لأن «النبض» يضخ عنفوان الحياة في البدن والنفس، ...ولأنه هو سر سريان «العافية» التي تتجلى في تمتعهما بالصحة السليمة، ...فإن «الراي» تضع بين أيديكم هذه المختارات المتنوعة تحت العنوان التالي:من أقصى شرق العالم إلى أقصى غربه – وبلا أي ترتيب مسبق - ما زالت نتائج دراسات بحثية جديدة تتواتر لتكشف عن مزيد من فوائد ومنافع الصيام للبدن.فمن الولايات المتحدة ظهر أخيراً «هلال» دراسة أكدت أن للصيام تأثيرا إيجابيا في مكافحة تأثيرات وأعراض مرض التصلب العصبي (اللويحي) المتعدد (Multipe Sclerosis). ومن الصين، أشرقت «شمس» بحث علمي أسفرت نتائجه عن أن الصيام يدفع الجسم إلى تحويل دهونه السطحية الضارة إلى دهون عميقة نافعة يمكنه أن يستهلكها لتوليد طاقة ذاتية.الدراسة الأميركية أجريت على بشر وفئران تجارب في مختبرات جامعة «ساذرن كاليفورنيا» وأثبتت علمياً أن تأثيرات الصيام تنطوي على فوائد صحية لمرضى التصلب العصبي المتعدد، موضحة أن السر الكامن في تلك التأثيرات يتمثل في أن الصيام يؤدي إلى زيادة مستويات إفراز الجسم من هورمون الكورتيكوستيرون المنشّط، وهو الهورمون الذي يبدأ في مهاجمة وقتل خلايا المناعة الذاتية التالفة مفسحاً الطريق أمام تخليق خلايا شابة جديدة بديلة، وهو الأمر الذي يسهم في تقليص اعراض مرض التصلب العصبي المتعدد الذي يصيب الدماغ والنخاع.وأشار البروفيسور لونغو إلى أنه إلى جانب زيادة إفرازات هورمون الكورتيكوستيرون، لاحظ الباحثون أن الصيام أدى إلى إحداث تحسينات في الخلايا التائية (T cells) البيضاء التي تلعب دوراً مهماً في المناعة علاوة على دورها في مكافحة افرازات سيتوكينية معينة تسبب الالتهابات.وقال البروفيسور فالتير لونغو، الذي تولى قيادة الدراسة، إن فريق الباحثين استهدف منذ البداية استكشاف ما إذا كان يمكن للصيام أن يؤدي إلى قتل الخلايا المناعية التالفة وتوليد خلايا سليمة، إذ إن نتائج دراسات شبيهة سابقة كانت قد أوضحت أن الخلايا السليمة تبقى محمية بينما تصاب الخلايا التالفة بالضعف عندما يترافق الصيام مع إعطاء علاجات عقاقيرية مضادة للسرطان.وبشكل عام، أسفرت نتائج الدراسة عن تحقيق شفاء كامل لما نسبته 20 في المئة من إجمالي أفراد عينة البحث، كما أن بقية افراد العينة حققوا نسباً متفاوتة من تقليص أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.وبالانتقال إلى أقصى مشرق الكرة الأرضية، كشفت نتائج دراسة جديدة أجريت في كلية علوم الحياة التابعة لجامعة نانجينغ الصينية عن أن الصيام يحفز عملية بيولوجية دقيقة في الجسم يتم بموجبها تحويل الدهون السطحية المتراكمة أسفل الجلد إلى دهون عميقة يستطيع الجسم أن يحرقها ليستخدمها كمصدر للطاقة.وفي سياق الدراسة التي نشرت أخيرا في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية، شرح قائدها الدكتور تشين-يو جانغ أنه هو وأعضاء فريقه اكتشفوا أن الصيام لساعات طويلة يؤدي إلى تحفيز حمض نووي ريبوزي مصغَّر يحمل الاسم الكودي miRNA-149-3p، وهو الحمض الذي لاحظوا أنه يحث الجسم على تحويل الدهون السطحية الضارة المتجمعة أسفل الجلد إلى دهون عميقة يمكنه إحراقها واستهلاكها بشكل أسهل.وأوضح الدكتور جانغ أن تحريات فريق الباحثين المختبرية المكثفة أسفرت عن أن تلك العملية التحويلية تحصل بفضل قدرة الحمض النووي الريبوزي المشار اليه آنفاً على كبح إفرازات بروتين معين مسبب للسمنة، وهو البروتين الذي يعرف اصطلاحيا باسم PRDM16.