المسلسلات الدرامية بمنزلة قافلةٍ من الإبداع والعرق والجهد الذي يبذله العشرات من الفنانين، لكي يقدموا للجمهور قطرة ضوء، وجرعة إمتاع، ورسالة تنويرية منسوجة من الأمل والألم والرغبة في جعل حياة الناس أفضل!ولأن المسلسل الدرامي يحمل هذه الأهمية الكبيرة، فإنه بعدما ينتهي عرضه لا يذهب سُدىً أو يضيع في الفراغ، بل إن الأعمال الناجحة تظل تعيش في قلوب الناس، وعقولهم على السواء!وفي هذه الزاوية تسعى «الراي» إلى التقليب في الأوراق القديمة، والبحث في أرشيف الزمن الجميل، لتحيي في وجدان القارئ مسلسلات مرت على عرضها سنوات... ولكنها لا تزال باقية في «ذاكرة الدراما»!الحياة رحلة من الجراح والأفراح... وكذلك المسلسلات أيضاً!ولأن الدراما هي مرآة «تمثيلية» للواقع، لا يزال الجمهور يتذكر مسلسل «دارت الأيام» الذي عُرض في رمضان خلال العام 1998، والذي تواصلت حلقاته على مدى الشهر بكامله، ولعل الكثيرين لايزالون يذكرون أحداثه وصراعاته وشخوصه، برُغم الـ 18 عاماً التي مرت على حلقته الأولى!وتدور الأحداث في مسلسل «دارت الأيام» عبر حقبتين مختلفتين، الأولى تستغرق أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، فيما تمتد الثانية من أواخر السبعينات حتى أوائل الثمانينات.تتمحور القصة حول «بدر»، الذي يجسد شخصيته الفنان محمد المنصور، الثري المتزوج من «شريفة» (الفنانة طيف)، وعلى رغم البنات الثلاث اللاتي أثمرهن هذا الزواج يظل بدر يعتصره الحرمان من صبي يرث ثروته، لذلك لا ينفك يتطلع إلى أن يرزقه الله طفلاً يسميه «ناصر»، ولتحقيق هذه الأمنية يقرر أن يتزوج امرأة أخرى، وتتعقد الأحداث حين تخطط «سارة» (الفنانة سعاد علي)، لكي يتزوج ابنتها «موضي» التي تؤدي دورها الفنانة فاطمة الحوسني، ومن ثم تتسبب الأم في حرمان ابنتها من استكمال قصة حبها بالزواج من ابن عمها (علي جمعة).و«دارت الأيام» لتنجب زوجة «بدر» الأولى الوليد المنتظر «ناصر»، بينما كان الزوج منغمساً في طقوس زواجه من الأخرى، وتمضي الأحداث والأيام،وتُلقي بظلالها على شخوص المسلسل، فيرحل بعضهم، وتتغير أحوال البعض الآخر، ويلتقي أشخاص كانوا تفرقوا قبل سنوات طوال، وتتوازى الجراح مع الأفراح في جديلةٍ تعكس واقع الحياة التي تتوزع بين الألم والأمل!
فنون - مشاهير
ذاكرة الدراما / عُرض في رمضان 1998
«دارت الأيام» ... جراح وأفراح!
صورة تذكارية في «دارت الأيام»
10:01 ص