لم تعد مهمة المحرر الاقتصادي المكلف بتغطية الجمعيات العمومية في مكاتب «التجارة» سهلة على الإطلاق، حتى ولو زادت خبرته بين جنبات وأروقة الوزارة على 10 أعوام. ففي ظل حالة التخبط والمعاناة اليومية التي لا يعيشها الصحافيون وحدهم فحسب، بل المساهمون أيضاً، بات الوصول إلى مكان انعقاد أي جمعية عمومية بمثابة مهمة مستحيلة.الأمر وعلى صعوبته لا يخلو من الطرافة، إذ يتندر بعض المساهمين على رحلة الصعود والنزول اليومية على السلالم، باحثين عن مكتب أو دليل يرشدهم إلى حيث مكان انعقاد الجمعية العمومية، بالحديث عن إلغاء الاشتراك الشهري بالنادي الصحي (الجيم)، معتبرين أن حضور الجمعيات العمومية أضحى «جيم وتخسيس» ... «فور فري» (مجاني)».أساس المعاناة اليومية يعود إلى عدة أشهر مضت، عندما أغلقت وزارة التجارة قاعتي الجمعيات العمومية (أ - ب) بدعوى التجديد والتحسين خلال فترة وجيزة، بيد أن العملية تتأجل شهراً بعد الآخر دون حصول أي انفراج، ما يزيد الحيرة بين صفوف المساهمين ومجالس الإدارات.وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها «التجارة» في سبيل تيسير أعمال قطاع الشركات عبر اعتماد أنظمة ذكية توفر الكثير من الوقت والجهد، إلا أن اللبنة الأساسية في عمل الشركات، والتي تضفي المشروعية على مجهودات عام كامل، لا يمكن إتمامها إلا من خلال انعقاد الجمعية العمومية وفق شروط سليمة.حلول الوزارة لتوفير قاعات تكفي لعقد الجمعيات العمومية لم تكن موفقة هذا الموسم، إذ يعقب بوفالح (مواطن في الخمسينات من العمر) على هذا الأمر بالقول «أصبحت أكره الحضور إلى وزارة التجارة، ومتابعة أداء الشركات التي أساهم فيها، في كل مرة أحاول حضور الجمعية العمومية، أظل قرابة الساعة أبحث عن مكان انعقادها من دور إلى دور، ومن مكتب إلى مكتب حتى أصل في نهاية المطاف إلى مكان انعقاد الأعمال، ولا أجد مكاناً أقف فيه».فالأماكن التي يتم اعتمادها في الوقت الراهن لعقد الاجتماعات بالكاد تكفي لعدد لا يتجاوز 15 شخصاً، في حين أن هناك قاعة واحدة وهي بدورها صغيرة الحجم (لا تتسع لأكثر من 50 شخصاً) في إحدى الوزارات المجاورة، مع العلم أن هناك بعض الاجتماعات يحضرها عشرات، وربما مئات المساهمين.بدوره، يتهكم بومرشد (مواطن في الثلاثينات من العمر) على ما تشهده الاجتماعات اليومية، قائلاً «حضوري الجمعيات العمومية أصبح مثل (الماراثون) الذي ينبغي أن استعد له بفترة راحة طويلة قبل بدء السباق».وأكد أن الأمر أصبح مضيعة للوقت، نظراً لأنه في السابق كان يحضر قبل انعقاد الجمعية العمومية بدقائق فقط إلى إحدى القاعتين المحددتين، ولكن الآن أصبح يأتي قبل انعقاد العمومية بفتره قد تصل إلى ساعة، ليبدأ «الماراثون» بين الأدوار والمكاتب والوزارات المجاورة، وصولاً إلى القاعة المحددة.وأشار بومرشد إلى أن «الوصول إلى القاعة لم يعد أمراً مجدياً في ظل حالة التخبط السائدة فلحين وصولك إلى القاعة المحددة قد تستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تكتشف أن الجمعية العمومية عُقدت وانفضت في مكان آخر، وتعود إلى بيتك خالي الوفاض».
اقتصاد
«ماراثون» يومي للمساهمين صعوداً ونزولاً
عموميات هذه الأيام: «جيم» و«تخسيس»... «فور فري»!
مساهمون تائهون على سلالم الوزارة (تصوير أسعد عبدالله)
02:51 ص