انتشر قبل أيام، عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع لأحد المسلسلات الخليجية، كان حواره متدنياً جدا، وفيه خدش للحياء، وإساءة للمجتمع بأسره، فضلا عن أنه ليس من عاداتنا وتقاليدنا... ولكن... من باب العدل والإنصاف أقول، لم ينشر من حلقات المسلسل الا هذه الجزئية الخادشة، حيث اننا لم نشاهد الحوار الذي قيل قبله او الذي قيل بعده، ومع ذلك فإن هذه الجزئية صارت حديث العديد من الناس نظرا لثقلها على المجتمع.هذه الجزئية تحديدا، ذكرتني بحوار قديم مع مجموعة من اصدقائي العرب في احدى الدول العربية، حيث كنا نتبادل أطراف الحديث بشأن الافلام والمسلسلات الخليجية خاصة والعربية بشكل عام، وكيف أنها أساءت للمجتمعات العربية بأسرها، وذلك من خلال الحوار واللقطات التمثيلية التي يكتنفها قلة الحياء والادب «طبعا اتحدث عن الغالبية والا فإن هناك ما هو جيد للمتلقي وهادف في الوقت ذاته»، فنرى من خلالها تشويها لصورة المجتمع من جميع الجوانب.وقد تحدث احدهم موجها حديثه لي، بحديث ممزوج ببسمة يحيطها الكثير من علامات التعجب والاستغراب من قبلي، حيث قال: أنتم في الخليج من أكثر المجتمعات تدينا بحكم وجود مكة والمدينة وكذلك من اشد المجتمعات حفاظا على العادات والتقاليد...؟ طبعا... سؤاله ليس في محله لان لغة التعميم مرفوضة، فالفرد جزء من الجماعة، ولا يمثل الجماعة ان أساء الادب.فقلت: اولاً نحن ولله الحمد مجتمع محافظ وما تراه في المسلسلات لا يجسد مجتمعنا، بدليل ردود الافعال الغاضبة التي تصدر من غالبية المجتمع على تلك المشاهد فهذا من جهة، اما من جهة اخرى فإن غالبية الممثلين والممثلات ليسوا من الخليج، وبالنهاية هم يمثلون انفسهم ولا يمثلون المجتمع، ولو كان الامر في يد المجتمع لرفضوا عرض تلك المسلسلات الهابطةلكن ذلك لا يلغي دور بعض المسلسلات الهادفة التي فيها من التوعية والنصح والارشاد الشيء الكثير، ومع ذلك نؤكد أننا لا نقبل، لا من قريب ولا من بعيد تلك المشاهد الخادشة، لانها تسيء لمجتمعنا عند المجتمعات الاخرى التي تبعد الاف الاميال عنا، ولذلك اقول لصاحبي وللذين كانوا معنا وللمجتمعات بأسرها، اننا لسنا كما تعتقدون.* ممثل الاتحاد الدولي للصحافة العربية في الكويت
محليات - ثقافة
على وضح النقا / لسنا كما تعتقدون...!
01:00 م