عقب التساؤل عن الانشطة والفعاليات التي قدمتها وزارة الدولة لشؤون الشباب منذ مولدها، ومدى استفادة تلك الشريحة من تلك النشاطات، وردِّ الوزارة بسرد العديد من الإنجازات منذ أن رأت النور حتى الآن، كان لا بد أن يكون لأبناء تلك الشريحة الرأي الفصل في توضيح الثمرة التي جنوها من تلك الوزارة.وفي سبيل ذلك، طرحت «الراي» السؤال على الأوساط الشبابية، التي وجدت أن الوقت قد حان لوضع أعمال الوزارة على كفة الميزان، بعد أن تخطت عامها الثالث، لاسيما أن العديد من الآمال الشبابية قد علقت على هذه الوزارة منذ نشأتها وباتت واجهة رسمية للشريحة الأكبر في المجتمع.وفي الوقت الذي أكد فيه العديد من الشباب على أهمية دور الوزارة في دعم المبادرات والمشاريع الشبابية، انتقدوا قصور الوزارة في طرح وتبني مشاريع مستدامة حقيقية، مؤكدين أن «أغلب المبادرات التي تبنتها الوزارة لا بعد مستقبليا لها».وأكد عدد من الشباب وجود تقصير في دور الوزارة في التوعية الشبابية، مثيرين العديد من النقاط المحورية في عمل تلك الوزارة لتحقق الهدف الذي أنشئت من أجله لا سيما الاهتمام بالوعي الفكري ومحاربة التطرف والأفكار العنصرية، وفي ما يلي ما أدلوا به:أوضح ممثل رابطة الشباب الكويتي عبدالغفور أسيري أن «من الصعب إنكار دور مكتب وزير الدولة لشؤون الشباب في دعم المبادرات الشبابية أو تحفيز الشباب على تطوير الذات والعمل التطوعي بشكل عام، ولكن بعمله هذا أصبح بقصد أو بغير قصد القلب النابض للعديد من المجاميع والمبادرات التي تعمل على الأرض وبالتالي تعتمد على دعمه لتفعيل مشاريعها، وهذا أمر يؤدي على المدى الطويل إلى الاعتماد المفرط على دعم مكتب وزير الشباب الذي قد يدعم وقد لا يدعم أحياناً مما يعرض تلك المشاريع لانهيار سريع».وذكر أسيري أن «دور مكتب وزير الشباب غير واضح، كي يتم قياس مدى نجاحه أو فشله، فهو يتشارك بأهدافه المعلنة، فإن أردنا قياس النجاح بناءً على التقرير الختامي للمؤتمر الوطني للشباب فهناك نجاح جزئي لأداء المكتب وهو 70 في المئة على حد وصف الناطق الرسمي باسم المكتب ناصر العرفج لإحدى وسائل الإعلام ولكن إن تحدثنا عن تطوير بيئة العمل الشبابي فهناك قصور في طرح مشاريع مستدامة حقيقية».وأكد أن «الآراء متباينة في المجتمع حول دور مكتب الشباب، فهناك شرائح واسعة تزعم أن المكتب هو مشروع تسطيح الشباب من خلال دعم المشاهير وابرازهم كنخبة المجتمع وجعلهم مثالا للشباب والشابات وهو ما يبدو واضحاً في بعض تعيينات المكتب، وبالتبعية ضرب المجتمع السياسي على خلفية الإضرابات السياسية التي حدثت في 2012، ولكن هناك أيضاً من يرى أن المكتب يرعى العديد من المبادرات، وهي وجهات نظر متباينة يحتاج كل منها إلى عين فاحصة».من جهته، أوضح إبراهيم النجادة أن «اهتمام وزارة الشباب انحصر فقط على المبادرين، والتي قدمت لهم الدعم المطلوب، وهذه المبادرات تكون في الغالب لها مدة زمنية محددة، بعد انتهائها لا يستفيد منها المجتمع، ولا تتحول إلى تطبيق عملي نستفيد منه نحن الشباب»، مبيناً أن «المبادرة التي تحقق النجاح يفترض بها أن تتحول إلى قانون مثلاً أو أن تساهم في معالجة خلل قائم ليستفيد منها المجتمع».ولفت النجادة إلى أن «الوزارة مقصرة في جانب التقييم وعدم تواصلها في هذا الشأن مع جمهور الشباب بشكل مباشر»، مشيرا إلى أن «هذا الجانب ضروري جداً خصوصاً أن فائدة هذه الوزارة تأتي بشكل مباشر على شريحة الشباب».وفي السياق ذاته، أشار سعود الشويرد إلى أن «وزارة الشباب لم تقدم شيئا حقيقيا للشباب»، لافتاً إلى أن «جميع المشاريع التي دعمتها كانت وقتية وليست مشاريع ذات بعد وتستهدف التنمية المستدامة، فماذا حدث لمؤتمر الشباب الكويت تسمع؟ هل تحققت التوصيات التي قدمها؟».وأضاف «بما أن هذه الوزارة موجهة للاهتمام بالشباب، فيجب تجديد الدماء فيها ومنح الشباب فرصة القيادة فيها».من جهته، قال جعفر النقي «إن الوزارة قدمت للشباب العديد من الدورات التدريبية، والندوات التعريفية والتوضيحية عن مهامهم ومسؤولياتهم ودورهم في الحياة، بالإضافة إلى كيفية صقل المواهب الشبابيه ليستفيد منها المجتمع، علاوة على إظهار الشباب بصورة إيجابية وأنهم بالفعل يمكن الاعتماد عليهم في تقدم المجتمع للأفضل والنهوض بالمشاريع المستقبلية».ولفت النقي إلى أن «على الوزارة الاهتمام بشكل أكبر بمسألة التطرف التي تجتاح المجتمعات، لاسيما في مرحلة الشباب، ولابد أن نعلم أن الشباب وبما يملكونه من عقليات متفتحة يقظة يجب أن يكونوا هم من يواجه هذا التطرف».كما أشار فيصل الفهيد إلى أن «المشاريع أو المبادرات التي تدعمها الوزارة، كثيرا منها من الناحية الاستراتيجية، نستغرب تبني الوزارة لها، فالمبادرات يجب أن تكون لها بعد مستقبلي ونظرة نحو الأفق البعيد لتحقيق الاستفادة منها بشكل أفضل».وزاد «حتى لو لم تقبل الوزارة مبادرة ما، يجب عليها أن توجه صاحب هذه المبادرة لمعالجة أوجه القصور في مبادرته لتطويرها وتحسينها حتى يقدم في المستقبل مبادرة أفضل وليتماشى مع أهداف الوزارة ومستقبل الكويت»، مثنياً في الوقت نفسه على «جهود الوزارة في دعم الشباب وأنشطتهم».من جانبه، أشار حسن عرب إلى أن «وزارة الشباب قدمت برامج عديدة للشباب ومن أهمها برنامج المبادر الذي يرعى المبادرات الشبابية، لكن رغم ذلك فإن هناك جوانب تقصير في عملها، فوزارة الشباب لا ترعى المبادرات بالشكل المطلوب والأهداف المرجوة، بل تقدم ما تراه مناسباً من مال، فحتى الكوادر البشرية والدعم المعنوي تفتقده، وأنا شخصياً قدمت مبادرة قبل عدة أشهر ولم يحضرها أي أحد من ممثلي الوزارة، رغم تقديمي الدعوات باكراً لهم وكتابة الكتب، فأين الدعم؟، إن كان مجرد إلقاء مبلغ مادي بسيط فهذا لا يوافق رؤيتنا وتوقعاتنا، كما أن الوزارة تدعم المبادرة لحين انتهاء مدة العقد ولا تستمر في تحفيز الشباب مستقبلاً».ولفت عرب إلى أن «جانب التقصير الآخر يتمثل في عدم دعم المواهب الثقافية والاكتفاء بدعم بعض الوجوه المشهورة وبعض المشاريع المكررة وغير المميزة، وقلة دعم المشاريع التطوعية»، مقترحا «تجديد قيادات الوزارة لتكون كما سميت وزارة الشباب، ووضع شباب موضع القيادة بحيث تكون أعمارهم ما بين 25 و35».من جهته، ذكر علي كمال أن «وزارة الشباب منذ بداية تأسيسها قدمت الدعم للمجاميع الشبابية وشجعت العمل التطوعي بين هذه الشريحة، وقد قامت أخيراً بفتح المجال لتلقي المبادرات من الشباب لدعمها بالإضافة إلى تكريم الشباب المبدعين والمتفوقين في مجالاتهم، وكل هذا أمر جيد يحسب لها».وتمنى كمال «أن يكون هناك تغيير لسياسة الوزارة الحالية وأهدافها العامة من خلال عدم اتباع الموجة السادة في المجتمع، بل يجب أن تقوم الوزارة بتوجيه الشباب وفق خطة تضعها الدولة وألا يقتصر دورها على الدعم المادي أو الإعلامي فقط»، مقترحا «أن تقوم الوزارة بوضع خطة بعيدة المدى بالاستعانة بخبرات وكفاءات وطنية لتوجيه الشباب».إلى ذلك، دعا يوسف القطان وزارة الشباب إلى «توسيع مشاريعها لتخدم شريحة الشباب، وزيادة الاهتمام في النشاط الرياضي وتوفير ملاعب رياضية كي يستغلها الشباب في وقت فراغهم ولممارسة الرياضة في أماكن تتوفر فيها كل الإمكانيات المطلوبة».
محليات
شكوا لـ «الراي»: لا تحفيز مستداماً ولا ترجمة للمبادرات على أرض الواقع
ماذا قدمت وزارة الشباب للشباب؟
09:57 م