تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد.إن الانسان قد فطر على الخوف من الموت وتخيله شبحاً هائلاً مروعا ويشعر في اعماق نفسه بكرهه ويلتمس النجاة منه الى الابد لو استطاع الى ذلك سبيلا، ولقد صور القرآن الكريم الموت بصورة عجيبة بحيث انه بين للانسان ان الموت لابد منه حيث ان كل ما يخافه الانسان فانه يفر منه وبقدر سرعة فراره فإنه ينجو منه الا الموت مهما حاول الفرار منه فإنه ملاقيه لانه يفر منه اليه فهو دائماً امامه لا مفر منه ولا مهرب قال الله تعالى: «قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» سورة الجمعة (8)وهذه الآية فيها تهديد ووعيد ومبالغة في الدلالة على انه لا ينفع الفرار من الموت فهو واقع لا محالة.ان الطبيعي والمنطقي ان تكون البداية في سلسلة حلقات الايام الأخيرة في حياتهم مع الرجل الذي صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصادقه... ورافقه في حياته وهجرته... وانفق عليه امواله حباً فيه... الرجل الذي احب الله ورسوله فاحبه الله ورضي عنه وشاء الله تعالى ان يكون الخليفة الاول بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انه ابوبكر الصديق (رضي الله عنه) هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو القرشي التيمي ،ولد بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسنتين واشهر ونشأ بمكة وكان من رؤساء قريش واهل مشورتهم في الجاهلية، ومن المشهور عنه (رضي الله عنه) انه ترك الخمر في الجاهلية، ولما سئل هل شربت الخمر في الجاهلية؟ قال: اعوذ بالله فقيل ولم؟ قال: كنت أصون واحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضياعاً في عرضه ومروءته.أخرج ابن سعد عن عائشة ان رجلاً قال لها: صفي لنا أبا بكر فقالت: كان ابيض نحيفاً خفيف العارضين، اجنأ اي في ظهره انحاء - لايستمسك ازاره، يسترخي عن حقويه - اي خاصرتيه - معروق الوجه - اي قليل لحم الوجه - غائر العينين - ناتئ الجبهة اي مرتفعها - عاري الاشجاع - اي أصول الأصابع - وكان (رضي الله عنه) ابيض الشعر يخضب بالحناء والكتم.هو أول من اسلم من الرجال، واول من صلى مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان ابو بكر صديقا للرسول في الجاهلية. روى البيهقي عن ابي ميسرة ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان اذا خرج سمع من يناديه يا محمد فإذا سمع الصوت ولى هارباً فأسر ذلك الى ابي بكر وكان صديقاً له في الجاهلية.روى ابن عساكر في سبب اسلامه قال: قال ابوبكر الصديق: كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمر بن نفيل قاعداً، فمر به امية بن ابي الصلت فقال: كيف اصبحت يا باغي الخير؟ قال بخير قال: وهل وجدت؟ قال: لا، فقال:كل دين يوم القيامة إلاما قضى الله في الحقيقة بوراما ان هذا النبي الذي ينتظر منا اومنكم؟ قال ابو بكر: ولم اكن سمعت قبل ذلك بنبي ينتظر ويبعث، قال فخرجت إلى ورقة بن نوفل وكان كثير النظر في السماء، كثير همهمة الصدر فاستوقفته وثم قصصت عليه الحديث فقال: نعم يا ابن اخي إنا أهل الكتب والعلوم، الا ان النبي الذي ينتظر من اوسط العرب نسباً ولي علم بالنسب - وقومك اوسط العرب نسباً.قلت يا عم، وما يقول النبي؟ قال: يقول ما قيل له، الا انه لايظلم ولا يُظلم ولا يظالم، فلما بُعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنت به وصدقته.(يتبع غداً إن شاء الله)
متفرقات - إسلاميات
الأيام الأخيرة في حياتهم / أبو بكر الصديق «رضي الله عنه» (1 من 3)
سيد عبدالله الرفاعي
11:56 ص