قد يرى البعض أن عفوية الصغار هي أروع صفاتهم والميزة التي تبعدهم عن خبث الكبار وادعاءاتهم. لكن العفوية لا تعني أبداً العشوائية والتراخي ولا تنفي ضرورة تعلُّم الصغار قواعد الإتيكيت وحسن التصرف ونيلهم التربية الصحيحة، على اعتبار أن حسن التصرُّف منذ الصغر يُنقش في الكِبَر.ورأت الاختصاصية في البروتوكول والإتيكيت نادين ضاهر أن هناك كلمتين سحريتين ينبغي للطفل تَعلُّمهما منذ الصغر كي تصبحا بمثابة عادة ثابتة لديه هما «من فضلك» عند طلب شيء، و«شكراً» عند إنجاز الطلب. فكل شخص يشعر بالتقدير عند القيام بعمل جيّد من أجل الآخرين، حتى لو كان طفلاً، وكلمة «شكراً» هي أفضل الطرق للإعراب عن الامتنان والعرفان، والأفضل منها «من فضلك» تجنباً لصيغة الأمر في الطلب، وهي تتضمن معنى الاختيار وتشجع على الأداء الجيد، خصوصاً عند التوجه للذين يقومون بواجب خدمتنا اليومية.وقالت ضاهر لـ«الراي» إن الطفل الصغير لا يبالى بمناداة مَن هم أكبر منه سناً بألقاب تدلّ على آداب السلوك وتسبق أسماءهم لأنه لا يعي ذلك في سنّ مبكرة ولا يُحاسَب عليه. لكن عندما يصل إلى مرحلة عمرية مناسبة، لا بد من تعليمه كيف ينادي الآخرين باستخدام ألقاب مهذّبة، لأن عدم الوعي بها يدلّ على نقص في التأديب وحسن التصرف.أما آداب المائدة المعتمدة للكبار، فهي نفسها تلك التي يجب أن يتعلمها الصغار باستثناء بعض الاختلافات البسيطة، على أن يتم تعليمهم التزام الهدوء على مائدة الطعام، خصوصاً إذا استمرّت الوجبة لفترة طويلة من الزمن بحيث لا يطيق الطفل انتظارها ويمارس تذمره على طريقته الخاصة.ووجهت ضاهر إلى تعويد الطفل على عدم الإكثار من الحركة أو إصدار الأصوات العالية، ومنعه من قص الحكايات أو المغامرات أو متابعة برامج التلفزيون أثناء تناول الطعام. وتنبيهه إلى عدم وضع المرفقين على المائدة، وهي حركة شائعة بين الأطفال، أو وضع الأصابع في الطبق أو بالفم. وتعويده على عدم تكشير الوجه والقيام بأي حركات معيبة أمام الطعام لأي سبب أو الإكثار من الطلبات.ورأت أنه لا بد من تعليم الأطفال احترام الخدم ومعاملتهم معاملة حسنة حتى لا تنمو بداخلهم نوازع التسلط والتكبر، إضافة إلى ضرورة زرع حب المشاركة في نفوسهم منذ الصغر، وتعويدهم على المشاركة في اللعب والنشاطات الرياضية وفي الطعام حتى لا يكبروا وقلوبهم مليئة بالأنانية.ونبهت ضاهر إلى أن السلوك المتبع أثناء اللعب يمكن أن يُنمّي بين الأطفال أساليب تربوية قد لا يشعر بها الأهل، ومنها روح التعاون، احترام الآخرين، والابتعاد عن الأنانية وحب الذات. ويتم تعليم الأطفال هذه المبادئ من خلال مشاركة الآباء لهم في اللعب ليقوموا بتقليدهم.ولفتت إلى أهمية أن يتعلم الأطفال مصافحة مَن هم أكبر منهم سناً عند تقديم التحية لهم مع ذكر الاسم والنظر إلى عين مَن يصافحهم، ويستحسن أن يدرّب الأهل أطفالهم على المصافحة بصورة مستمرة حتى تترسخ لديهم.
فنون - مشاهير
«إتيكيت تربية الأبناء»... حسن التصرُّف منذ الصغر يُنقش في الكِبَر
نادين ضاهر
11:06 م