يواجه الطفلان الصغيران، إيمان وعمران، مأساة فقد والدتهما التي أجرت عملية جراحية (استئصال لحمية أنفية) في أحد المستشفيات الحكومية، ولم يكتب للعملية النجاح وتوفيت المرأة بسببها بينما لا يزال ابناها يسألان والدهما «متى تعود أمنا»؟إيمان وعمران اللذان كانا يستعدان لقضاء إجازة الصيف وشهر رمضان المبارك بصحبة والدتهما التي وعدتهما بالسفر إلى بلدهم، رحلت عنهما وهما في مقتبل العمر، يتجرعان ألم فراق الوالدة التي دخلت غرفة العمليات لاجراء عملية بسيطة، وما زاد من المصاب الجلل لتلك العائلة (الطفلان وأبوهما) هو «احتجاز» الجثة منذ يوم الخميس قبل الماضي في ثلاجة المستشفى.والد الطفلين روى لـ «الراي» تفاصيل تلك المأساة، بأن زوجته ذهبت إلى أحد المستشفيات الحكومية، صباح يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، بعدما استأذنت من جهة عملها في وزارة التربية للمراجعة الطبية، وذلك لمعاناتها من بعض الألم في أنفها، وعلى اثر التشخيص الطبي تحدد إجراء عملية لاستئصال لحمية في الأنف.وأضاف أنه «بعد انتهاء العملية تحدثت إلي في المساء وكانت بصحة جيدة، ولكن في اليوم التالي كانت الصدمة الكبيرة عندما سمعنا خبر وفاتها، ولم يبلغنا أحد في المستشفى بالأسباب التي أدت إلى الوفاة».وتابع: «طرقنا جميع الابواب لمعرفة السبب لكن دون جدوى أو نتيجة، وحاولت التواصل مع سفارة بلدي إلا أنها تجاهلتني، كما ان موظفين في المستشفى قابلوني من دون اكتراث بالمعاناة التي نمر بها ودون مراعاة لحرمة الموت ولم يجيبوا عن أسئلتي حول أسباب الوفاة».واستغرب زوج المتوفاة وجود فتح جراحي في منطقة البطن والرجل، في حين أن العملية كانت قاصرة على الانف، متسائلاً «أليس هذا دليلا على وجود خطأ طبي كارثي أدى إلى الوفاة»؟وقال: «جثمان زوجتي في ثلاجة المستشفى منذ يوم الخميس الماضي، ونحاول حاليا أن نجمع مصاريف نقل الجثة إلى بنغلاديش التي تبلغ نحو 300 دينار لان ذويها ينتظرون وصول جثمانها لدفنها».وأضاف أيضاً: «ما نريده وضع حل لاحتجاز الجثة وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة بعد التكتم الذي يمارسه المستشفى، والمعاملة غير اللائقة والتي تسببت بحالة نفسية سيئة لابني وابنتي اللذين كانا يترقبان أن تعود والدتهما إلى البيت سليمة معافاة غير أن حلمهما تبدل إلى مأساة كبيرة، وأصبحنا ننتظر أن يوارى الجثمان التراب».واختتم والد عمران وإيمان: «ابني وابنتي يدرسان في الكويت، ولا أعرف كيف أتصرف بحالهما المأسوي بعد أن رحلت زوجتي، وها هما يواصلان البكاء، ويكرران سؤالهما (متى تعود أمنا)»؟