«الصندوق الأسود»!كلمتان تثيران الفضول والفزع في وقت معاً!الفضول إلى اكتشاف مجهولٍ مفعمٍ بالغرابة والتوتر يقبع هناك، في جوف طائرة منكوبة، أو سفينة غارقة، والفزع الذي يصاحب التنقيب عن أسرارٍ غامضة ومعتمة تقف وراء المشهد، وتتوارى في الجانب المظلم من الصورة!الإنسان أيضاً يملك «صندوقاً أسود»، يرافقه طوال الوقت، يسجل عليه حركاته وسكناته، ويحتفظ بآلامه وآماله، ويختزن ما يحب وما يكره، ويخبئ أفراحه وإحباطاته، والأهم من كل ذلك أنه يفيض بملايين الأسرار التي قد يحرص الإنسان أن يخفيها عن الآخرين، حتى الأصدقاء والأحبة!«الراي»، التي تدرك جيداً أن معظم البشر يرفضون فتح «صناديقهم السوداء»، مهما كانت المغريات، قررت المغامرة - في هذه الزاوية - بأن تفتش في أعماق كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وتطل على الجانب الأكثر غموضاً في حياتهم، والذي يمثل لهم «مجهولاً» طالما هربوا منه... لكن «الراي» تجبرهم الآن على مواجهته!• في البداية، نود التعرف على طبيعة روتينك اليومي في شهر رمضان المبارك؟- يبدأ نشاطي بعد فترة الظهيرة، لا سيما أنني لا أحبذ العمل في الصباح الباكر وأنا صائمة، فالنهار طويل جداً كما أن درجة الحرارة مرتفعة للغاية هذه الأيام، لذا فإنني أفضل دخول المطبخ قبل أن ينطلق مدفع الإفطار بوقت قصير لإعداد الطعام، فيما أحاول خلال المساء المواظبة بشكل يومي على أداء صلاة التراويح في المسجد، قبل أن أعود إلى البيت لمتابعة بقية الواجبات والالتزامات.• وماذا عن تبادل الزيارات مع الأقرباء والأصدقاء؟- أنا مقلة في تواصلي مع الناس في شهر رمضان، إذ لديّ مبدأ وقناعة ذاتية بأن رمضان هو شهر الطاعة والعبادة وليس شهر الزيارات أو الأكل و«العزايم»، لذلك تجدني جالسة في البيت طيلة أيام الشهر الفضيل، ومتابعة العمل الذي أشارك في بطولته، أو الذهاب إلى المسرح لإجراء البروفات في حال شاركت في عمل مسرحي ما.• هل تحرصين على إعداد الطعام بنفسك؟- بالطبع، فأنا أقوم بتحضير الطعام بنفسي ولا أعتمد على الخدم في ذلك على الإطلاق.• لا يخفى أنه لديك مشاركات تطوعية كثيرة في العديد من الأعمال الإنسانية، ولكن ما الذي فعلته أخيراً لكي تقدمي اعتذاراً لذوي الاحتياجات الخاصة؟- لم أقم بأي فعل ينتقص من قيمة أحد، سواء من ذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم، لكن وقع سوء فهم كبير أثار لغطاً بسبب أحد المشاهد في مسلسل «طريق المعلمات»، عندما طلب مني والدي في المسلسل - ويؤدي دوره الفنان إبراهيم الحساوي - أن أتزوج من رجل عاطل عن العمل، الأمر الذي رفضته رفضاً قاطعاً وقلت إنني لست مجنونة أو معاقة لكي أقبل بهذا الزواج، وهي جملة اعتبرتها عفوية للغاية، لكن اعتبرها البعض من ذوي الاحتياجات الخاصة انتقاصاً منهم، لذلك تأسفت عن ما صدر مني في حينها.• يقول أحد الحكماء: «الاعتذار في غير وقته كمن يقدم لك قهوة باردة» فهل تنطبق عليكِ هذه المقولة؟- بل العكس هو الصحيح، فأنا لم أتوان عن الاعتذار للمشاهدين ولذوي الاحتياجات الخاصة، بل قدمت اعتذاراً فورياً عن ما حدث، ويكفي أنني «حسيت بزعلهم وراضيتهم باعتذاري، وبحاول ما أكرر اللي صار».• يتناول مسلسل «خيانة وطن» الذي توليتِ مهمة إنتاجه وبطولته أخيراً مساوئ بعض التنظيمات السياسية السرية إلى جانب التطرف الديني، فكيف أتتك الجرأة لدخول «عش الدبابير»؟-«خيانة وطن» يحمل مضامين ورسائل متنوعة، فهو من جانب يحمل رسائل توعوية للأجيال حول الأحداث التي تمر بها المنطقة، ومن جانب آخر يحمل مضامين اجتماعية تتمحور حول الخيانة ومجابهة التحديات والعلاقات الأسرية، إضافة إلى مجموعة من القيم والأخلاقيات التي لا بد من التركيز عليها مثل الصبر وبر الوالدين والتعاون.• لم تجيبي عن السؤال... كيف أتتك الجرأة لإنتاج وبطولة عمل كهذا؟- الفن رسالة، وحمل الرسالة وإيصالها إلى الناس واجب علينا كفنانين بغض النظر عن التحديات والعقبات التي قد تواجهنا، ونحن من خلال هذا العمل سعينا حثيثاً لتقديم العديد من الرسائل بشكل واقعي وهادف بعيداً عن المغالطات أو التجني على أحد.• هل لك موقف مناهض من الجماعات الإسلامية؟- أبداً، ليست لديّ أي مواقف معادية مع أي جماعة إسلامية، بل لديّ علاقات طيبة مع بعض الأصدقاء من جماعة الإخوان المسلمين، وخصوصاً أولئك المحافظون على أوطانهم والموالون لحكامهم.* هل يتوقف دور الفنان على طرح قضايا التطرف والإرهاب في الدراما التلفزيونية؟- بالطبع لا، فلا بد من كسر الروتين والعمل على طرح القضايا الحساسة التي تحصل في مجتمعنا الخليجي، مهما بلغت خطورتها وازدادت تعقيداتها.• أصبح زواجك من الفنان حبيب غلوم (مضرب مثل) في الوسط الفني، فهل يسعدك هذا الأمر؟- بالفعل يسعدني، ويجعلنني أشعر بالفخر والاعتزاز أيضاً.• كيف تحصنين نفسك من عين الحسود؟- العين حق علينا جميعاً، لكن أنا غير «وسواسية»، إنما بشكل عام يهمني أن أقرأ أذكار الصباح والمساء بشكل يومي، وفي النهاية «الحافظ هو الله».• ما العراقيل التي اعترضت مشوارك الفني؟- بصراحة، لم تواجهني أي عراقيل في حياتي الفنية والحمد لله.• ما الذكرى المؤلمة التي تجعلك تذرفين الدموع بغزارة كلما تذكرتها؟- ذكرى وفاة زوج أمي، فقد كان بمنزلة أبي، إذ شارك في تربيتي ورعايتي وعاملني كابنته تماماً.• هل لديك أعداء داخل الوسط الفني أو خارجه؟- لا توجد عداوات بيني وبين أي شخص وفي أي مكان، فأنا إنسانة مسالمة ولا أستعدي أحداً.• ما هو الخطأ الفادح الذي اقترفته في حياتك ولا تزالين تدفعين الثمن بسببه حتى يومنا هذا؟- لا أذكر أنني ارتكبت خطأً جسيماً في حياتي، لكننا كبشر خطاؤون وأنا واحدة من البشر، أخطئ تارة وأصيب تارة أخرى، لكن المهم ألا يكرر الإنسان أخطاءه، بل لا بد أن يعمل على إصلاحها بشكل مستمر.• ما الأفكار التي تراودك قبل أن تضعي رأسك على الوسادة؟- بشكل عام، فإنني أفكر بما فعلته في يومي، كما أشكر ربي كثيراً على النعم الوفيرة التي حباني بها.• هل لديك أحلام يقظة؟- كلنا نحلم بأشياء كثيرة لا نملكها.• ما هي التصرفات أو الطباع التي تزعجك؟- أنزعج كثيراً من المراوغة والنفاق.• نضطر إلى الكذب أحياناً لدرء الوقوع في ورطة ما، فهل اضطررتِ كذلك؟- نعم، أنا أكذب أحياناً لكي لا يزعل مني الآخرون، علماً بأن الكذب خطأ بكافة أشكاله وألوانه حتى وإن تجمّلت بعض الأكاذيب وتخضبت باللون الأبيض، لكنها تبقى أكاذيب ومن الأفضل ألا يتم تكرارها.• من هي الشخصية التي تركت أثراً كبيراً في وجدانك؟- أمي (أطال الله في عمرها).• ما أهم الفرص التي أهدرتها في حياتك؟- هناك الكثير من الفرص الضائعة، علماً بأنني لم أهدرها بمحض إرادتي، بل إنها لم تكن من نصيبي.• هل تعرضتِ لخيانة من صديق؟- نعم، وأتحفظ عن ذكر المزيد من تفاصيل الخيانة.• وهل لديك أشخاص في القائمة السوداء؟- هناك أشخاص فقدت فيهم الثقة، لكنني لم أضع أحداً في القائمة السوداء.• كم مرة في السنة تذهبين إلى عيادات التجميل؟- في الآونة الأخيرة بدأت أهتم كثيراً ببشرتي، لأن ظروف التصوير في الأجواء الحارة فضلاً عن عدد ساعات العمل الطويلة والشاقة التي نقضيها في البلاتوهات ترهقنا كثيراً، ما ينعكس ذلك سلباً على البشرة، لذلك فالفنان يحتاج إلى العناية ببشرته أكثر من الآخرين.• هل أنتِ مغرورة، أم أنك انطوائية؟- لا هذه ولا تلك، لكننّي أتبع المثل الشعبي «ابعد عن الشر وغنيله».• كيف هي شخصيتك، قوية أم ضعيفة؟- بشكل عام أعتبر نفسي قوية، لكن بطبيعة الإنسان يضعف أحياناً أمام بعض الظروف والأشخاص.• ما هي الجائزة الكبرى التي حصلتِ عليها في حياتك؟- وجود أم حنونة مثل أمي هي الجائزة التي لا تقدر بثمن، إضافة إلى أخوة سند لي وابن بار، وأخيراً رزقني الله بزوج مثالي لا مثيل له، فأعتقد أن هؤلاء المحيطين بي هم أحلى وأهم جائزة ونعمة حصلت عليها من رب العالمين.
فنون - مشاهير
الصندوق الاسود / مسلسل «خيانة وطن» يتناول مساوئ تنظيمات سياسية
هيفاء حسين لـ «الراي»: أكره التطرّف ... ولديّ علاقات طيبة مع بعض «الإخوان»!
هيفاء حسين
07:09 ص