«زين الأدغال» ... عندما تفاجَأ فتاة الغابة ببني الإنسان!فعلى طريقة مسرحية «زين الأوطان» و«زين البحار»، تواصل شركة «زين» عروض مسرحيتها الجديدة «زين الأدغال» على خشبة مسرح نادي كاظمة الرياضي، وسط حضور كبير من الجمهور، وبمشاركة كوكبة كبيرة من النجوم بينهم فاطمة الصفي، علي كاكولي، بشار الشطي، حمد اشكناني، مروة بن صغير، حلا الترك، وفرقة «شباب شياب»، بالإضافة الى حشد كبير من النجوم الشباب والأطفال، والمسرحية من تأليف الكاتبة هبة مشاري حمادة، وإخراج سمير عبود وألحان بشار الشطي، وتوزيع ربيع الصيداوي، ويتواصل عرضها أمام الجمهور منذ اليوم الأول لعيد الفطر المبارك.تنتمي المسرحية إلى المسرح الغنائي الذي يحمل في مضمونه حالة من الإبهار في الموسيقى، المصاحبة للوحات الغنائية والاستعراضية، لتثير عاصفةً من البهجة التي تندفع من خشبة المسرح لتجتاح قاعة الجمهور، وتتمحور فكرة العرض حول الفتاة «زين» التي تعيش في الأدغال، ولم تشاهد في حياتها سوى الأشجار والحيوانات بكل أنواعها، فهذه هي مكونات عالمها التي تتعايش معها وتحبها، وتتبادل معها الصداقة واللعب، وهي كذلك تحبها تعمل على حمايتها من أي خطر تتعرض له... لكنها فجأةً شاهدت جماعةً من البشر ينتشرون في الغابة، ولكنها بعدما أفاقت من المفاجأة اكتشفت أنهم يشبهونها في أمور كثيرة، وهو الأمر الذي دفعها إلى أن تحاول الانتقال إلى الحياة المدنية خارج حدود الغابة، وتعيش مع بني الإنسان، لكن هذا الخروج حمل أشياء غريبة من قبل الفيل والحيوانات الموجودة في الأدغال، وتمضي الأحداث لتُظهر أن كل حيوان يمتلك صفة جميلة، كما تُبرز المسرحية مفارقة لافتة، هي أن وفاء الحيوان هو الذي جعل الإنسان يضعه في القفص أحيانا!اعتمد المخرج سمير عبود على تقديم رؤية بصرية تحقق الإبهار للطفل، وتخاطب كل حواسه وتنمي تفكيره وتُشعره بالمتعة كما تثير خياله، فوجود المساحات الخضراء على المسرح إلى جانب شلالات الماء الخلابة يشكل منعطفاً جديدا في عالم مسرح الطفل، وتكاد تكون هذه المسرحية هي الأولى في الكويت التي تتدفق خلالها شلالات مياه على خشبة المسرح لمدة طويلة، في مشهد رائع يخلق حالة من المتعة لدى جمهور العرض، فضلاً عن مساحات الشاشات التي عُلقت على جدران المسرح وحولته بالكامل الى حالة من البهجة والفرح.أحد عناصر الدهشة في العرض المسرحي هو الاستعانة بالشاشة التي هي خارج العلبة الإيطالية للمسرح لتكون مكملاً للأحداث، وهو ما يجعل المتفرجين يعيشون داخل علبة المسرح نفسها، كذلك أسهمَ تحويل المسرح إلى شاشة متكاملة تُعرض عليها صور لبعض مشاهد وأحداث المسرحية في خلق صورة مغايرة في مسرح الطفل، فكأن هذا العرض يدعو الأطفال إلى أن يعيشوا الحياة بألوانها الزاهية الجميلة.أما السينوغرافيا والديكور في المسرحية فقد كانا مؤثرين وموحيين بالبيئة التي تدور خلالها الأحداث، من تشكيلات التلال والأشجار، وهي رغم كثرتها لم تكن عائقاً لحركة الممثلين أو سبباً لارتباك مشاهد الاستعراض، فكل عنصر جاء في موضعه، واستُخدم بشكل جيد لتحقيق الهدف، كما كان هناك تناغم وسهولة في تغيير هذه الكتل بين المشهد والآخر بشكل متميز، لاسيما مشاهد الشلالات والتلال والأشجار والحيوانات، كما يؤدي مجسم الفيل دوراً رائعاً وموحياً في الأحداث. قدمت المؤلفة هبة مشاري حمادة ما يقرب من 12 لوحة غنائية استعراضية حملت كلماتها مزيجا من المعاني التي تتناسب مع اهتمامات الأطفال الذين يشاهدون العرض لدرجة أن بعضهم بدأ يردد «سالوقا بالوقا»، فضلاً عن طريقة تحريك الفنانة حلا الترك من أعلى المسرح، وهو ما شكل حالة من الشغف لدى المشاهدين.يبقى أن هذا العرض المسرحي يحمل في تفاصيله معاني جميلة ورؤية بصرية اعتمدت على حالة من الإبهار استخدمت فيها تقنيات حديثة، وهو ما شكل للمشاهد لوحة مسرحية أعجب بها الصغار والكبار على السواء، وبرز نجوم العرض، خصوصاً فاطمة الصفي وعلي كاكولي وبشار الشطي الذين كانوا أكثر حركة على المسرح، وأمتعوا الحضور بتناغمهم معا على الخشبة، فضلاً عن إبداع بشار تحديداً في الغناء مع مروة بن صغير وحلا الترك، في ظل التوزيع الموسيقى المتميز الذي قدمه ربيع الصيداوي.