة كندا لمكتب واشنطن، هل الحكومة الكندية ستسمح لجهة خارج كندا (مكتب واشنطن) بأن تودع المخصصات الشهرية للطلبة في كندا أم أنهم سيضطرون إلى أن يتعاقدوا مع شركة كندية تصرف مخصصات الطلبة في كندا؟»، مبيناً أن «هذا القرار هو عودة للمربع الأول وأن يكون الطلبة الكويتيون تحت رحمة شركة كندية».من جانبه، أوضح عبدالرحمن ميرزا أن «هذا القرار لم يدرس جيداً، وكان من المفترض أن يتم مشاورة الطلبة فيه»، مؤكداً أن «افتتاح المكتب الثقافي عام 2012 سهل العديد من الأمور وتميز بسرعة إنجازه لمعاملات الطلبة المختلفة والاهتمام بهم».وأشار إلى أن «طلبتنا في أميركا والذين يشرف عليهم الملحق الثقافي في واشنطن يشتكون من العديد من المشاكل، وغلق المكتب سيرجعنا إلى الوراء كثيراً خصوصاً أن هناك زيادة في أعداد الطلبة تحتاج إلى مكتب ثقافي مستقل يقوم على خدمتها»