محمد، طفل عمره سبع سنوات شديد النحافة، لكنه متعطش إلى صيام أكثر من نصف أيام رمضان بعدما جرّب صيام أسبوع من رمضان العام الماضي!نحن نتكلم عن نهار طويل يمتد لأكثر من 15 ساعة في بلد تتربع الشمس على رأس ساكنيه تسعين درجة وترفض التزحزح عنه إلا تمهيداً للرطوبة أو الغبار اللذين يفتكان بأهل الكويت بالتناوب، في درجة حرارة تزيد على 50 درجة!من يصدق بأن إنساناً عادياً يتمتع بكل خيرات العالم يستطيع الصمود صائماً ساعتين أو ثلاث ساعات في وسط ذلك الجو المرعب، فكيف بـ 15 ساعة، وكيف بأطفال صغار تعودوا أن يأكلوا ويشربوا كل ساعات النهار!إنه الإيمان الذي يقذفه الإسلام في قلوب المسلمين والذي يدفعهم دفعاً إلى تحمل الصعوبات من أجل إرضاء الله تعالى وتحقيق مراده!إن الواجب هو تدريب أبنائنا وبناتنا على الصيام ولو لأيام قليلة من شهر رمضان، لأن ذلك التدريب يصوغ شخصياتهم ويعودهم على الصبر والتحمل ومواجهة شدائد الحياة!كم أتعجب من بعض الأسر التي تمنع أبناءها من الصيام وتحثهم على الفطر بحجة عدم قدرتهم على التحمل أو أن الدين يسر، وذلك من التشدد والتنطع اللذين نهانا الدين عنهما!فكيف ببعض الأسر التي تهرب من الكويت في رمضان إلى أوروبا لكي تتجنب الصيام أو التي تبحث عن الفتاوى المعلبة التي يفتيها تجار الفتوى التي تبيح للطلبة الفطر بهدف عدم الرسوب في الامتحانات، أو تبيح للرياضيين الفطر لكي لا ينهزم الفريق!تعويد الأطفال على الصلاة لا سيما في رمضان له أهمية قصوى، لا سيما وأن الربط بين الصيام والصلاة يجب عدم التفريط به، حتى لا تنشأ شخصية المسلم متناقضة، ولا شك أن تعويد الصبيان على حضور صلاة التراويح مع آبائهم في المساجد، ذلك يدرب الأطفال على الصلاة ويتيح لهم الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت الأئمة العذب!إن لرمضان معاني كثيرة نحتاج غرسها في نفوس أبنائنا واستغلال تلك المدرسة الشهرية بدلاً من تسابق الناس على تجهيز أصناف الأكل والتنقل بين الدواوين المختلفة بهدف الترفيه وكسر رهبة الصيام، يا ليتنا نبذل في رمضان مثلما يبذل أرباب القنوات الفضائية من أجل إسعاد الناس بالغريب من المسلسلات والأفلام وكل ما يضيع الأوقات!عسى الله تعالى أن يبلغنا رمضان، ويرزقنا فيه التقوى التي هي الهدف الأسمى للصيام!
مقالات
نسمات
عوّدوا أبناءكم السباحة والرماية وصوم رمضان!
05:09 ص