استمرّت ارتدادات المواقف «المتفجّرة» التي أعلنها وزير الداخلية نهاد المشنوق والانتقادات التي وجهها للنهج السياسي الذي اعتمدته المملكة العربية السعودية في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في ما خص الملف اللبناني، في معرض تبريره التراجع الذي أصاب تيار «المستقبل» امام جمهوره والذي تُرجم بخسارة اللائحة التي دعمها من ضمن تحالفٍ «سباعي» في انتخابات طرابلس البلدية امام وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي.وترصد القوى اللبنانية على اختلافها ما يمكن ان يقوم به رئيس الحكومة السابق سعد الحريري او ما يمكن ان يصدر عنه من مواقف في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة بعد عاصفة المقابلة التلفزيونية لوزير الداخلية، اذ انه لا يمكن بناء معطيات واضحة حول موقف الحريري قبل ان تصدر كلمته العلنية الواضحة في شأن ما قام به المشنوق، الأمر الذي جعل صمت زعيم «المستقبل» في الأيام الأخيرة يتخذ بُعداً كبيراً لكونه أوحى بانطباعاتٍ شديدة التناقض في انتظار خروجه عن صمته ولا سيما بعدما ردّت السفارة السعودية في بيروت على وزير الداخلية. علماً ان دوائر سياسية تعاطت مع اعلان النائب عمار حوري (من كتلة الحريري) ان كلام المشنوق «لا يعبّر عن رأي (تيار المستقبل) بل هو تحليل شخصي» على انه لا يمكن ان يكون بعيداً عن الحريري الذي وجد نفسه فجأة بين أزمتيْ ريفي بأبعادها الداخلية والمشنوق بأبعادها السعودية.وكان لافتاً انه في غمرة الإرباك التي تَسببت به مواقف المشنوق، تَحوُّل هذا التطوّر مادة دسمة في الصالونات السياسية كما في وسائل الإعلام التي تستمرّ في «التنقيب» عن مغازي السابقة التي أقدم عليها وزير الداخلية، وصولاً الى نسْب مواقف بسقف أعلى الى المشنوق، كما فعل تلفزيون «الجديد» في مقدمة نشرته الإخبارية المسائية مساء السبت، قبل ان يسارع وزير الداخلية الى إصدار بيان عبر مكتبه الإعلامي نفى فيه أن يكون أدلى بحديث لقناة «الجديد» كما نفى المعلومات التي نسبتها له القناة في مقدّمة أخبارها.وكانت «الجديد» نقلت عن المشنوق انه لم يقل كل الكلام بعد، «فمن حق الناس أن تعرف فأنا ملّيت وقرفت، لدي الكثير وإذا اضطرني الأمر سأتحدث ولنبدأ مرحلةً جديدة»وعن رأي السعودية في ما أدلى به وما سيكون لاحقاً، نُسب الى المشنوق: «لم أعدّ مهتماً وإذا حدا عم بيقدملي شي ياخدو».وإذ كشف وزير الداخلية أن الحريري اتصل به في أعقاب الحلقة التلفزيونية، أكد أن الأخير أبدى عتباً على طرح موضوع ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، واعتبر طرحَ هذا الملف على هذا الشكل هو خسارة، فرد المشنوق: «لن نخسر شيئاً من قضية خاسرة أساساً إذ ان فرنجية لن يصبح رئيساً وعون ما حدا بدو ياه، فلماذا نتكاذب على بعضنا».