«الصندوق الأسود»!كلمتان تثيران الفضول والفزع في وقت معاً!الفضول إلى اكتشاف مجهولٍ مفعمٍ بالغرابة والتوتر يقبع هناك، في جوف طائرة منكوبة، أو سفينة غارقة، والفزع الذي يصاحب التنقيب عن أسرارٍ غامضة ومعتمة تقف وراء المشهد، وتتوارى في الجانب المظلم من الصورة!الإنسان أيضاً يملك «صندوقاً أسود»، يرافقه طوال الوقت، يسجل عليه حركاته وسكناته، ويحتفظ بآلامه وآماله، ويختزن ما يحب وما يكره، ويخبئ أفراحه وإحباطاته، والأهم من كل ذلك أنه يفيض بملايين الأسرار التي قد يحرص الإنسان أن يخفيها عن الآخرين، حتى الأصدقاء والأحبة!«الراي»، التي تدرك جيداً أن أغلب البشر يرفضون فتح «صناديقهم السوداء»، مهما كانت المغريات، قررت المغامرة - في هذه الزاوية - بأن تفتش في أعماق كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وتطل على الجانب الأكثر غموضاً في حياتهم، والذي يمثل لهم «مجهولاً» طالما هربوا منه... لكن «الراي» تجبرهم الآن على مواجهته!• في البداية، كيف كانت طفولتك؟- قضيتُ طفولة جميلة، ما زلت أذكر الكثير من ملامحها... بيتنا القديم واللعب في «الحوش والسكة»، بصحبة أصدقاء الطفولة من الجيران، ولعل أجمل ذكرياتي كانت مع أسرتي ووالديّ، فهي لحظات سعيدة للغاية، لا يمكن أن يمحوها النسيان.• ما الألعاب التي كنتِ تفضلينها على سواها خلال تلك الفترة؟- دُمى «باربي» أخذت حيزاً كبيراً من اهتماماتي أنا وأخواتي، حيث زوجنا كل دمية منهن بـ ken، واشترينا لكل منهن بيتاً وسيارات، وكذلك وضعنا لهن خادمات من العرائس الرخيصة آنذاك.• في رأيك، هل الجيل الحالي أوفر حظاً لكونه يحظى بالألعاب الإلكترونية الحديثة، على عكس الألعاب القديمة كألعاب الدمى أو الغميضة أو حي الميد وغيرها؟- نحن الأوفر حظاً على الإطلاق، فجيلنا عاصر ألعاباً كثيرة على غرار «الحيلة» و«الغميضة»، وألعاب أخرى مثل فك رموز الألغاز، إلى جانب الأحرف الهجائية والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، فضلاً عن ألعاب الموبايل الحديثة، بمعنى أننا استمتعنا بالقديم وجربنا الجديد، ولا عزاء للجيل الحاضر، فقد فاته الكثير من المرح.• ما الرسوم المتحركة التي كنتِ تحرصين على متابعتها وقتذاك وبشغف كبير؟- من الصعب جداً أن أحدد أعمالاً بعينها، فأنا أحببتُ الكثير من الرسوم الكارتونية، ومنها «بسمة وعبدو»، «قصص الشعوب»، «كاليميرو»، «كعبول»، «رنا»، «عدنان ولينا»، «رحلة عنابة»، «تاو تاو» و«سالي»، وخلال تلك الفترة تابعتُ وأحببت أغلب المسلسلات حتى التي يفضلها الأولاد مثل «أبطال الملاعب» و«نينجا» و«كابتن ماجد».• أيهما الأقرب إليك من الآخر والدتك أم والدك؟- كلاهما (رحمهما الله)، كانا قريبين مني على حد سواء.• هل عشتِ طفولة مدللة، أم قاسية؟- أنا أول مولودة، لذلك دللني والداي كثيراً، وظل الاهتمام بي متواصلاً بشدة، حتى رُزقت والدتي مولودها الثاني، وحينذاك تراجعت أسهمي قليلاً (تضحك).• كم لديك من الأشقاء، ومن يشبهك منهم في الملامح أو الطباع والصفات؟- نحن ثلاث بنات وولد واحد، تشبهني أختي الصغيرة في الملامح، لكنها نحيفة، أما من ناحية الطباع فنحن جميعنا متشابهون، تجمع بيننا الطيبة والأخلاق الجيدة، وهذا ليس مدحاً لأنفسنا أو افتخاراً، بل هي نعمة من الخالق سبحانه. وبالمناسبة، هم أصدقائي أيضاً إلى جانب أنهم إخوتي.• ماذا عن طباعك داخل المنزل وخارجه؟- أنا هادئة ومنشغلة مع نفسي، ومثلما أحب أن يحترم الناس خصوصيتي، كذلك أحترم الحرية الشخصية والاستقلالية للآخرين، وغالباً ما أشجع أهلي عليها، ويسعدني أنهم يستشيرونني كثيراً، لأنني لا أقرر عنهم ولا أجبرهم على فعل شيء ما، بل أبدي وجهة نظري فقط وأترك لهم الحرية المطلقة في الاختيار.•هل كنتِ تلميذة هادئة ومتفوقة في الدراسة، أم كسولة ومشاكسة؟- لا أكذب عليك، في مراحل الابتدائية والمتوسطة كنتُ هادئة للغاية، وكانت علاماتي جيدة جداً، لكن الأحوال تبدلت بعد ذلك، فالتحقت بمعهد الدراسات الموسيقية الثانوية، وأصبحت الأولى على دفعة البنات والشباب.• هل تتذكرين زملاء الدراسة؟- بالطبع ما زلت أذكر زميلاتي، وأتذكر جيداً «خربشات» الشقاوة على دفاتر المدرسة... فهذه الأيام لا تُنسى، كما أشتاق إلى الكثيرات منهنّ، خصوصاً زميلات دراسة المعهد، حيث ربطتني بهنّ علاقات وطيدة وذكريات رائعة.• ألم تُكملي دراستك الثانوية والجامعية؟- يؤسفني أنني بالرغم من تفوقي في المعهد الموسيقى، لم أستكمل دراستي هناك، بل تحولتُ لدراسة الكمبيوتر والسكرتارية في معهد آخر.• إذاً، ما الشهادات الدراسية والمؤهلات العلمية التي في حوزتك؟- لديّ شهادتا كمبيوتر ودبلوم سكرتارية.• حسناً، لنبتعد قليلاً عن أجواء الدراسة، ولنتحدث عن أحلام الطفولة، ما تحقق منها وما لم يتحقق؟- طالما راودني الحلم بأن أغني، والحمد لله فقد تحقق حلمي، ولا تزال لديّ الكثير من الأحلام للمستقبل، لكنني لن أكشف عنها، إلى أن تروها واقعاً ملموساً بإذن الله.• لو عاد بك الزمن إلى الوراء وأنت في نضجك الحالي، فهل كنتِ ستحترفين الفن والغناء؟- بكل تأكيد.• هل تغيرت ملامح الفنانة رهف بعدما كبرت؟- ربما قليلاً، وربما بقيت كما أنا لم أتغير.• متى بدأتِ في تأدية فريضة الصوم؟- عندما كنتُ طفلةً في الصف الثاني متوسط.• هل تتذكرين المرة الأولى التي تناولت فيها الطعام سهواً وأنتِ صائمة؟- نعم، وكان ذلك بُعيد آذان الفجر، حيث شربتُ الماء بسرعة ولم أكن على دراية بذلك.• إلى أي مدى تتأثرين بمشاهدة الأطفال المحرومين والمشردين؟- بصراحة، لا أود أن أُفهم بشكل خاطئ، لكن الحياة ودائرتها سخيفة في نظري، وأكره أن أرى قساوتها على الأبرياء... أكتفي بهذه الإجابة.• ما نصيحتك لكل الأطفال؟- أقول لهم: قبل أن تقدموا على فعل أي شيء، ضعوا الكويت أولاً نُصب أعينكم، فالدراسة والشهادة والطموح والنجاح هي أجمل الهدايا التي من الممكن أن يقدمها المرء للوطن ولأسرته، بصرف النظر عن المجال الذي اخترتموه، سواء كان فناً أو رياضة أو طباً أو هندسة أو حرفة من الحرف، وأتمنى أن يستغل الجيل المقبل تطور العصر والفرص الكثيرة، لتطوير المجتمع في كل المجالات.
فنون - مشاهير
الصندوق الاسود / «أنا وإخوتي تجمع بيننا الطيبة والأخلاق العالية»
رهف لـ «الراي»: نحن أوفر حظاً من الجيل الحالي!
06:44 ص