أفاد السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم، أن المواطنين الكويتيين أصبحوا يمتلكون حرية التصرف بأملاكهم في العراق، بعدما رفع مجلس وزراء بلاده منذ اسبوعين الحجز الذي وضعه صدام حسين على تلك الأملاك منذ العام 1995، مشيرا إلى أنه بعد صدور القرار الوزاري برفع الحجز أصبح بإمكان أصحاب الممتلكات الكويتيين الذهاب ومتابعة قضاياهم، والتصرف بممتلكاتهم بيعا أو استثمارا».وقال بحر العلوم، في تصريح على هامش وجبة الإفطار التي أقامها للجالية العراقية أول من أمس ان «تواصلنا مع الكويت استراتيجي، فالكويت بوابة سياسية مهمة لنا نحو العالم، وهي من اكثر دول المنطقة تميزا في علاقاتها مع العراق، وما تقوم به يأتي ضمن إطار المصلحة المشتركة ولا يرجى منه تحقيق مصالح على حساب العراقيين. وانما استراتيجية منها ايضا لتوطيد علاقتها»، مشيرا إلى أن وزير المالية العراقي هوشيار زيباري زار الكويت زيارة خاطفة تحلت بأجواء ايجابية، حيث نقل رسالة خطية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يطلب فيها الموافقة على تأجيل التعويضات، لان العراق تحت اجراءات تهيئة قرض البنك الدولي، حيث من اساسيات تهيئة هذا القرض هي موافقة الكويت على تأجيل التعويضات لعام 2017، مؤكدا ان «هذا ليس جديدا على الكويت وصاحب السمو حيث صدرت التوجيهات السامية بتأجيل التعويضات لمساعدة العراق في أزمته، وهذا دعم مهم لنا».وبين ان «هذه العلاقات الاستراتيجية مع الكويت نقدرها ونحترمها»، لافتا الى ان الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وبناء على توجيها سمو الأمير عقدت اجتماعا ودرست تقارير واردة لها من العراق عن الحالة الإنسانية للنازحين، وقررت على جمع تبرعات بقيمة 49 مليون دولار لمساعدة اللاجئين، مؤكدا ان الكويت تلعب اليوم دورا كبيرا في مساعدة العراق ودعمه لاستعادة أمنه واستقراره، لما في ذلك مصلحة البلدين واستقرار المنطقة.وبخصوص وجود تنسيق امني كويتي - عراقي، اشار بحر العلوم الى وجود تنسيق بين البلدين على كافة المستويات وتواصل مستمر على كافة الصعد، لافتا الى ان تنظيم داعش لم يتمكن من الوصول الى مناطق جنوب العراق، ومنعه من الوصول كان يمثل خط امان لكل المنطقة الجنوبية ومنطقة الخليج، موضحا ان العراق حارب داعش نيابة عن كل العالم لان مخططات التنظيم كانت تهدف الى احتلال بغداد والذهاب الى المناطق الجنوبية الا ان هذه المناطق لا تحتوي على بيئة حاضنة للارهاب.وعما اذا كانت هناك تسهيلات كويتية لاصدار تأشيرات للمواطنين العراقيين أم ان الحظر مازال قائما، قال ان هذا موضوع خاص بوزارة الداخلية الكويتية وليس من شأن السفارة العراقية، مضيفا ان الوزارة تقوم بإجراءاتها ولديها ضوابط لمنح التاشيرات، مؤكدا انه «لا تزال هناك صعوبات ومشاكل، الا ان هذا الموضوع خاص بالسيادة الكويتية، ونحن نتابع مع السلطات المختصة وموعودون بالخير والتسهيلات، وان الكويتيين الذين يزورون العراق هم اهلنا واخوتنا وابواب السفارة والقنصلية مفتوحة امامهم، ونعمل على تطبيق التسهيلات كافة لهم».وبخصوص آخر التطورات المتعلق بالقضاء على تنظيم داعش في العراق، اوضح بحر العلوم ان داعش سيخرج من العراق و40 في المئة من اراضي العراق كانت محتلة من قبل التنظيم، اما الآن فلم يبق من هذه الاراضي المحتلة سوى 14 في المئة، لافتا الى وجود تقدم على التنظيم الذي بدأ يندحر تحت تأثير عدد من الامور التي بدأت تؤثر عليه ابرزها المالية والسياسية، ومؤكدا ان التنظيم سيقضى عليه ضمن حدود العراق خاصة بعد ان بدأ التنظيم ينحصر اليوم في زاوية الموصل. مشيرا الى انه حين قاتل العراق الإرهاب دفاعا عن كرامته ونيابة عن العالم أجمع مازال مصرا على ان المعركة البرية هي مسؤولية ابنائه الذين يضحون بدمائهم لحماية حضارة وتراث ومقدسات وشعب العراق لم يطلب من الآخرين من اي جهة ان يرسلوا ابناءهم للمشاركة في هذه الحرب وانما طالب الدعم والإسناد العسكري والجوي وتقديم المساعدات الانسانية.واردف، الا أن السؤال الآن: ماذا بعد داعش؟ فهناك 3.7 مليون نازح من المناطق التي تضررت جراء اعمال داعش الارهابية، 80 في المئة من الانبار وعدد من المناطق الاخرى دمرت، وسكان هذه المناطق ان لم تحل مشاكلهم السكنية والصحية والتعليم والعمل فستكون مأساة كبيرة في العراق الذي لن يتحمل بمفرده، مبينا رغبة العراق بتنظيم مؤتمر دولي كبير لمساعدته في التأهيل وإعادة الإعمار، مشيرا الى مؤتمر لاعمار العراق سيعقد في 20 يوليو في أميركا، مبينا ان العراق يدعو الجميع الى مساعدته للخروج من هذه الازمة.وعن المخاوف من تقسيم العراق، قال ان «الإرهاب الداعشي واحتلاله للأراضي العراقية، ولد توجها وطنيا عاليا في الداخل نحو الحفاظ على وحدة العراق، وأن تكون الخيارات القانونية والدستورية صوب الفيدرالية واللامركزية، ومن الخارج فإن التوجه الدولي يؤكد الحفاظ على وحدة العراق».وأكد ان الشعب العراقي يقف اليوم صفا واحدا ويحقق اروع الانتصارات ضد الإرهاب، لافتا الى انهم اثبتوا مثالا عاليا بالوحدة والتكاتف بين كافة مكوناته متوحدين تحت راية العراق التي يتشرف الجميع بحملها. وتابع «أمامنا نحن العراقيين خارج العراق مهمة كبيرة في نقل صورة إيجابية عن حقيقة الواقع العراقي وتكاتف ابنائه بمختلف مكوناته دفاعا عن السيادة، وهي مهمة اخلاقية ووطنية كبرى» مشيرا الى ان هذه الحرب امتداد لحرب بدأت منذ عام 2003 ضد التنظيمات الإرهابية حيث برزت القاعدة وحليفاتها الى ان وصلنا ببروز هذه التنظيمات الإرهابية المسماة بداعش، فمنذ ان استباحت العصابات الإرهابية منذ عامين عددا من المحافظات العراقية احتشد أبناء العراق بمختلف صنوف القوات المسلحة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري والبشمركة، فكانوا يدا واحدة تدافع عن سيادة البلد.وأكد بحر العلوم على ان نداء المرجعية العليا بهذا الخصوص والذي انطلق لصد هذا التنظيم الإرهابي من تنفيذ مخططاته في الوصول الى أهدافه من احتلال كافة محافظات العراق خصوصا العاصمة بغداد ووصولا الى المحافظات الجنوبية، والذي طلب من المتطوعين الدفاع عن حياض الوطن ضد الارهابيين وليس محاربة أبناء البلد، وكان هذا التطوع داعما ومساندا الى جانب القوات المسلحة والأمنية.
محليات
«بعدما رفع مجلس الوزراء العراقي الحجز الذي وضعه صدام حسين عليها منذ عام 1995»
بحر العلوم: للكويتيين حرية التصرف بممتلكاتهم في العراق... بيعاً أو استثماراً
08:20 ص