روى أبو بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (سلوا الله اليقين والمعافاة فما أوتي أحد بعد اليقين خير من العافية) معنى هذا الحديث أنه ليس للإنسان صلاح في الدنيا والاخرة إلا باليقين والعمل الصالح، فاليقين يزيل الشك من قلوب المؤمنين وهذا هو العلاج الروحي، أما العافية فتكون من الأمراض الجسدية وفي هذا الحديث يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التداوي من شتى الأمراض روحية أو جسدية ويبين مدى أهمية الصحة في حياتنا،ووردت أحاديث كثيرة في هذا الباب منها عن أسامة بن شريك قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاء الأعراب فقالوا يا رسول الله: أنتداوى؟ فقال: (نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد) فقالوا ما هو؟ فقال النبي (الهرم).وعن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا قال:(لكل داء دواء فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله عز وجل).ما نسميه الحجر الصحي في الاسلام يتبين في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:فمثلا عن مرض الطاعون يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها) ويتضح لنا من الحديث مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على مبدأ الوقاية خير من العلاج وخاصة في الأمراض المعدية.وهنا نتأمل بعد نظر النبي صلى الله عليه وسلم ونقارن بين ما فعله قبل أربعة عشر قرنا وما يتخذ حاليا من طب حيث نجد النبي صلى الله عليه وسلم كان في كلامه الناصح والمرشد العظيم بمثابة الطبيب البارع في زمن لم تكن الأمراض فيه معروفة السبب أو طرق العلاج أو حتى طرق الوقاية منها.النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على عدم إرهاق الجسم والمحافظه عليه:نصحنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم إرهاق الجسد أو إجهاده وأمرنا بالمحافظة عليه وقد ترامى إليه أن عبدالله بن عمرو بن العاص يصوم النهار ويقوم الليل فقال له (لا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حق) وهذه التوجيهات النبوية هي عين ما يقوله علماء الطب الحديث فعدم كفاية الجسم من النوم والإجهاد الزائد يؤديان إلى أمراض كثيرة وقد درأها عنا النبي صلى الله عليه وسلم.* خبير الأعشاب والطب البديل