تعرف أن الطريق أمامها صعبة!لكنها مصرة على المضي، مؤمنةً بموهبتها التي صقلتها بالدراسة الموسيقية، ومستندةً إلى خبرة والدها، الفنان القدير عبده ياغي، التي تفخر بها. إنها الفنانة الشابة بريجيت ياغي... المحبة للفن والمتعلقة به وفق إمكاناتها المادية المحدودة... لكنها فخورة بما تنجزه.لا تهدأ في سبيل الوصول إلى هدفها، وهي تتنقل بين التمثيل والغناء ضمن أعمال تنتقيها لكي ترضي طموحاتها.«الراي» التقت بريجيت ياغي وسألتها عن خطواتها الأولى وطموحاتها المستقبلية... أما الإجابات فجاءت في هذه السطور:• بدايةً، ما الجديد لديكِ؟- أعمل على إصدار أغنية جديدة (سنغل) في الفترة القصيرة المقبلة. من الممكن أن أجدد إحدى أغنيات والدي، كما يمكن أن آخذ أغنية من شاعر أو ملحن سبق أن تعاملتُ معه، ولهذا أنا «ضائعة» في الاختيار الآن.• أعمالك تصدر في فترات زمنية متباعدة، ما السبب؟- لم يمض عام واحد على إصداري أغنية «وبقلك شي»، علماً أنني أعمل في ظلّ إنتاج خاص، إذ إنني لا أنتمي إلى شركة إنتاج، ولهذا آخذ وقتي في الاختيار والتوقيت وفي عدد الأعمال التي أصدرها.• ما سبب اعتمادكِ على إنتاج خاص؟- أولاً، لأنك إذا أخطأتَ ستضع اللوم على نفسك. ثانياً: هذا يعطيك دافعاً أكبر لتحمّل المسؤولية أكثر، وأخيراً لأن شعورك بالمسؤولية يجعلك أقوى ويسمح لك بتقديم أعمال بمستوى راقٍ. هناك الكثير من الفنانين الذين ينتجون أعمالهم بأنفسهم، لكن الفارق بيننا أن عمرهم الفني يفوق عمري، ولذا أنا فخورة جداً بنفسي وبخطواتي.• هل تعملين وفق قدرات إنتاجية محدودة؟- أكيد، فلا أحد يساعدني في هذا المضمار. في المقابل أتلقى العديد من العروض من شركات إنتاج، غير أنني أتريّث في الاختيار لأن قراراً كهذا يجب أن يؤخذ بأسلوب عقلاني يعكس النضج، ويكون بعيداً كل البعد عن المشاعر فـ Business is Business.• تعملين كامرأة حديدية؟- طبعاً، يجب أن تكون المرأة حديدية في مواجهة مجتمعنا أساساً.• كيف تنظرين إلى الفن في هذا الوقت؟- للأسف أصبح الفن من دون رسالة، ويؤسفني جداً أن هناك أشخاصاً يأخذون الفن إلى طرق غير سوية نحن في غنى عنها. «عن جدّ عيب»، يعملون في الفن «تغطية لشيء آخر ربما». لا أحب التكلم عن الناس، وكل شخص حرّ في حياته، لكن الفن رسالة فاتركوه نظيفاً ومحترماً.• ما نسبة الأشخاص الذين تشيرين إليهم في الفن؟- لا أشير إلى أحد، فكل شخص يعلم حقيقة نفسه، وأنا أتكلم بشكل عام وكمستمعة، وليس كفنانة أو فتاة نشأت في منزل فني ووالدها فنان. بين الفنانين الشباب الصاعدين هناك أصوات جميلة، أما عند الإناث فقليل جداً أن تجد صوتاً جميلاً. إن دراستي الموسيقية وخبرة أبي التي نشأتُ عليها تسمحان لي بإعطاء رأيي في هذا الموضوع.• على مَن تقع المسؤولية في هذا الموضوع؟- الإعلام، فهو الذي يسمح لأمثالهم بالظهور ويضيء عليهم. فعلاً هناك أشخاص يظهرون عبر وسائل الإعلام وهم لا يستأهلون الظهور. وعندما تضيء عليهم، تعطيهم أهمية وتجعلهم حديث الناس، وهنا الخطأ.• وسائل الإعلام تضيء على الفنانين المقصودين بكلامك لقاء مقابل مادي؟- أفهم عمل وسائل الإعلام، مع العلم أنه أسلوب خاطئ. ونحن البلد الوحيد الذي يُطلب فيه من الفنان أن يركض ويدفع لتوضع صورة له على غلاف مجلة، أو تُبث أغنية له في الإذاعات. والمسؤولون عن هذا الواقع يجب أن يرفضوه.• ما تعليقك على المواضيع التي نُشرت على أغلفة المجلات في الفترة الأخيرة؟- (تضحك): مع احترامي للجميع، لكن ما هذا المستوى؟ «عن جد عيب»، وأين الفن في المواضيع التي نُشرت؟• أخبرينا عن مشاركتك في المسلسل الذي يتكلم عن حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟- أؤدي في هذا العمل شخصية ابنة الشهيد، ولن أتكلم أكثر عن تفاصيل هذا المسلسل الذي عرفتُ من خلاله أن الرئيس رفيق الحريري كان حنوناً مع عائلته والقريبين منه. كنتُ أتمنى مقابلة الرئيس الحريري، لكن للأسف سمح لي القدَر فقط بسماع صوته مرتين عبر الهاتف.• وكيف دعمك في السابق من دون حدوث أي لقاء بينكما؟- لأنه إنسان يقدّر الفن فعلاً، وهو دعمني عندما كنت صغيرة واختارني لغناء «لعيونك»، ولو لم يلحظ فيّ موهبة وتأكد أنني مختلفة عن غيري لما كان اختارني شخصياً للغناء في ذلك الوقت.• و«لعيون» الرئيس رفيق الحريري ماذا تقولين؟- «ضيعانك فلِّيت»، وأنا لا أتكلم عنه كرجل سياسي، بل كإنسان لن يتكرر في الحياة.• متى سيُعرَض المسلسل؟- لا أعلم ما إذا كان سيُعرض أساساً. يجب أن يتم عرض المسلسل لأنه يُظهِر الرئيس رفيق الحريري في السياسة وفي منزله أيضاً والناس سيتعرّفون عليه أكثر. عشنا لحظات جميلة أثناء تصوير هذا العمل، وعند عرضه سيرى الناس حجم تأثير ابنته عليه.• هل لديك مشاريع تمثيلية جديدة؟- لا أصوّر حالياً أيّ عمل، غير أنني أتلقى العديد من العروض. أحب أن يراني الناس بصورة مختلفة ومتجددة في كل عمل، ولهذا أتريث في اختياراتي.• إلى جانب أي ممثل «ع بالك» أن تقفي في عمل ما؟- يوسف الخال. أكيد أحب أن نتشارك في عمل فني.• من هو الـ Idol في حياة بريجيت ياغي؟- وديع الصافي، وهو كان يقول لي الفن حضارة ورسالة وكان يحب الفن ويعطيه من قلبه، هذا بالإضافة إلى تواضعه ونفسيته الجميلة. وهناك الفنانة فيروز، أحب أسلوب حياتها وأشعر بأنها «غير الكل». والصبوحة، أحبّ كيف عشقتْ الحياة وأعمالها القريبة من القلب، فهي عاشت لأجل الفن. هذه الشخصيات الثلاث أقدّرها، ولو أخذتُ من كل منها صفة فسأصبح مميزة فعلاً.