كما في كل عام، استقطب حفل جوائز «الموريكس دور» الأضواء والضوضاء، هو الذي صار واحداً من أبرز «الاستحقاقات» الفنية في لبنان والعالم العربي بالرغم مما يحوط به من صخب على خلفية معايير اختيار المكرَّمين والفائزين.ولم تختلف الدورة 16 من جوائز «الموريكس دور» التي أقيمت مساء أول من أمس في مسرح بلاتيا (جونية) عن سابقاتها في كثير من النواحي، علماً أن هذه الدورة تميّزت في التوقيت بأنها نجحت في «منافسة» حدَثين، أوّلهما لبناني وهو التحضيرات للجولة الأخيرة التي أقيمت أمس من الانتخابات البلدية والاختيارية، والثاني عالمي وهو نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي استضافته ميلانو في ليلة الاحتفالية نفسها (السبت).وتحت رعاية وزارتيْ السياحة والثقافة في لبنان، أقيم حفل الموريكس بحضور شخصيات فنية وسياسية واجتماعية وإعلامية. وقد عملت قناة «المستقبل» الأرضية والفضائية وقناة «روتانا» وlbc sat على نقل وقائعه تحت إدارة المخرج باسم كريستو.وامتدّ الحفل الذي وجّه تحية لروح زكي ناصيف وتكريماً له على مئويته، لنحو خمس ساعات (باستثناء محطة Red Carpet التي بدأت قرابة السادسة والنصف عصراً) وكان هذا الوقت كفيلاً بخفض نسبة الحماسة وإعدام النشاط سواء عند الحاضرين والمدعوين إلى الحفل، أم لدى المشاهدين في منازلهم.فبينما نبضت بداية الحفل بالحياة وجاءت مفعمة بالحيوية ومليئة بالحاضرين، كانت نهايته معاكسة تماماً. ويكفي في هذا السياق الإشارة إلى أن الأخوين فادي وزاهي حلو والعاملين معهما على تنفيذ هذا الحفل بالإضافة إلى مكرَّميْن اثنين على الأكثر هم الذين قاموا بقطع قالب الحلوى في ختام الحفل، هو الذي من المفترض أن يجتمع حوله كل المكرمين والنجوم الذين حضروا. وهنا برز سؤال: ألم ينتبه القيمون على «الموريكس دور» إلى مدة الحفل أثناء التحضير له، وهو ما يتكرر كل سنة؟ فخمس ساعات هو وقت مبالغ به نسبة إلى حفل لتوزيع الجوائز التكريمية وهو الأمر الذي كان كفيلاً بإحداث الملل والضجر لدى المشاهد على الأقل، خصوصاً في ظل وقوع الكثير من الأخطاء.في المقابل، كان كل المكرَّمين في الحفل على علم مسبق بحصولهم على جائزة وبتفاصيل ومدة الحفلة أيضاً، وموافقتهم على الحضور عنت أنهم تفرغوا وخصصوا هذه الليلة لهذه المناسبة، إلا أن الكثير من الذين نالوا جوائز غادروا الحفل قبل انتهائه واستلام كامل النجوم الموريكس الذهبي، حتى انه في نهاية الحفل لم يبق سوى عدد قليل جداً من المكرَّمين. وهذا الأمر اعتُبر تقليلاً من احترام باقي النجوم.ويمكن القول إن حفل «الموريكس دور» لم يكن هذه السنة على مستوى التوقعات له، فهو كان متأرجحاً، قبل أن يهبط بشدة مع مرور الوقت. وفي موازاة مفارقة ذكْر الأسماء المتنافسة على عدد من الجوائز، وهو ما لم يحصل في فئات أخرى حيث لم يُذكر سوى اسم الفائز بها، جاءت مشاركة جوزيف حويك وبياريت قطريب في تقديم هذا الحفل من دون أن تضيف شيئاً، بل على العكس تماماً فإن محاولة حويك إضفاء طابع من المرح الزائد، لم تنجح، بالإضافة إلى أخطائه المتكررة، وتكاملت مع هدوء أو برودة قطريب الزائدة ما أضفى جواً من عدم التناغم انعكس على مجمل الحفل، فضلاً عن أداء رولا بقسماطي على السجادة الحمراء حيث ارتكبت أخطاء فادحة وتصرّفت بعشوائية مع النجوم.«عيون الراي»خلال الحفل، سلّم وزير السياحة ميشال فرعون جائزة تكريمية للفنانة الفرنسية شيلا عن مجمل أعمالها، وقبيل مغادرتهما المسرح شكر مقدم الحفل جوزيف حويك الوزير مرتكباً خطأ فادحاً حين قال: «نشكر وزير السياحة ميشال سماحة على تقديمه الجائزة»، فما كان من فرعون إلا أن غادر مسرعاً. ومعلوم أن سماحة وزير لبناني سابق وكان مستشاراً للرئيس السوري بشار الأسد حين تم توقيفه في أغسطس 2012 بملف نقله متفجرات من سورية بسيارته في إطار مخططٍ، فتنوي كان يُعدّ لشمال لبنان (من تفجيرات ارهابية واغتيالات)، وحكم عليه القضاء العسكري في أبريل الماضي بالسجن 13 عاماً (مخفِّفاً عقوبة الإعدام) مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية.وفي امتداد لتكريم القيمين على «الموريكس دور» ممثلين أتراك، تم هذه السنة منح جائزتيْن لكل من الممثلة بيرين سات عن مجمل أعمالها والممثل مراد يلدريم أيضاً عن مجمل أعماله. وأعطى حضورهما الشخصي نكهة للحفل.واستوقف الحضور الإطلالة البسيطة لبيرين سات والراقية في آن، علماً أنها حين صعدت على خشبة المسرح بعد إعلان اسمها لتكريمها، تحدثت في خجل بكلمات بسيطة إلى الحضور قائلة: «هذة أول مرة لي في بيروت، أود أن أشكركم على كل الاهتمام والحب والطيبة التي صادفتها اليوم، أشعر أنها الجائزة الأولى التي أتسلمها في حياتي، شكراً لهذه الجائزة».أما يلدريم، فحرص على التحدث باللغة العربية على المسرح أثناء تسلمه للجائزة، فردد في سعادة كلمات مثل: «أهلاً لبنان، أهلاً العالم العربي» ثم شكر بالتركية القائمين على جوائز الموريكس دور وأعرب عن سعادته بزيارة لبنان للمرة الأولى.نال الموسيقي الأميركي كوينسي جونز أولى الجوائز التكريمية في الحفل. وقال د. زاهي حلو: «لم يستطع كوينسي جونز أن يتواجد الليلة معنا، لذا سيتم تكريمه غيابياً».وحين تسلّمتْ الفنانة سميرة سعيد جائزة تكريمية عن مجمل أعمالها، وقع سوء تفاهم ناتج عن عدم تنسيق بين مقدمي الحفل من جهة والفنانة المكرمة من جهة ثانية، حيث طلبت الإعلامية رولا بقسماطي، وبعدما قدّمت الجائزة لسعيد تقديم أغنية «هوا هوا» على المسرح، وهذا ما فاجأ الفنانة التي راحت تبرر عدم قدرتها على الغناء. وهنا جاء دور جوزيف حويك الذي راح يتكلم عن تفاصيل الحفل قبل أن يتدارك ويدعو من جهته سميرة سعيد إلى تقديم أغنيتها من دون أي اعتبار لها.أما حين أُعلن عن اسم نجمة الغناء اللبنانية للعام 2015، وهي الفنانة نوال الزغبي، وعند توجهها إلى المسرح لاستلام جائزتها، طُلب عبر المايكروفون إلى ممثل وزير الثقافة وليد مسلم الصعود إلى المسرح أيضاً لتسليم الزغبي جائزتها. وحرصت «النجمة الذهبية» على إلقاء التحية على مسلم وعبرت له عن مدى اشتياقها.الفنان عاصي الحلاني والفنانة هيفاء وهبي كانا الأكثر حضوراً لناحية كل منهما على جائزته. فهيفاء التي نالت جائزة الممثلة الأكثر تميزاً في مسلسل «مريم» قالت: «يمكن وقفت على هذا المسرح من قبل، لكن الليلة لهذه الوقفة طعم آخر. أشكر الجميع، ومسلسل مريم هو نقلة نوعية في حياتي الفنية وأتمنى أن يفتح لي باب التمثيل المجال لأشياء أخرى جميلة». أما عاصي فقال: «أتمنى أن تعود بيروت ملتقى لكل الأشقاء العرب، وقد ما إحكي عن حالي بشعر إني خجول، فاسمحوا لي بالتكلم عن أشخاص كان لهم الفضل في وصولي الى هنا فلا أنسى سيمون أسمر، سمير صفير، بودي نعوم، نزار فرنسيس وطوني أبي كرم. لما وقفت ببعلبك شعرت إني كتير صغير، وأنني لم أحقق شيئاً، ووضعتُ أهدافاً كثيرة أمامي».من جانبه، توجه الممثل يورغو شلهوب برسالة معبّرة الى الدولة اللبنانية عقب استلامه لجائزة أفضل ممثل لبناني حيث قال: «لأجل عيون أولادي بقول زبطوها بقى وصلحوا البلد. يحمل أولادي الجنسية الألمانية، لكن لا أريدهم أن يهاجروا فلا أراهم مجدداً. فقوموا بالإصلاحات وبلا ما تكذبوا علينا».على صعيد الأفلام، حاز فيلم «كتير كبير» جائزة أفضل فيلم وتوجّه الممثل آلان سعادة لاستلام الجائزة عوضاً عن المخرج أو منتج الفيلم، وذلك لعدم حضورهما. وألقى كلمة مطولة في البداية تمحورت حول الصح والخطأ وبدا واضحاً أنه كان يهدف الى إيصال رسالة ما عبر كلامه. وبالرغم من إطلاق الموسيقى لمرتين كإنذار على انتهاء الوقت المخصص له إلا أنه أكمل كلمته ورفض استلام الجائزة في النهاية «حفاظاً على الصدقية» كما قال. إلا أن الصحافية جوزفين حبشي ردّت: «لما بيجي التكريم من بلدك وبتعتذر عن استلامه بيكون تصرّفك كتير صغير».كما نالت الفنانة المصرية أنغام جائزة أفضل أغنية للعام 2015 واللافت كان قولها: «لديّ ارتباط قديم جداً، بلبنان وسبب الارتباط هو صوت السيدة فيروز التي لها الفضل الاساسي في حبي للفن وللغناء».أما الإعلامية الكويتة حليمة بولند، فنالت جائزة تكريمية.وتَقاسم المخرجان سعيد الماروق وعلاء الأنصاري جائزة أفضل فيديو كليب للعام 2015، إذ إنهما نالا عدد الأصوات نفسه، إلا أنه كان للماروق كلام آخر. فبعدما تسلم جائزته قال في البداية: «كتير تأخرتوا... بشكر الكراسي الموجودة». ثم تابع: «المنافسة هي للأفضل ولا توجد مناصفة في المنافسة وحتى لو كنت أنا الخاسر، فهذا سيحفزني لمزيد من العمل وأتمنى أن تُمنح الجائزة لشخص واحد».ونال خليل أبو عبيد جائزة أفضل مؤلف موسيقي شاب، ولدى تسلمه إياها قال: «شكراً للناس الحضارية اللي بيحضروا وبيبقوا».الفنانة نانسي عجرم بدورها، لم تحضر لاستلام جائزة أفضل أغنية لبنانية «معقول الغرام» وذلك بداعي السفر.
فنون - مشاهير
أضواء وضوضاء في حفل «ماراثوني» نافس صناديق الاقتراع اللبنانية وشِباك ميلانو... وأخطاء بالجملة
«الموريكس دور» 2016 باهِت ... وميشال سماحة «حضر» على المنصة
12:24 م