شُيّد حول مدينة الكويت خلال تاريخها ثلاثة أسوار من الطين، الأول بني في عهد الشيخ عبد الله بن صباح الصباح العام 1760، والسور الثاني في 1814، أما الثالث فشيد العام 1920 في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح، وكان تشييد هذه الأسوار لأغراض دفاعية بعد خوض الكويت عدداً من النزاعات الإقليمية والحروب، حتى أصبحت الكويت تعتمد على أسوارها قديماً وحاضراً ومستقبلاً.هذه الاسوار اصبحت تمثّل الصورة الحقيقية للكويت، وتمثلت على هيئة اخرى، تصبو وتسعى اليها الدول الاخرى، وهي الامان والديموقراطية والتنمية، حتى سمعنا أخيرا تطاولا من بعض المستهترين على رجال أمن بصورة متكررة، وأخذ بعض المقيمين ينتحلون صفة رجال الشرطة وهم مرتدون ملابس عسكرية، والبعض الآخر تجرأ وصور والتقى قيادات وزارة الداخلية، واخذوا يسلبون الناس أموالهم، ويظهرون في مقاطع فيديو من دون خوف أو حياء، وفي الوقت نفسه سمعنا عن عدد من رجال الشرطة يرتكبون مخالفات ويتعاطون المخدرات، وهم كما نعلم قلة قليلة، ولكن بانتشار وسائط الإعلام الإلكترونية أصبحت كل صغيرة تنتشر بين أيدينا بسرعة وسهولة.اما السور الثاني فهو الديموقراطية التي حافظ عليها الأجداد... على مسيرتها ومبادئها وقيمها وقيمتها، لدرجة أننا كنا نحفظ أسماء النواب الخمسين في مجلس الأمة، وكانت أيام الانتخابات عرساً ديموقراطياً وفرحة للمواطن وابتهاجاً للمقيم مع انتشار الندوات واللقاءات والتنافس الشريف، قبل أن يقاطعها البعض اعتراضاً على «مجلس الصوت الواحد»، وكأن هذا المجلس ليست له قيمة عندهم، فقاطعوا الديموقراطية بالكلام الجارح، وأخذوا يشككون في قدرة هذا المجلس وينتقصون من قيمة الديموقراطية التي فرطوا بها.كانت التنمية والتطور والنجاح من سمة هذا الوطن، وهو يعتبر السور الثالث الذي تمتاز به الكويت عن بقية دول المنطقة من النواحي التعليمية والصحية، وفي المجالات الأخرى كالرياضة والمسرح وكل الفنون حتى وصل صيتها إلى العالمية.ومع تقدم الدول وازدهارها والاستفادة من خبرات الآخرين وتنمية الفكر البشري والتنمية التكنولوجية لديها، كان لا بد من استخدامها واستغلالها بأنماط الخدمات والحياة اليومية، مع تقديم الدول لاستراتيجية التنمية المستقبلية والمحددة المعالم!نحن شرعنا الان في هدم هذه الأسوار الثلاثة بفؤوس الطائفية والقبلية والحزبية والحقد والحسد في ما بين طوائف المجتمع، والتي لم يتعاطها الأجداد من قبل.اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه.kuwaiti-7ur@hotmail.com7urAljumah@
مقالات
رسائل في زجاجة
أم الثلاثة أسوار
01:36 م