بداية الألف ميل تبدأ بخطوة، تلك الخطوة مثلتها عملية إزالة الجواخير التي تمهد لحل الأزمة الإسكانية عمليا، حيث شرعت بلدية محافظة الجهراء في إزالة غبار السنين عن أولى مشاكل الشباب الكويتي، ودكت مئات الجواخير تمهيدا لإجراءات بناء مدينة المطلاع السكنية التي تستوعب 30 ألف وحدة.ورغم كلفة قرار الإزالة العالية على أصحاب الجواخير الذين واجهوا صعوبات كبيرة في عملية النقل إلى ما بعد كيلو 27 على طريق العبدلي وطلبوا مهلة، إلا أن بلدية الجهراء التي تلقت طلبا من مؤسسة الإسكان لتنظيف المنطقة للشروع في عملية البناء، لم تنتظر طويلا ولبت النداء وأزالت الجواخير بداية من اول طريق المطلاع حتى الكيلو 27 والكيلو 12 داخل البر.«الراي» زارت منطقة بر المطلاع ورصدت بالصور أطلال الجواخير وبقايا آثار الراحلين عنها فالتقت أحد العاملين في بلدية الجهراء (فضل عدم ذكر اسمه) حيث بين أن «مدير عام البلدية أعطى تعليمات مباشره لتنفيذ الإزالة بلا تردد أو تأخير، فتم توزيع إنذارات على أصحاب الجواخير الذين تجاوب أغلبهم مع القرار وأزالوا جواخيرهم في حين علق قلة منهم آمالهم على تأجيل القرار وهو ما لم يحدث حيث نفذت لجنة الإزالة المطلوب منها وأزالت جميع الجواخير».وأشار إلى أن «بعض الجواخير كانت عبارة عن مخازن ومستودعات وأخرى لسهرات ماجنة وأخرى حظائر الأغنام وبيوت للحمام والدجاج ولم يتم استثناء أحد»، مؤكدا أن «عملية الإزالة ستشمل الأراضي السكنية لمدينة المطلاع وسيستمر العمل حتى بعد شهر رمضان لتنظيف المنطقة».على صعيد آخر، عصف قرار الإزالة بأصحاب الجواخير الذين واجهوا صعوبات في اختيار مواقع بديلة ونقل حلالهم إليها حيث تعرضوا - حسب ما نقلوا إلى «الراي»- «لاستغلال من قبل أصحاب سيارات النقل الذين رفعوا الأسعار حيث بلغت قيمة الدرب الواحد 30 دينارا غير أجور العمالة»، مشيرين إلى أن هم تمنوا «مهلة للبحث عن موقع بديل لكن يد البلدية طالت الجواخير قبل ترتيب الأمور، وأزالت الحظائر بعد أن تأكدت من خلوها من البشر».وأكد أصحاب الجواخير أن بعضهم اختار نقل مكانه لما بعد الكيلو 27 ما تسبب في ضغط على المواقع وازدحام «لأن الغالبية تبحث عن مكان قريب من منطقة الجهراء لسهولة الوصول إليها والتردد عليها بشكل يومي».