خروج منتخب بلجيكا من الدور ربع النهائي لـ «يورو 2016» في كرة القدم لا يشكل مفاجأة من العيار الثقيل، بل مجرد مفاجأة عارية من الأوصاف.لا خلاف على ان صفوف «الشياطين الحمر» تضم ما لذّ وطاب من أسماء بقيادة «الموهوب» إيدين هازار، بيد أن بلجيكا لا تملك ألقاباً تشفع بوضعها في الصفوف الأوروبية الأمامية، لذا جاء إقصاؤها على يد ويلز «ثقيلاً» عليها غير أنه «مهضوم» نوعاً ما بالنسبة الى المتابعين.جرى إلقاء اللائمة في مونديال البرازيل 2014 على المدرب مارك فيلموتس في الخروج من البطولة وتحديدا من الدور ربع النهائي امام الارجنتين بهدف غونزالو هيغواين المبكر (الدقيقة الثامنة)، الا ان اتحاد اللعبة منحه فرصة ثانية في «يورو 2016» بعد ان اكتسبت عناصر الفريق الخبرة وباتت مؤهلة للذهاب بعيداً في ظل ارتفاع عدد النجوم التي أضاءت سماء أوروبا في أنديتها.بلجيكا اعتادت تجاوز جراح سابقة أيام الحارس الشهير جان ماري بفاف الذي وصل بفريقه الى نصف نهائي مونديال المكسيك 1986 قبل الانحناء امام الارجنتيني دييغو مارادونا بهدفين من توقيعه، غير ان الخسارة أمام ويلز المغمورة شيء والهزيمة أمام «أفضل لاعب في التاريخ» شيء آخر.إقحام مروان فيلايني في الشوط الثاني من المباراة امام ويلز شكل الخطأ الأكبر، لا بل الخطيئة الكبرى، وذلك بحسب معظم الخبراء، فمن يتحمل المسؤولية؟لا يمكن للبلجيكيين استيعاب كيف أنّ فريقاً متخماً بالمواهب يسقط امام ويلز «العادية» 1-3.لقد منح الاتحاد البلجيكي فيلموتس الصلاحيات كاملة، ليس فقط من باب خبرته الطويلة وخدماته للمنتخب كلاعب، بل لكونه مؤهلاً للمهمة، الا ان الخروج من «يورو 2016» يحتم «التغيير» على القيمين على اللعبة في البلاد على اعتاب انطلاق تصفيات مونديال 2018 المقررة نهائياته في روسيا.يحتاج منتخب «الشياطين الحمر» الى مدرب هادئ يحتوي النجوم، في وقت تابعنا فيه فيلموتس كثير الحركة على خط المرمى، مسترسلاً في احتفاله بالأهداف الى حد دخول الملعب للتهنئة.في بعض الاحيان، يكون من الجيد ان يرتبط المدرب بعلاقة ود مع اللاعبين لكن ليس الى درجة تذوب معها المسافات بين الجانبين.قد يكون إيريك غيريتس، المدرب السابق للهلال السعودي، خياراً مثالياً للمنتخب على الرغم من ان فيلموتس أكد بعيد الإقصاء من «يورو 2016» بأنه لن يتخذ قراره تحت الضغط.يتذكر فيلموتس بالتأكيد ذاك الهدف الرأسي الذي «زرعه» في مرمى البرازيل ضمن الدور الثاني من مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.كان هدفا صحيحاً لا غبار عليه إلا أن الحكم الجامايكي بيتر برندرغاست لم يحتسبه بداعي ارتكاب فيلموتس لخطأ.في اليوم التالي، خرج الحكم نفسه ليعتذر من بلجيكا على عدم احتسابه الهدف «الصحيح» الذي سُجل عندما كانت النتيجة تشير الى التعادل صفر-صفر في ظل سيطرة واضحة للفريق الأوروبي على الملعب.انتهت المباراة الى فوز البرازيل بهدفي ريفالدو ورونالدو وقد تابع «راقصو السامبا» المسير بعدها حتى بلغوا منصة التتويج.لم ينسَ فيلموتس شجاعة ذاك الحكم الذي ربما غيّر التاريخ بقراره الظالم، فهل يملك هو الشجاعة ما يدفعه لترك منصبه لمن هو أجدر منه بتسلم دفة قيادة منتخب يعج بنجوم يستحقون ربّاناً «أفضل»؟SOUSPORTS@