لا توفر «الراي» الفضائية جهداً لكي تزاول هوايتها في إمتاع جمهورها بمائدة متنوعة الأشكال والألوان والنكهات في الأمسيات الرمضانية، بين أنواع الدراما، والمنوعات والبرامج الثقافية.وفي هذا الإطار يبرز مسلسل «جود»، كعمل درامي متميز، من إخراج منير الزعبي، يقتحم حزمةً من القضايا المهمة التي لا يخلو منها بيت، ولم ينشغل بها فرد أو أسرة في المجتمع الخليجي كله.«جود» مسلسل تجري أحداثه في إطار اجتماعي وإنساني، لكنه يجمع بين جناحيه عواطف متناقضة، وشخصيات متقاطعة، تتصادم أحياناً وتتلاقى أحياناً أخرى، لكن ما يميز أحداثه أنها تلامس واقع الناس ومعيشتهم، ولا يخلو العمل من جانب التشويق، وتصاعد السياق، بحيث يتفنن المخرج الزعبي في ربط خيوط الأحداث بعضها ببعض، كما يجيد تحريك الممثلين أمام الكاميرا، كي يصل بالأداء إلى الذروة، ومن ثم تتحقق الرسالة الاجتماعية المنشودة من العمل الذي يمتلك الكثير من التشويق والرقي الإبداعي، والمفاهيم المتطورة.الفنانة هدى حسين، التي تجسد شخصية «جود» نفسها في المسلسل، تطرح من خلال شخصيتها مجموعة من القضايا، وهي تُعتبر المحور الرئيسي في المسلسل، وتدور حولها الأحداث.ومن ضمن الفنانين المشاركين في العمل، طيف، وهي أم الفنان يعقوب عبدالله، ولكنها لا تتوافق مع زوجته، وهو ما ينعكس على حياة عبدالله الذي يقع في حالة صراع بين والدته من ناحية وزوجته من ناحية أخرى، ومن ثم يترتب على ذلك مواقف و«سوالف» كثيرة تشبه ما نصادفه في البيوت العربية والخليجية على وجه الخصوص!بدورها تظهر هبة الدري في شخصية الزوجة البخيلة التي تتآمر وتنسج الحيل الشريرة، حتى يصب كل شيء في مصلحتها، ولهذا تعيش حياتها في تشابك مع الآخرين ومواجهات ضدهم، غير أنها تقدم هذا الدور الشرير بطريقة كوميدية، فهل ستتغير طباعها أم ستبقى تزاول مؤامراتها حتى النهاية؟ هذا ما ستجيب عنه حلقات المسلسل!ومن جانبها تشارك الفنانة ياسة ضمن العمل، إذ تقدم دوراً يغلب عليه الطابع الحزين، لكنها تجتهد في مواجهة ظروفها، وتصارع الحزن الذي يلازمها، وتجهد في التغلب على الأمور السلبية، بالرغم من سواد الدنيا في عينيها، وتسعى إلى تحويل الحزن إلى سعادة.يُذكر أن «جود» من تأليف علي الدوحان، إخراج منير الزعبي، ويتقاسم مهمة تجسيد شخصياته، حسب الظهور، هدى حسين، صلاح الملا، عبدالمحسن النمر، طيف، هبة الدري، يعقوب عبدالله، ياسة، أمل عباس وهند البلوشي، والإنتاج لشركة «صباح بكتشرز».