كتبت الشعر منذ الثامنة، واستمرت حتى امتلكت زمام القوافي واعتلت صهوة جواد الشعر وأصبحت فارسة في مضماره، وتمكنت من إطلاق سهمها الأول أمام محفل من الأدباء والشعراء وأهل الكلمة بقصيدة أبهرت الحضور وحازت إعجابهم، فتوجت بلقب شاعرة جامعة الكويت لعام 2014، إنها الشاعرة والروائية موضي رحال التي نلتقي بها في أول ظهور اعلامي لها مع «الراي» خلال هذا الحوار الذي نورد إليكم نصه:• من الشاعرة موضي علي رحال باختصار؟- روائية وشاعرة ومعلمة لغة عربية وطالبة في كلية الدراسات العليا «قسم آداب اللغة العربية».• متى بدأت كتابة الشعر؟- كانت البداية في سن الثامنة وكانت كتاباتي عبارة عن أبيات شعرية بسيطة وخواطر وقد ورثت الموهبة من والدي، الذي كان ولا يزال مبتعداً عن الإعلام، كما أني دعمت الموهبة بقراءات مكثفة في الكتب التاريخية والدينية والسياسية.• لماذا تذكرين اسمك الحقيقي «موضي رحال» ولا تستخدمين اسماً مستعاراً؟- عندما أضع اسماً مستعاراً على نص شعري يُفقد شيء كبير من مصداقيته، ولا أؤمن أن العادات والتقاليد لها دخل في هذا الشأن، فإذا كان النص يسيء لاسم ناشره، فيجب عدم نشره نهائيا سواء بالاسم الصحيح أو المستعار، وإذا كان النص لا يسيء لأحد فلماذا ينسلخ الشاعر من هويته واسمه؟ ويطرح قصيدة لا يعرف من قائلها!وأنا شخصيا لا أؤيد نشر النساء قصائدهن تحت أسماء مستعارة... فالأدب شجاعة قبل أن يكون ثقافة ومقدرة لغوية وموهبة، فمن لا تستطيع مواجهة المحيطين بها وفرض هويتها الأدبية. لا يجدر بها حضور متوشحٌ بالغياب.• لكن هناك الكثير من المشاهير يكتبون بأسماء مستعارة؟- يلجأ المشاهير إلى استخدام الأسماء المستعارة حتى يعرفوا ردة فعل الناس على نصوصهم من دون التأثر بأسمائهم الحقيقية ومعرفة رأيهم من دون مجاملة.• هل حصلت على جوائز وألقاب؟- لقد حصلت على لقب شاعر جامعة الكويت 2014، وعلى جائزة مسابقة رموز للشباب عن قصة «المسبحة» في عام 2013.كما حصلت على جائزة ليلى العثمان للإبداع الشبابي في دورتها الأخيرة.• ما أهم إصداراتك ؟- صدرت لي رواية «المغيسل» في 2014، ورواية «الإعدام أختا» والتي طبعتا في دار نو?ا بلس للنشر وقد نجحتا بشكل جيد وتلقيت اشادات عدة من أدباء عدة وعلى رأسهم الأستاذ إسماعيل فهد إسماعيل، كما حظيت الرواية بقراءة نقدية للدكتور سليمان الشطي نشرت في مجلة الكويت في عددي مارس وابريل الماضيين على جزأين بعنوان (مغيسل موضي رحال: رواية الحياة المؤجلة والموت الآتي) إضافة إلى حصولها- الرواية- على جائزة ليلى العثمان للإبداع الشبابي، كما كتب الأستاذ طالب الرفاعي مقالاً عن رواية «الإعدام أختا» في زاويته الأسبوعية بجريدة الحياة.• نتوقف قليلاً عند التكريم الذي أقيم الأسبوع الفائت في رابطة الأدباء بمناسبة حصولك على الجائزة... ما أثره على مسيرتك الأدبية؟التكريم منعطف مهم في حياتي الأدبية، وان كان يحمّل الكاتب مسؤولية استحقاق الجائزة من عدمها، لكنه يعطي دافعا للتقدم أكثر، والجوائز في مجملها ليست سوى إصبع يشير نحو أحدهم...(هنا شخص يقدم شيئا مختلفاً) تعزيز هذا الأمر أو تلاشيه هي مسؤولية الكاتب ولا تضمن له الجائزة البقاء في صدارة المشهد الأدبي مالم يثبت ذلك بأعماله.• ما تعليقك على قراءة الأستاذ طالب الرفاعي للمغيسل؟ والتي قال فيها ان موضي رحال تمتلك صوتاً روائياً مميزاً-هي مسؤولية بلا شك عندما تأتي الإشادة من أصحاب الاختصاص والأستاذ طالب قامة أدبية تشرفت بقراءته للمغيسل... وتقييمه لها.• هل تتحدثين عن المغيسل بشكل خاص كونها حاصلة على جائزة ليلى العثمان؟- لن أوجز القصة ولن أتحدث عن التفاصيل، لأن الرواية نفسها هي خير من تحدثك عنها، لكني أفصح عن هدفي من كتابتها. وهو أن تغير قناعة في نفس قارئها وهي التعامل مع الآخر، من خلال تجارب الحياة توصلت لحقيقة جارحة، التعامل مع الآخر بحسب مكانته. فالتعامل مع صاحب المستوى الأقل على الأغلب يكون مجحفا، بلا أقل كلمات التهذيب التي نستخدمها في حياتنا اليومية. في حين يكون هذا الشخص مثقلا بهموم فلا ينقصه كلمة جارحة أو معاملة مهينة.• رغم دخولك في مجالين أدبيين يتسمان بالجرأة.أنت ِمنقبة قد تكونين الوحيدة إذا استبعدنا الأسماء المستعارة، هل يؤثر ذلك في تلقي القارئ لأعمالك؟- بالنسبة للقارئ الواعي المتفتح، لن يؤثر فيه ذلك مطلقاً، طريقة اللباس هو أسلوب حياة. وهو حرية شخصية لا تتطلب تقديم الحجج والمبررات، والأديب يقدم فكراً فلا تعوقه الشكليات. ما زلنا نقرأ لشعراء خلدوا في ذاكرة التاريخ لم نشاهد ولم نعرف ملامحهم، ولم يمنع ذلك من التعرف على فكرهم وأدبهم.• هل تشاركين في الأمسيات الشعرية؟- لم يحدث أن شاركت في الأمسيات الشعرية، لعدم قناعتي بطريقة تنظيمها من جهة، ولتركيزي على موضوع الدراسة من جهة أخرى.• لماذا نجد الابداعات الشعرية في المجتمعات المغلقة؟- لضيق مساحة التعبير وإبداء الرأي، فيصبح الشعر هو المفتاح الوحيد للتعبير والوسيلة المتوافرة لابداء الرأي والافصاح عن المشاعر.• هل لديك أسماء تتابعينها؟- أنا أتابع القصيدة الجميلة أياً كان قائلها وأتحيز للمعاني والكلمات الجميلة أياً كان كاتبها، سواء كان بالفصحى أو العامية فالشعر والمشاعر ليس لهما هوية.• إلى أي أنواع الشعر تميلين؟- أميل إلى شعر «الحكمة» ولا أستسيغ الشعر الذاتي، فالشعر رسالة وعلى الإنسان الممتلك موهبة الشعر أن يوظفها للحكمة وإبداء الآراء وفي تعميق مبادئه ولاتوجهه هذه الموهبة لابراز الذات حتى يقول عنه الناس انه «شاعر».• هل عرفك الجمهور عن طريق كتاباتك بالفصحى أم العامية ؟- عرفني الجمهور من قصائدي الفصحى لأني ألقيتها في أكثر من مناسبة وفي الجامعة في ملتقى الرواية الخليجية أما أعمالي بالعامية فقد اكتفيت بكتابتها من دون نشرها.• ما أول قصيدة نشرت لموضي رحال؟- لقد نشرت أول قصيدة تحت عنوان «الظلم يفتك بالغضب» في مجلة آفاق الجامعية في 2013 وقد كانت بدايتها:ماني بمن قال الشعر... يدور لشعره بديلشعري لسان لأمتي ما هو لسان للكبارلا قلت شيء اكتبه إحساسي لحرفى يشيليهمني صاحب فكر ما همني صاحب قرارولقد هوجمت كثيراً بسبب هذه القصيدة لأني كتبتها في 2012 ومع فورة الربيع العربي الذي تحمس له الكثير، وأنا ضد الفوضى العارمة التي تسبب بها هذا اللهيب وما زالت آثاره تحرق الدول العربية و تتخذ شعوبها ضحايا له.• كيف تنظرين لمستوى الطلبة في اللغة العربية وأنتِ معلمة لغة عربية ؟- للأسف اللغة العربية مظلومة في مدارسنا فمن جانب أن هناك خوفاً من دراستها بحجة أنها صعبة وبها قواعد لا تفهم، ولكن الحقيقة أن معلمي اللغة العربية والمناهج الموجودة سبب رئيسي لتخوف الطلبة من دراسة اللغة العربية، بالإضافة إلى عدم تمكن المعلمين من تدريسها بالرغم أنها لغة القرآن الكريم، ودراستها ممتعة جداً وقواعد الإعراب ثابتة وسهلة، بل الطامة الكبرى أن من يضع المنهج لديه قناعة أن القواعد صعبة وبالتالي تجد المعلم لا يجيد التدريس بشكل جيد ولا يستطيع ايصال المعلومة وافهامها للطلبة.• هل كتبت قصائد الرثاء؟- كتبت قصيدة رثاء واحدة و وكانت في رثاء المرحوم الدكتورخالد الميعان عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت وألقيتها في يوم اللغة العربية تكريما له وبالصدفة كانت المرة الاولى التي أقف فيها في مواجهة الجمهور في الجامعة.• ومتى ألقيت القصيدة الثانية؟- كانت في يوم تخرجي في جامعة الكويت في 2014 وتوجت بعدها بلقب «شاعر جامعة الكويت» وكانت باللغة الفصحى وكانت بعنوان (الربيع العربي).• والثالثة؟- كانت في مؤتمر تابع لكلية الآداب في جامعة الكويت في نوفمبر الماضي وكانت القصيدة بعنوان «سعاد».• وهل ألقيت قصيدة خارج حرم الجامعة؟- كانت الدعوة الأولى لي لالقاء قصيدة خارج الحرم الجامعي في فعالية «يوم المرأة الكويتية» حيث ألقيت عدة قصائد منها قصيدتان كتبتا خصيصا للمناسبة الأولى بعنوان «شهرزاد» وتتكلم عن المرأة الكويتية والثانية كانت قصيدة «سيرة العظماء» وتحدثت بها عن مسيرة 10حكام للكويت.• ما الحكمة التي تؤمنين بها؟- ألا يتصرف الإنسان كما يريد الخلق ولا ينتقد شيئا لم يجربه وأن يخدم المبدأ ولا يستخدمه.• باقة ورد لمن تهديها؟- إذا كان هناك شخص يستحق أن أهديه باقة ورد فهو زوجي الداعم الحقيقي لمسيرتي التعليمية والأدبية وأقول له: «وجودك في حياتي هو النجاح الأكبر».
محليات - ثقافة
حوار / حصلت على جائزة ليلى العثمان للإبداع الشبابي
موضي رحال لـ «الراي»: الأدب... شجاعة قبل أن يكون لغة وموهبة
01:55 ص