حينما نتحدث عن الأدب المزدهر بالنماء، فلا بدا لنا أن نذكر الشاعرة الكويتية الدكتورة حصة الرفاعي، تلك الأديبة التي تتمتع بقدر كبير من الصدق وهي تتناول في كتاباتها الإبداعية- الشعر والنثر- الوطن والحياة بجماليات مندفعة بقوة إلى مستويات عالية من التأمل والرقي.والشاعرة الدكتورة حصة الرفاعي أكاديمية متخصصة في الأدب الشعبي والفلكلور، وحاصلة على ليسانس اللغة العربية وماجستير الأدب الشعبي، في ما حصلت على الدكتوراه في جامعة إنديانا الأميركية.وتدرس مادة الفولكلور في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت. وقدمت الكثير من الإسهامات خلال المؤتمرات العربية والعالمية.ولها العديد من المؤلفات القيمة منها «أغاني البحر في الكويت المظهر الإنساني للصناعات الشعبية»، في إطار كتاب تراث البادية، و»الطب الشعبي: مفهومه وخصائصه ـ الفولكلور والعلوم الإنسانية والاجتماعية» بالإضافة إلى نشرها للعديد من الأبحاث الأدبية باللغة الإنكليزية.وهي المبدعة والباحثة البعيدة عن الأضواء... قليلة الظهور في وسائل الإعلام المختلفة، مكتفية بما تقدمه للساحة الإبداعية والثقافية من إسهامات في صمت، إلى جانب مجهوداتها الكثيرة في العمل الأكاديمي، الذي حظيت من خلاله بتقدير الجميع.إن الرفاعي تكتب الشعر والنثر ليس من خلال رغبة في الظهور أو الشهرة، ولكنها تكتبهما من منطلق وجداني باحث عن الجمال والدهشة، والحلم والتواصل مع الوطن والإنسان.وبالتالي جاءت تجربتها الإبداعية في منظومة إنسانية وطنية، تتداخل فيها جماليات المعنى مع روعة الأسلوب، وهذا ما جعل كتاباتها مفعمة بالوجدانيات، ومزدحمة بالصور الأدبية البليغة.ولقد كان دافعي الرئيس في تناول تجربة الرفاعي من خلال هذا المقال، لثقتي أنها تجربة تستحق الإشادة والتقدير، لما فيها من دفق شعوري بالمفهوم الذي نريده، ونبحث عنه، لأن هذه التجربة خالصة من أجل الإبداع، ولا تطلعات أخرى غير الإبداع.وحصلت الشاعرة الدكتور حصة الرفاعي في عام 2010 على جائزة الدولة التشجيعية في فئة الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية، وارى أنها تستحق الحصول على جائزة الدولة التقديرية بفضل ما أنجزته من أعمال على المستويين العربي والعالمي، وبفضل ما قدمته من إبداع شعري ونثري ودراسات مهمة في حقل تخصصها، ومن ثم أتطلع بألا تتأخر هذه الجائزة كثيرا عن هذه الأديبة الكويتية، التي تعمل في صمت ومن دون ضجيج، وعملها يليق بإنسانة تقدر الكلمة وتضعها في أولويات اهتمامها. وتعد الرفاعي من الأسماء النسائية الكويتية التي نفتخر بها دائما مثل الدكتورة سعاد الصباح والروائية ليلى العثمان والشاعرة غنيمة زيد الحرب، والأديبة الدكتورة ليلى محمد صالح وغيرهن الكثير.هكذا يجب علينا أن نكون منصفين لأديبة وأكاديمية مثل الدكتورة حصة الرفاعي التي لا تبحث عن الشهرة، وتعمل في صمت، ومن ثم لا تنتظر حتى كلمة شكر من أحد، غير أن من الواجب علينا إنصافها، وتقدير ما تقوم به من خلال الجهات الرسمية مثل وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ورابطة الأدباء الكويتيين، وغير ذلك من المؤسسات الرسمية وجمعيات النفع العام المعنية بالثقافة والأدب.* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويتalsowaifan@yahoo.com
محليات - ثقافة
إضاءات / حصة الرفاعي... شاعرة الوطن
11:54 ص