المسلسلات الدرامية بمنزلة قافلةٍ من الإبداع والعرق والجهد الذي يبذله العشرات من الفنانين، لكي يقدموا للجمهور قطرة ضوء، وجرعة إمتاع، ورسالة تنويرية منسوجة من الأمل والألم والرغبة في جعل حياة الناس فضل! ولأن المسلسل الدرامي يحمل هذه الأهمية الكبيرة، فإنه بعدما ينتهي عرضه لا يذهب سُدىً أو يضيع في الفراغ، بل إن الأعمال الناجحة تظل تعيش في قلوب الناس، وعقولهم على السواء!ما أجملَ أن يشاهد الناس مشاكلهم على الشاشة!فالجمهور يحب أن يحتوي المسلسل الذي يتابعه على جانب من حياته، وأن يناقش قضاياه... وهذا ما حصل في شهر رمضان من العام 1993، حيث دأب المشاهدون على الجلوس أمام شاشة التلفاز في فترة ما بعد الإفطار، ليتابعوا عَرض مسلسل «طش ورش»، الذي دار في أجواء اجتماعية وإنسانية وتراثية، مقارباً عدداً من القضايا التي تتعلق بواقع الناس في حياتهم اليومية، وكيف كانت تلك الظروف والمناخ، بجانب مواضيع مهمة منها الجيرة، والتثمين العقاري والحب والطمع واختلاف النفوس وتغيرها عند البشر... وقد امتزجت في هذا المسلسل الملامح الكوميدية بالطابع التراجيدي في آن واحد.تدور الأحداث في مسلسل «طش ورش» على ساحة «فريج» قديم، وأبرز هذه الأحداث يتوزع حول بيت «بوسعود»، الذي يجسد شخصيته الفنان أحمد الصالح، والذي يستقيل من عمله عندما يعرف أن موضوع التثمين يدر الكثير من الأرباح، أما «أم سعود» التي تقوم بدورها الفنانة القديرة حياة الفهد فهي شخصية طيبة وتقع في مواقف مع أسرتها وجارتها أم لطيفة (مريم الصالح) التي تتميز بالعصبية طوال الوقت، كما تصر على فرض رأيها، كما «لا يعجبها العجب»، وهناك شخوص آخرون لهم تتقاطع خطوطهم مع أبطال المسلسل.ويشهد العمل أحداثاً ومواقف متنوعة يقوم بها الأبناء والجيران، من أهل الفريج، حيث يمضي العمل بطابع تراثي كويتي، وحصد وقت عرضه نسبة متابعة عالية.يُذكَر أن مسلسل «طش ورش»، الذي صُورت أحداثه في استديو تلفزيون الكويت، كتب قصته محمد الويس، أما السيناريو والحوار فهما لسعد الدهش، واخرجه علي حسين، وتقاسم بطولته كل من حياة الفهد ومريم الصالح وأحمد الصالح وعلي المفيدي وطارق العلي وأحمد جوهر وعبدالمجيد قاسم وسماح وفرح ورشا البلوشي وجاسم الصالح وعلي سلطان وآخرين.
فنون - مشاهير
ذاكرة الدراما / لامس قضايا المجتمع... في 13 حلقة
«طش ورش» ... الجيرة و«التثمين» في أجواء تراثية كويتية
08:41 ص