فريق الكويت لكرة اليد 6-6، ما له حل أو منافس، احتكار كامل ومطلق للبطولات في المواسم الأربعة الأخيرة، دون ان يتجرع الخسارة في ثلاثة مواسم متتالية، فبات مرشحاً بقوة لدخول كتاب «غينيس» للأرقام القياسية.«العميد» كان يملك سجلاً تاريخياً منذ انطلاق مسابقات اللعبة في موسم 1966-1967، حيث أحرز لقبي الكأس في موسمين متتاليين 1968-1969 و1969-1970، وأتبعها بلقب الدوري في موسمي 1970-1971 و1974-1975. انتهت بعد ذلك علاقته نهائياً مع الألقاب، وأصبحت اللعبة في «القلعة البيضاء» بعيدة كل البعد عن المنافسة الحقيقية مع بقية الفريق.لم يكن أشد المتفائلين من أبناء «العميد» يتوقع أن يعود الفريق الى منصات التتويج خصوصاً الدوري، وكانت الطموحات محصورة في المنافسة على لقب الكأس التي تدخل أحياناً حساباتها في دائرة الحظ.ولكن نائب رئيس نادي الكويت خالد الغانم، عقد العزم على وضع خطة لبناء اللعبة من جديد، فكانت البداية مع جذب الموهوبين من البراعم، وإشراف الخبراء على تدريبهم، ليبدأ قطف ثمار تلك البذور التي زرعها في الميادين، حيث تربعت فرق البراعم على بساط الألقاب، وانتقلت تلك المواهب بعدها الى الأشبال مع استمرار تألقها وتزعمها للبطولات. وكان لفريق الشباب حصة من هذه النجاحات، كما أنه «غذى» الفريق الأول بأفضل اللاعبين وأبرزهم على الإطلاق أبناء الدولي السابق لـ «الأبيض» والمنتخب هاشم الغربللي وهم: محمد وخالد وعبدالله. ثلاثي ناري يملكون إمكانات فنية وبدنية ومهارية عالية لا مثيل لها، واعادتنا بالذاكرة الى لاعبي العصر الذهبي صالح مهنا وعبدالله جاسم وصلاح أنس وخالد ماجد وعبدالخالق عبدالقدوس ورائد الزعابي وغيرهم.قوة ضاربة في كرة اليد صنعتها إرادة وعزيمة خالد الغانم والجهاز الإداري، الذين اصروا على عودة «العميد» الى البطولات، وجاء وقت الحصاد عبر الأشقاء الغربللي ومشاري العتيبي وعبدالرحمن البالول ومحمد الخميس، الذين كانوا نتاج عمل سنوات. وبدأت الأماني تتحقق بعودة «العميد» من جديد الى مكانه الطبيعي في الريادة، فأحرز لقب الكأس في موسم 2011-2012، لتكون بداية الاحتكار المطلق للبطولات، حيث توّج بلقب الدوري في المواسم الأربعة الماضية، وأضاف مسابقة الكأس في السنوات الثلاثة الماضية، ليصبح عدد ألقاب الدوري 6 والكأس 6 أيضاً.إدارة الفريق لم تكتفِ بأبنائها الموهوبين، بل نجحت في استقطاب النجوم ، حتى بات الفريق «متخماً»، على عكس الأندية الأخرى التي كانت «بخيلة»، وهو ما منح إدارة اللعبة في «الكويت» الأفضلية لقيادة الفريق الى كتابة التاريخ من دون أي منافسة.«الأبيض» كما هو واضح وسّع الفارق الفني بينه وبين البقية، وبات من الصعب «زحزحته» عن القمّة، ما لم تنتفض و«ترخي الدينار».انتكاسة أندية مثل السالمية والقادسية والعربي والفحيحيل والصليبخات وخيطان التي كانت تتناوب سابقاً على انتزاع الألقاب، تعود في الدرجة الأولى الى المشاكل الإدارية التي تسببت في إيقاف تدفق المواهب، وهروب العناصر الدولية من داخل اسوارها بحثاً عن بيئة رياضية صالحة، فكان «البيت الأبيض» مفتوحاً لهم للاستقرار والتألق، والحصول على نصيب الأسد من البطولات.