لُقِّبَت بـ «مارلين مونرو» الشرق ثم «ملكة الإغراء»، وكانت أول فنانة في عصرها تعتمد الموضة المثيرة والغريبة، حتى أن البعض انتقدوها لترويجها ظاهرة فنيّة اختلفت عما كان سائداً آنذاك.إنها الفنانة اللبنانية جاكلين التي خرجت عن القاعدة، في زمن أم كلثوم وفيروز وفايزة أحمد وصباح وكثيرات غيرهن، راسمةً لنفسها خطاً مختلفاً انطلق من مدرسة فنيّة افتتحتها في الستينات من القرن الماضي وأصبحت رائجة حتى يومنا هذا.وعلى رغم أنها «امرأة لا تبيع الحب» (كما يقول آخر أفلامها الأحد عشر) فإنها أثارت الجدل في الوسط الفنّي، وقيل إن عاصي الرحباني كان معجباً بها وحاول تبنيها فنياّ لكن شقيقه منصور منعه... بينما تكشف هي الغطاء عن إعجاب فريد الأطرش بها إلى حد تشاجره مع زوجها، أما عبدالحليم حافظ فكانت هي تبادر بالاتصال به هاتفياً، وتغازله بكلمات المحبة والتقدير، مؤكدةً أنه كان يبادلها الإعجاب!الفنانة جاكلين تحدثت مع «الراي»، وهي لا تزال لديها ما تقوله... تستعيد ذكرياتِها في الزمن الجميل، وتُدلي برأيها في ما يدور الآن في ميدان الغناء، وتروي رحلتها في الغناء والتمثيل وتفتح صندوق علاقاتها مع كبار الفنانين في مصر ولبنان:? ما الظروف التي أوقفت متابعتك التعاون مع عاصي الرحباني؟- ذهبتُ إليه في مكتبه وكان يريد أن يقدّم لي أغنيات أخرى لأنه يحب صوتي، وكان يقول لي دائماً: «صوتك كالوردة فيه أنوثة»، ولكن منصور الرحباني ورفيق حبيقة لم يحبا أن أدخل في الموضوع، ومنعاه من التعاون معي، واهتما حينها بالفنانة رونزا. كنا نلتقي دائماً مع عاصي والحاج نقولا طرابلسي وزوجته عند الإعلامي أنطوان صليبا الذي كان يقدّم برنامجاً انتقادياً عبر «صوت لبنان». كان عاصي يحبني كثيراً، وكان مهتماً بي جداً، وفي إحدى المرّات أدلى الفنان زياد الرحباني بتصريح قال فيه إن أغنيتي «خدني عالتلج» أعجبتْه كثيراً.? هل فيروز كانت تغار منك على عاصي الرحباني بسبب محبته لك؟- لا أعتقد ذلك أبداً، فهي أكبر من ذلك، وكانت تعرف أن حدود علاقتي به لا تتعدى العلاقة العادية جداً بين المغنية والملحن.? أيّ فنانة من جيلك كنتِ تحبينها ولا توجد مشكلة معها أو نوع من الغيرة؟- الراحلة صباح طبعاً، هذه العظيمة المتواضعة، والكبيرة سميرة توفيق أطال الله بعمرها، والتي اجتمعتُ معها في أجمل الأعمال.? لماذا كنتِ عاتبة على المخرج سيمون أسمر في إطلالتك التلفزيونية، هل كان فعلاً مقصّراً بحقّك؟- سيمون مخرج كبير وظل فترةً طويلة يمسك بزمام الأمور في «LBC»، وكان «يلّي بدو ياه يطلّعو ويلّي بدو ياه ينزّلو» وكان يوقّع عقوداً مع فنانين، فشعرتُ بالإهمال، و«كنت حابّة إنو يهتم فيي». لم أوقّع معه، لكنني ظهرتُ في برامجه مرة أو اثنتين، غير أنني لم أشعر بالاهتمام لأن الباقين لديه عمل معهم ويريد وجوهاً جديدة.? هل صحيح أن الفنان فريد الأطرش تشاجر مع زوجك الملحن عفيف رضوان بسبب إعجاب الأول بك؟- كان فريد يحضّر لي أغنيات عندما كان يسكن في بيروت، حيث كنا دائماً نسهر عنده، كما كنا نزوره دائماً في مصر، فحضّر لي أغنيات كان يريد إعطاءها للفنانة شادية مثل أغنية «حوش عنّي عيونك»، ولكنها لم تغنِّها. وكان فريد معجباً بي وعرف زوجي الملحن عفيف رضوان بالأمر، وكنا حينها لا نزال زوجين ولكن كنا في طريقنا إلى الطلاق، فذهب عفيف إلى فريد و«تخانق معو عليّ»، لأن عفيف علم بأنني أسهر عند فريد، وكان يغار كثيراً، ومنذ ذلك الوقت لم أكمل العمل مع فريد.? كثيرون أحبوكِ... ولكن جاكلين مَن أحبّت؟- بالفعل، كثيرون من الوسط الفني كانوا معجبين بي، لأنني كنتُ فنانة صغيرة و«دلّوعة»، إذ وصلنا إلى وقت كنا لا نستطيع فيه أن نسير على الطريق من كثرة المعجبين.? لماذا طلب منك الموسيقار محمد عبدالوهاب أن تغيّري اسمك؟- كان يريد أن يسميني «جيهان»، لأن في رأيه اسم جاكلين أجنبي وغريب على أهل الخليج. كنتُ ألتقي عبدالوهاب كثيراً في بلودان في الشّام مع مدير إذاعة دمشق منير الأحمد. كان عبدالوهاب معجباً بأغنية «اللمبة»، حيث قال لكاتبها الشاعر توفيق بركات: «إزّاي عملت بوسة تفقع زي البمبة، إزاي يا توفيق؟»، رحم الله توفيق والجميع. كان لدينا شعراء جيّدون وكانت علاقتي بعبدالوهاب علاقة احترام.? حُكي عن إعجاب عبدالحليم حافظ بك وكذلك بليغ حمدي، مَن كان معجباً بك أكثر؟- عبدالحليم كان يزورني في البيت برفقة الصحافي والأديب جورج إبراهيم الخوري، حيث كنا نجتمع في سهراتنا مع المطربة وداد والفنان الكبير وديع الصافي اللذين كانا يغنيان، ونحن نكون جالسين أرضاً ونبكي من شدة تأثرنا. كانت سهرات رائعة، كنّا نستمع خلالها لأم كلثوم. بليغ حمدي لحّن عندي في البيت أغنيتين لأم كلثوم: «سيرة الحب» طلعت من بيتي. بليغ كان معجباً بي قبل أن يتزوج الفنانة وردة. وفي أحد الأيام أراد عبدالحليم أن يأخذ مني ساعة يد كنتُ أضعها في معصمي حين كنا في لندن، حيث كنت أغني في مطعم «عمر الخيّام» كما كل الفنانين. وكان عبدالحليم بين الحاضرين في إحدى حفلاتي، وكانت الساعة من الماس وهي ساعة مزدوجة، أي ساعة على توقيت لندن وساعة على توقيت بيروت، فقال لي: «آه يا جاكي، إزاي، ساعة حلوة قوي»، فقلت له «مش هديهالك». وكانت هذه إحدى خصال عبدالحليم، فكان إذا وجد أحدهم يضع ربطة عنق جميلة يقول له: «دي حلوة قوي»، بمعنى أنه يريد أن يأخذها منه. ومن ناحيتي، كنتُ أتصل بعبدالحليم وأغازله عبر الهاتف. عملتُ مع عبدالحليم وفريد الأطرش في حفلات «بيسين عاليه»، ومع عبدالحليم على المدرج أيام عاليه وبحمدون، وصباح كانت معنا أيضاً، وأفلامنا مع صباح وسميرة توفيق والحفلات مع وديع الصافي، كلها أعمال رائعة لا تمحى من ذاكرتي.? ما الفرص التي أتتكِ ورفضتِها؟- أتتني فرص كثيرة في مصر، ولكنني رفضتُها لأنني لا أستطيع أن أسكن إلا في بيروت. كما أنني اشتريت منزلاً في مصر لأسكن فيه، إذ كان المنتج والمخرج الكبير عباس حلمي ينصحني بأن أقيم هناك، ولكنني لم أستطع، وهو أيضاً كان يزورني في مصر، «ما كانوا يحبوا يجوا إلا لعندي، وكان بيتي مفتوحاً للكل».وفي مصر كنت أسهر مع الفنانين في منزل الممثل عبدالسلام النابلسي، حين كان يعيش هناك. وعندما سافرتُ قبل عامين إلى مصر التقيت الممثلات مديحة يسري، سميحة أيوب ورجاء الجداوي، كما أن سعاد حسني عندما أتت إلى لبنان جلستُ معها ودعتني لزيارة مصر.? كيف هي علاقاتك بابنك الوحيد رضوان رضوان؟- أسافر دائماً إلى فرنسا حيث يعيش هو وأسرته، وأحب أحفادي كثيراً، وهم يفاخرون بي، حفيدي اسمه TIVO وعندما يكون رفاقه عنده يُسمِعهم أغنيتي «وعينيك بعيني» ويغنيها لي أيضاً، والبنت اسمها LELIO تحمل المجلات التي كتبت عني لتريها لرفيقاتها.? بين اليوم وأمس، كيف تجدين الفن، ومَن وماذا تتابعين اليوم؟- اليوم أصبح لكل فنان مكاتب ومدير أعمال. في الماضي كان الفنان مثل «النجم يلّي ما بينطال»، و«هلأ صاروا النجوم عالأرض، صاروا عادي». أعجبني عاصي الحلاني وكاظم الساهر وشيرين وصابر الرباعي في برنامج «The Voice»، لأنني أحبهم جميعاً وهم فنانون كبار. لقد أُعجبت جداً بأصوات المشتركين في «Arab Idol»، وراغب علامة كان مميزاً كعادته ونانسي عجرم أضفت سحراً وطعماً خاصاً على البرنامج، أحبها كثيراً وأسميها «بونبونة»، ولديها نكهة غير معقولة.? إذا أَحبّت فنانة صاعدة أن تجدّد إحدى أغنياتك، فهل تقبلين؟- إذا كان يليق بها أن تغني من أغنياتي فلمَ لا؟ أنا قدّمت أغنيات جديدة «بتجنّن»، جميلة وأجمل من كل ما يغنّى، فيها صوت وموسيقى ولحن وكل شيء، ومنها «عينيك بعيني» و«صدّقتك»... لكن الإذاعات لم تبثها، قدّمتُ لـ«صوت لبنان» الكثير من الأغنيات، «ليه ما عم بيحطوها؟ ما بعرف»!