في ألمانيا، لا تُعتبر محاولة الهروب من السجن عملاً منافياً للقانون بالاستناد إلى كون غريزة الإنسان تميل دائماً إلى الحرية.وفي كرة القدم، يدرك المنتخب الالماني بقيادة المدرب يواكيم لوف أن لا مجال للهرب من تحمل المسؤولية والعبور الى ربع نهائي «يورو 2016» وإن كان سيحمل في طياته مواجهة «حياة أو موت» مع إيطاليا «العقدة» أو اسبانيا «القوية».«المانشافت» لا تفكر حالياً في «حرب دور الثمانية»، بل في مواجهة سلوفاكيا المقررة اليوم في ثمن النهائي.الصحف كانت رحبت بفوز منتخب بلادها على أيرلندا الشمالية بهدف في ختام الدور الاول بعد عرض رائع أعقب مباراتين باهتتين أمام أوكرانيا وبولندا، بيد أنها أضاءت على عيوب اكتنفت الأداء، أبرزها الفشل في التسجيل، كما حدث أمام أيرلندا الشمالية بالتحديد حيث سيطر الألمان بنسبة استحواذ بلغت 80 في المئة لم تثمر سوى عن تسجيل هدف.واحتكمت إحدى الصحف إلى لغة الأرقام فأشارت إلى أن لاعبي «المانشافت» صوبوا 28 كرة على المرمى نصفها على الأقل بين الخشبات الثلاث.وأشاد الإعلام بأداء الصاعد جوشوا كيميتش الذي تألق أمام أيرلندا الشمالية، واعتُبر بمثابة فيليب لام جديد إذ قام بواجبه الهجومي وواجبه الدفاعي، وساهم في دعم خط المقدمة بكراته الماكرة.ورغم كل ذلك، يخشى الألمان مفاجآت سلوفاكيا، وهو يمنّون النفس بانتصار سهل يوفّر «حرق الأعصاب» الى ربع النهائي.عرف منتخب المانيا الكثير من الأوقات الصعبة وهو لا يريد وعشاقه عيش اللحظات نفسها اليوم او خلال سياق «يورو 2016».يتذكر الالمان بأسى وصمة العار التي تسبب بها لهم الإنكليز في 1 سبتمبر 2001 ضمن تصفيات مونديال 2002 عندما سحقوا منتخبهم في ميونيخ 5-1.مباراة ثانية يطلق عليها تسمية «عار قرطبة» أقيمت في 21 يونيو 1978 ضمن الدور الثاني من كأس العالم في الأرجنتين وتغلبت فيها النمسا على ألمانيا 3-2، الأمر الذي وضع المنتخب الأبيض خارج المسابقة.مباراة ثالثة لا يهضمها الألمان وجاءت امام الجزائر في مونديال 1982 في اسبانيا عندما انتزع «محاربو الصحراء» انتصارا تاريخيا في 16 يونيو بنتيجة 2-1.وتدخل في سجل الليالي السوداء مباراة اقيمت في روتردام ضمن «يورو 2000» وسقط فيها الالمان بثلاثية نظيفة امام البرتغال في 20 يونيو.وتكرر الأمر في «يورو 2004» وتحديداً في 19 يونيو في البرتغال عندما فشلت ألمانيا في هز شباك لاتفيا الضعيفة (صفر-صفر) قبل السقوط امام تشيكيا والخروج من الدور الأول للبطولة.واعتبرت خسارة «الماكينات» في 4 يوليو 1998 ضمن ربع نهائي مونديال فرنسا أمام كرواتيا بثلاثية نظيفة ضمن مباريات العار.الهزيمة امام ايطاليا في 28 يونيو 2012 في نصف نهائي كأس أوروبا دخلت أيضاً قائمة المباريات الأسوأ.وتعتبر الخسارة امام البرازيل في 27 يوليو 1999 ضمن كأس القارات برباعية نظيفة من أسواء مباريات الفريق على الاطلاق، ولا شك في ان الفوز على «راقصي السامبا» 7-1 في عقر دارهم في نصف نهائي مونديال 2014 قد محا تلك المرارة.واعتبرت الخسارة في 1 مارس 2006 أمام المنتخب الإيطالي 1-4 ودياً بمثابة الضربة الموجعة قبيل استضافة كأس العالم.التعادل مع ألبانيا في تصفيات «يورو 1968» في 17 ديسمبر 1967 كان قاسياً على الألمان اذ تسبب في غياب منتخبهم عن البطولة.واليوم امام سلوفاكيا، لا يريد الالمان إضافة تاريخ جديد الى سجل اللحظات القاسية في عمر «المانشافت».الهرب من السجن «مجاز» في المانيا لأن الغزيزة تميل الى الحرية.تحمُّل المسؤولية سمة غالبة لدى الألمان، فغريزتهم تميل الى عدم الهروب من التحديات لكن الخشية ان تضاف المباراة امام سلوفاكيا الى سجل «النكسات» إذا ما جرى التمادي في التفكير بمباراة ربع النهائي.SOUSPORTS@
رياضة - رياضة أجنبية
Offside / الهروب... مسموح
05:22 م