ردمت بلدية الكويت، مساء أول من أمس، «دحلاً» قديماً في بر كاظمة، وهو حفرة طبيعية في باطن الارض، وذلك بعد أن تلقت الجهات الامنية بلاغاً بأن تلك الحفرة تستخدم لأمور أمنية مخالفة.الجهات الامنية كانت توجهت إلى موقع البلاغ، وبعد أن تأكدت من خلو الحفرة من المخالفات طلبت من بلدية الكويت ردمها.وبحسب الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الامني بوزارة الداخلية فإنه ورد بلاغ إلى غرفة عمليات الداخلية أفاد بوجود حفرة بعمق 3 أمتار تقريبا في بر كاظمة خلف ميدان الرماية، فتم ابلاغ الجهات الامنية المختصة، واتضح أنها حفرة ولا يوجد ما يثير الشك فيها، وتم ردمها حفاظاً على حياة مرتادي المنطقة من قبل البلدية بعد التأكد منها ومن خلوها من أي شيء ذي صلة أمنية.إلا أن القرار السريع في ردم الحفرة، والذي جاء بهدف طمأنة مرتادي البر، فاجأ المهتمين بالشأن البيئي خصوصاً أن تلك الحفرة فتحة طبيعية في الأرض، وأن الصيادين يستخدمونها لصيد الحمام البري الذي يتواجد فيها، إذ يقوم هؤلاء بالنزول إلى باطنها لأخذ حصيلة الصيد، كما يمكن لأي شخص الدخول منها والتحرك ضمن طرق منحدرة تضيق وتتسع وتصل غالباً إلى مياه.وفي هذا السياق قال الباحث البيئي عودة عابر البذالي إن «من المفترض الحفاظ على (الدحل) الذي يعتبر من التراث القديم من خلال وضع سياج ولوحة إرشادية حوله بدلا من ردمه تحسبا لأي حادث، ويعتبر هذا (الدحل) بيئة خصبة للحياة تعيش فيه الطيور والحشرات».واعتبر أن «قرار ردم (الدحل) دليل على عدم تقدير قيمة الطبيعة، إذ كان يجب الحفاظ على الأماكن الطبيعية القديمة»، لافتأً إلى أن «الدحول» تنتشر في مناطق الجزيرة العربية وأشهرها «دحول الصمان».