يوم حزين خيم بغيوم الأسى على قلوب اهل هذه الديرة التي لم يترك قلبها هادئاً لان فلول الطغيان وأنفس الحقد الدفين تتربص بأهلها لتبث بين ربوعها الضغينة والحسد والبغضاء ونشر الفتنة.في مثل هذا اليوم من العام الماضي التاسع من رمضان والمسلمون في يوم الجمعة يكبرون ويسجدون خاشعين لله، فإذا براثن الحقد تمتد لتصل الى ربوع مسجد الإمام الصادق عليه السلام، لتفجره وتسيل الدماء البريئة من الجباه الساجدة وتنضح من خلال القلوب المفعمة بالخير التي لا تعرف للحقد سبيلا، وتتطاير الأيدي وهي مرفوعة إلى الباري جل شأنه بالابتهال بان يدمر كل حاقد وناشر للفتنة والذي يضمر السوء لامة الاسلام والمسلمين وتتطاير الاشلاء الطاهرة في بيت من بيوت الله.أي مسلم يصنع هذا الصنيع؟وان حرمة المسلم عند الله هي أشرف من حرمة الكعبة.أنين لمصابين في هذا اليوم لم يقترفوا ذنباً إنما جدوا الخطى ليصلوا ويبتهلوا في رحاب مسجد الامام الصادق عليه السلام فنالتهم يد الحاقدين.ما أقسى قلوبهم وما أشنع فعائلهم؟كم من أم أثكلوها وأب روعوه وابن حالوا بينه وبين أبيه وجده وأمه وأخته?تباً لهم لا يعرفون من الاسلام شيئاً لان المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه... وأيديهم قد لطخت بالدم والسنتهم لم تزل تنشر الكذب والبهتان والجور.في هذا اليوم، تجلت وحدة الوطن وتماسك الجميع، وانطلق النطق السامي «هذول عيالي»، ليؤكد حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه، ان الكويت هي اسرة واحدة وابناؤها جسد واحد ولا مكان لمتطرف او حاقد يريد النيل من ابناء هذا النسيج موطئ قدم على ارض هذه الديرة الواحدة والمتحدة باذن الله.عزيزي القارئلا يسعنا في هذا اليوم الحزين الا ان نبتهل لشهدائنا الذين هم احياء عند ربهم يرزقون وهم اكرم منا جميعاً بالمغفرة والرضوان وان يصبر اهليهم وذويهم وابناء هذا الوطن جميعاً على ذلك المصاب الجلل الذي ستظل آثاره في القلوب حسرة وفي الاذهان فكرة وللاسماع وحدة وللاجيال عبرة...وصدق العم الاديب علي يوسف المتروك، حين قال:سيبقون ذكرى في القلوب مضيئةلتفتح منا أعيناً أدمنت نعسافبالأمس نال الغدر منا أحبةعلى يد مأفون لهم جاء مندسايدٌ اوغلت بالإثم في يوم جمعةبشهر له الرحمن شرفه قدساتناثرت الاجساد تشكو لربهاوساد ذهول لا امر ولا أقسهنيئاً لمن نال الشهادة منهمهناك فلا حزناً يلاقي ولا بؤساويا قائداً يسمو بفيض حنانهِويا أدمعاً جس القلوب بها جساهرعت الى حيث المصاب مشمراًلترسم نهجاً خالداً يرفع الرأسافيا والداً للدار أرخى جناحهُفأنت لها ذخرٌ وأنت لها مرسى