من «باب الريح» هبت نسائم الزمن الجميل!فقد نفض المسلسل التلفزيوني «باب الريح» الذي يُعرض يومياً على شاشة «الراي» الغبار عن «دراما الزمن الجميل»، حيث تدور أحداثه في حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، أي قبل ثورة «السوشيال ميديا» وانتشار «الإنترنت» بنطاق واسع وظهور ما يعرف بالأجهزة الذكية والمواقع الإعلامية، التي قضت على التواصل الحميمي بين البشر وأصابت دفء العلاقات العائلية في مقتل.ويمكن القول إن العمل الذي ألّفه الكاتب محمد حسن أحمد وتولّى المخرج علي العلي مهمة قيادة فريقه، قد أحدث نفضة حقيقية للدراما الكلاسيكية التي توارت عن خارطة الدراما الخليجية وظلت منسية لسنواتٍ مضت.في إحدى القرى الساحلية الصغيرة في مملكة البحرين، تدور أحداث «باب الريح»، وهو إنتاج شركة صبّاح بيكتشرز، ومن بطولة الفنان القدير سعد الفرج إلى جانب الفنانة زهرة عرفات، حمد العماني، فاطمة عبدالرحيم، أميرة محمد، أبرار سبت، شفيقة يوسف، منيرة محمد، حمد أشكناني وسلوى الجراش، وغيرهم عدد كبير من الفنانين الشباب. غير أن المشكلات التي تحدث في هذه القرية أكبر من مساحتها الجغرافية، وتكاد تكون قاسماً مشتركاً ونموذجاً مصغراً لما يدور في خليجنا الواحد، بل وعالمنا العربي، إذ تتعدد الصراعات بين فريقين أحدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر، حيث القوي يلتهم الضعيف من دون رحمة، حتى وإن كان الضحية هو أحد الأشقاء أو الأقرباء.ونجح المخرج علي العلي في الحبكة الدرامية للعمل، فلم يُسجل لغاية الآن أي خطأ فني أو تقني، كتلك الأخطاء التي عادة ما تكون حاضرة في الأعمال التراثية أو غيرها ممن تتناول حقبا زمنية بعينها كمسلسل «باب الريح».كل شخصية في المسلسل تمثل خطاً درامياً قائماً بذاته لتشكل مجموع الشخصيات معاً فسيفساء العمل، فباقتدار يبرز الفنان القدير سعد الفرج الذي يمثل رأس الأفعى في هذه القرية، من خلال أدائه لدور «شهاب - أبو عثمان» وهو عجوز هرم لكنه بخيل وجشع، يفيض الحقد من قلبه كفورة بركان هائج، إذ لا ينفك عن ابتزاز الفقراء والمستضعفين، أو تهديدهم بالطرد من البيوت التي استأجروها منه، كونه يمتلك أغلب المباني السكنية و«الدكاكين» في القرية، ومع ذلك فهو لا يعيش في بيته ومع زوجته، وإنما يقضي كل وقته في مزرعته.أما الفنان علي كاكولي، فيؤدي دور الشاب الساذج «عثمان» العاشق الذي يقع في حب المغنية والراقصة «مريمي»، وبسبب الحب فإنه يكابد العديد من المشكلات مع والده وبعض أهالي القرية، كما أن حظه العاثر يقف له بالمرصاد ويحول بينه وبين تحقيق أحلامه.في حين تجسد الفنانة زهرة عرفات دور «سميرة» أخت «شهاب» العزباء المسالمة والتي لا تتمتع بعجرفة أخيها، فهي تسعى إلى فعل الخير في بعض الأحيان من خلال عملها في رعاية الأطفال داخل المستشفى. ويقدم الفنان حمد العماني أحد أجمل الأدوار في المسلسل، إذ يجسد شخصية شاب انتهازي ومحتال دأب على استغلال ظروف الناس مثل خاله «شهاب»، حيث يعيش مع والدته التي تؤدي دورها الفنانة شفيقة يوسف إلى جانب خالته «سميرة».وعلى جهة أخرى، يؤدي الفنان إبراهيم الحساوي دور ساعي البريد، وهو رجل مثقف يحاول بشتى الطرق أن يقدم العون والمساعدة لابنته الكفيفة «سيناء»، ويتمنى لو كان بإمكانه أن يقتلع إحدى عينيه من أجل أن تبصر هي من جديد. من جهتها تؤدي الفنانة فاطمة عبدالرحيم دوراً جريئاً من خلال شخصية «مريمي»، وهي مغنية وراقصة سيئة السمعة في القرية، يخطط «شهاب» لقتلها لكي لا تتزوج بابنه «عثمان» الذي يعشقها بجنون. فيما يؤدي الفنان حمد أشكناني دور «غيث» وهو زوج «خديجة» في السر، حيث تركها وسافر في رحلة علاج مع والده، وعندما يعود إلى البلاد يعرف أن زوجته قد أنجبت منه طفلاً. وتؤدي الفنانة أميرة محمد دور «وداد»، وهي فتاة مغرورة من عائلة غنية تحب أن تكون في ألف قلب من دون أن يكون أحد في قلبها.من زاويتها، تلعب الفنانة أبرار سبت دور الفتاة القوية، التي تضطر إلى ركوب البحر والصيد على قاربها بعد وفاة أمها، لتؤكد لأهالي القرية أنها امرأة عن 100 رجل.
فنون - مشاهير
تعرضه شاشة «الراي»... وينفُض الغبار عن الدراما الكلاسيكية
«باب الريح»... هبّت نسائم الزمن الجميل!
06:44 ص