ترك أداء منتخب ألمانيا بطل العالم، في الدور الأول، اكثر من علامات استفهام، ولم يبلغ «الذروة» باستثناء المباراة مع أيرلندا الشمالية في الجولة الثالثة الأخيرة التي حسمت له صدارة المجموعة الثالثة.ومرد هذا التذبذب الواضح يعود الى المشكلة التي رافقت «المانشافت» في الخط الأمامي واهدار كم هائل من الفرص لغياب الهداف القناص، فضلا عن اعتماد المنتخبات التي واجهته على الأداء الدفاعي الصلب، فكانت المحصلة الفوز على أوكرانيا بهدفين نظيفين، وتعادل سلبيا أمام بولندا، ثم التغلب على أيرلندا الشمالية بهدف.وفي المباريات الثلاث لم يختبر الحارس مانويل نوير، كثيرا عدا اللقاء الأول امام اوكرانيا، ليخرج المنتخب بشباك نظيفة للمرة الأولى منذ 20 عاما في الدور الأول في «اليورو».ويتفق المراقبون على أن منتخب «الماكينات» لم يظهر معدنه الحقيقي الذي توجه بطلا للعالم، مفضلا تقنين جهوده وادخارها الى مراحل الحسم التي تبدأ الليلة بمواجهة سلوفاكيا، على أمل ان تكون الانطلاقة نوعية ومميزة في الأدوار الإقصائية.وعانى منتخب ألمانيا من مشاكل دفاعية أمام أوكرانيا، بيد ان سرعان ما استعاد هذا الخط صلابته مع عودة ماتس هوملس بعد شفائه من الإصابة ليعيد بناء «جدار برلين» مجددا مع المتألق جيروم بواتينغ، أمام بولندا. لينتقل السخط هذه المرة الى خط الوسط، بعد اخفاق توني كروس وسامي خضيرة ومسعود أوزيل في خلق فرص حقيقية. واستعاد رجال المدرب يواكيم لوف، بريقهم أمام أيرلندا الشمالية، وكانت المباراة الأفضل لهم حتى الآن، وقدموا عرضا هجوميا اعاد لهم توهجهم، بأسلوب مرن. والفوز بهدف يتيم لم يعبر عن الفرص التي لاحت امام ماريو غوميز وتوماس مولر وماريو غوتزه لم تسكن الشباك. وهو ما لم يرض قناعة لوف بعد المباراة، وقال للقناة الأولى الألمانية: «أنا سعيد بدور خروج المغلوب»، وتابع: «بالنسبة لي إنها المباريات الأفضل. فعلى المنافس أن يقدم شيئا وإلا فسيذهب إلى بيته».ويبدو ان لوف وجد حلا لمعضلة الظهير الأيمن، عندما دفع بالصاعد يوشوا كيميتش (21 عاما)، بشكل مفاجئ، وأبلى بلاء حسنا. ولكن في الوقت الذي نال الأخير عبارات الإشادة من زملائه، اكتفى المدرب بقوله إن كيميش لعب بمستوى جيد. ولاشك في ان لوف سيعتمد عليه امام سلوفاكيا، في ثالث مباراة دولية له علما ان الأولى كانت بمواجهة المنتخب نفسه، بعد ان جذب الأنظار اليه، ومنح الحيوية للهجوم من الجبهة اليمنى.حافظ الشاب اليافع على تواضعه، رافضا وضع نفسه في المقارنة مع القائد المعتزل دولياً فيليب لام المتوج بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل كلاعب خط وسط وظهير أيمن. وقال كيميتش في هذا الصدد: «بالطبع تكون سعيدا إذا كانت النتيجة إيجابية وفزت بالمباراة. فيليب أفضل ظهير في العالم، لقد لعبت مباراة واحدة فقط في هذا المركز. لذلك لا يمكن مقارنتي به، على الرغم من أنني سعيد بهذه المقارنة». ومع انطلاق مرحلة الجد، فان الخطأ ممنوع على المنتخب الألماني، إذا ما أراد جمع «الثنائية» (كأس أوروبا بعد العالم).